«´¨`•..¤* رحلــــ العمر ـــــة 4*¤.. •´¨`», (التلبية)
http://www.vip70.com/smiles/data/050.gif
التلبيـــــــــــــــــــ ـــــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد..أحبتي في الله
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك والملك لا شريك لك .
إن شعار الحاج منذ إحرامه إلى حين رمي جمرة العقبة والحلق: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.
كثير من الناس يردد هذه التلبية ولا يفهم معناها
ومعنى التلبية: أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حملتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً، دونما إكراه أو تردد..... يا رب جئتك ...استجيب لأمرك، جئت إليك بذنوب العمر....بهموم العمر......بمآسي السنين........بكرب الحياة......جئت إليك وليس لي غيرك.....ومن ذا الذي أذهب إليه سواك؟!......عبادك سواي كثير وليس لي رب سواك........لبيك.
http://www.vip70.com/smiles/data/f26.gif
ولذلك فالذي يحس هذا المعنى لا يردد التلبية على إنها نشيد أو أغنية تقال كما يفعل كثير من الناس ، لا ......و إنما يلبي من قلبه ، بل يلبي قلبه، فقلبه هو الذي يردد " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك والملك، لا شريك لك.
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من ملبي إلا لبى ما عن يمينه و شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا و من هاهنا."
فيصبح هذا الملبي هو مركز الكون، كل ما عن يمينه وشماله يلبي معه، فإستشعار ذلك يملاء القلب خضوعا وخشوعا للملك جل جلاله
.
ولهذا التواضع والتذلل أعظم المنزلة عند الله - عز وجل - إذ هو كمال العبد وجماله، وهو مقصود العبودية الأعظم، وبسببه تمحى عن العبد آثار الذنوب وظلمتها؛ فيدخل في حياة جديدة ملؤها الخير، وحشوها السعادة.
http://www.vip70.com/smiles/data/f26.gif
وإذا غلبت هذه الحال على الحجاج، فملأت عبودية الله قلوبهم، وكانت هي المحرك لهم فيما يأتون وما يذرون؛ صنعوا للإنسانية الأعاجيب، وحرروها من الظلم، والشقاء، والبهيمية.
فالذكر هو المقصود الأعظم للعبادات؛ فما شرعت العبادات إلا لأجله، وما تقرب المتقربون بمثله.
ويتجلى هذا المعنى في الحج غاية التجلي، فما شرع الطواف بالبيت العتيق، ولا السعي بين الصفا والمروة، ولا رمي الجمار، إلا لإقامة ذكر الله.
قال تعالى: ) ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ..( ﴾(الحج: 28).
وقال سبحانه:)﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا( ﴾ (البقرة: 198-200).
http://www.vip70.com/smiles/data/f26.gif
وفي التلبية إجابة نداء الله -عز وجل- فارجُي أن تكوني مقبولة، واخشي أن يقال لك: "لا لبيك ولا سعديك"؛ فكوني بين الرجاء والخوف مترددة، وعن حولك وقوتك متبرئة، وعلى فضل الله -عز وجل- وكرمه متكلة، وليتذكر الملبي عند رفع الصوت بالتلبية إجابته لنداء الله -عز وجل- إذ قال: ﴿ {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} ﴾ ونداء الخلق بنفخ الصور، ونشرهم من القبور، وازدحامهم لعرصات القيامة مجيبين لنداء الله، وهذه التلبية شهادة على تجرد النفس من الشهوات والتزامها الطاعة والامتثال.