الحمد لله الذى أنار بجميل هدايته قلوب اهل السعاده و طهر افئدة الصادقين فاسكن فيها وداده سبحانه رفع السماء بغير عمد و بسط الارض على ماء جمد فلا اول لوجوده و لا اخر لبقائه اشهد انه لا رب غيره شهاده عبد صابرا لاحكامه شاكرا لالائه ........ و بعد
فاذا كان الله تعالى قد امرك لتكون مع اهلك و اصحابك بالاتحاد الذى هو مناط قوتك على اعدائك فكيف بك تعصاه
و تهجر اهلك و تعادى اخوانك طلبا لشهوات الدنيا و لذاتها و تترك بذالك الفرصه لاعدائك للدخول بينك و بين اصحابك
فيثير بينكم العداوة و البغضاء و امر الله بالاعتصام صريح و قوله فى القران لا يحتمل التلويح
قال تعالى ( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا )
و كذالك اسمع قول رسول الله لاصحابه وهو الجميل المليح
( ان الله يرضى لكم ثلاثا و يكره لكم ثلاثا يرضى لكم ان تعبدوه و لا تشركوا به شيئا
و ان تعتصموا بحبله جميعا و لا تتفرقوا و ان تناصحوا من ولاه الله امركم
و يكره لكم القيل و القال و كثرة السؤال و اضاعه المال )
كل ذالك حث منه على الالفه و عدم الفرقه بل لم يكتفى بالقول لكنه اتم بالفعل
فلقد كان بين الاوس و الخزرج من الاختلاف و التباعد اكثر من غيرهم الى ان اسلموا احقادهم
و انقطعت عداوتهم و بذر النبى بيديه بذرة المحبه فى قلوبهم فاصبحوا اخوانا متحابين و بألفة الدين اعوانا متناصرين
ثم خذ العبره من المسلمين الاولين كيف انتصروا بالاعتصام يدا واحده جميعا على جحافل المشركين
و اختم بقول رسول الله و قد صدق
المؤمن الف مألوف و لا خير في من لا يألف و لا يؤلف و خير الناس انفعهم للناس
فكونوا عبادا الله اخوانا