كنت بمشوار ذات يوم
وانا في طريقي استرعى انتباهي مرور رجال ونساء كبار السن
وصرت أتأملهم بأجسادهم المنحنية فيها ظهورهم، ذابلة فيها نظراتهم، حزينة - أظن - أرواحهم!..
وملامحهم التي اختفت خلف تجاعيد رسمها الزمن
صرت أتأملهم.. وتساءلت في نفسي :
أتراهم يودون لو يرجعون لشبابهم وعنفوان قوتهم؟..
آه!.. من الفرص التي مرت في حياتي، والتي لم أغتنمها، وأتمنى لو ترجع قليلاً لأتمسك بها!..
واه واه
ماذا عساهم يريدون تحقيق من أمل فاتهم، وهذه السنون قد طافت من دون تنفيذ رغباتهم؟..
ما هو الذنب الذي قاموا به من أجل أن يصبحوا وحيدين من دون قلب خفاق يحن عليهم؟..
ألا تظن أن أحدهم يتوارد لذهنه هذه الحسرات والتساؤلات؟..
أين أنتم يا أبنائي؟!..
ونحن الابناء
هل نقوم بتأديت الرسالة كما يجب
ام اننا بلغنا من الانانية حد لم نعد ذكر فيه اناسا كانوا سبب في وجودنا وتخلوا عن الغالي والنفيس من اجلنا ؟؟
من بعد تربيتي لكم وعنائي، أصبحت أعيش في وسط غريب عني، لا يعرف عطائي وتضحيتي من أجلكم، لأنهم لا يعرفونني، ومن لا يعرفني لا يقدرني!..
اسئلة لاتعد ولا تحصى تلك التي جالت بخاطري
لا ادري فكلما نظرت لوجه احدهم
ارى تلك النظرات الحزينة .توحي كانه غريق في وسط بحر عميق او كريشة في مهب الريح ..........
الصمت اصبح لغتهم الدائمة للتعبير عن مشاعر .
مشاعر فياضة لا تتسع الصفحات لخطها
ويعجز اللسان عن حكيها
و تصم الاذان لسماعها
ولكن
ما الفائدة
فقد مضى ما مضى
ومافات انقضى
استبقت الزمن وفكرت فربما يوم ما سأكون مكانهم واعيش عيشتهم واحس الوحدة
فيا سبحان الله
بعد شباب وقوة
اصبح ضعف وشيبة
قال عزوجل : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّة ًً ...........} الروم54
وقفة مع النفس
الحمدلله
الحمد لله
الحمدلله
فهذا الموقف الذي استرعى انتباهي
فهو شاهد على ان الدنيا محل غرور ووهم....
وان اعمل على اتخاد العبر والدروس
واسير على الدرب المستقيم
فاليوم قوة وغدا ضعف
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} النمل19
مما جال بخاطري
همسة ولاء