دمعَة ُ أحبابي سَقَطت على نعشي
في ليلة ٍ مشأمة
مؤلمة
حالكة ٍ في سِوادها
والتي أرهقتني حد الموت
لا لمعان بِها
ولا فَرَحٌ بها
احتواها السواد
سلبتني حبيبتي
مزقتني كُلُ مُمزق
حفرت قبري بكلتا يداها الناعمتين
ففي هذهِ الليلة
أُغلقت جميع ُ الأنوار
وغُلِقَت جَميع الأبواب
غادر البدرُ ليلتي
قمري
ليس هناكَ ممن يواسي دمعتي
يؤازِرُ همسي
رسمي
تبدلت مشارف ُ غرفتي البائسة
رحلت عني ابتسامتي
لم أبتسم
في تلك الليلة
ليلة ٍ كانت أَمواتُها على مشارف ِ
تملكني الحُزن
واكتست عيني كُحلا ً أسود ٍ حالك
علَّ حُزني يُسعِدُكِ
علَّ دمعتي تُصِيفُ لكِ بريق الحُزن
أعتصر تني
آلمتني
واستبدت في رأيها المجنون
وسط الحُزن
ووسط الرُقاد المميت تَحتم موتي
فَعَّلَ طيف الحُزن يُلملم ُ باق ٍ من أشتاتي
هذا كفني
هذا نعشي
وهذا هو قبري
أفرحي
أَسعدي
وأفرحي
فقد أخترتي يومُ زفافي لكفني
ألبستني تلكم الليلةَ ملبس الكفن
سقط قلمي
وكان منذُ أَزل ٍ مُنفرد
صَرحُ قلمي هوا
قلعة ُ أنفاسي دنت إلى الألم
أكتمل بدري ليلتهُ الحالكة
وفي أنظارها أنا مَيت ميتة ٍ أراحت لها العيون
ألبستني تاج اليأس
أجهضت حرفي
ففي إمبراطوريتي
أسرت سير قافلتي نحو المقابر
عَلت صرخات الحُزن
تعالى النحيب
فأصبحت ُ سراب ٍ يقين
ماض ٍ حزين
غَوثٌ لا يتم ُ لهُ وصل
فلكِ الله يا نفسي
حرارةُ فؤادي وَسَعت ليلتي
أرسل لها رِسالتي الأخيرة
وهو مضمونَها الآتي
حبيبتي
مات العاشق
ماتت مشاعري
ومات معها أملي
علَّ مماتي يُسْعُدُكِ
حبيبتي
حملتني على أن لا أرجوهُ مُكرها ً
لم يَكُن هذا حُلُمي
فهنيئاً لكِ سلبتني أحلاماً مشروعة
وهنيئاً فقد أطفئت ِ بريق َ الأمل الذي لاح على مشارف الأُفق
رسالتي لكِ حبيبتي
رُبما أخترتي نعشي .... كفني ... والمسير إلى مثواي الأخير
وهنا دمعَة ُ أحبابي سَقَطت على نعشي
