بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله لا راد لقضائه و لا معقب لحكمه لا رب الا غيره و لا معبود بحق سواه ............. و بعد
فان مجريات الامور الان على صعيد مصر بل و فى كل العالم تعدت الخطوط الحمراء و دخلت فى دائرة الظلمات و ترعرعت الفتن و اشرئب عنقها بقوة فى عصر اصبح الصادق كذابا و الامين خائنا و العالم فاجرا و الحاكم طاغيا لقد نزفت جميع جروح القلب و ادمت العينين حزنا على ما فرطنا فى جنب الله فقد تغير الامر فاين الاسلام و اين الدين و اين ناصروه فلقد قال رسول ( يخرج الاسلام غريبا كما دخل غريب )و كان الصحابه مولعون بالسباق فى الخيرات و يقسون على انفسهم فى ابتغاء المرضات و الوصول الى اعلى الدرجات فقد دخل ابو بكر الصديق ذات يوم المسجد فوجد بعض الصحابه يقراون القران و يبكون من فرط الخشوع فقال كنا كذالك ثم قست القلوب ابو بكر و ما ادراك ما ابوبكر يتهم قلبه بالقسوه فما بالنا نحن و قد فرطنا فى حق الله ان عصرنا الحالى هو عصر الفتن و الملاحم ووجد التطاول على الرسول الكريم ثم على شخصية ترمز للاسلام و هو شيخ الازهر فماذا فعلنا و انا اقسم بالله انه فى فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رسم احد الصحفيين كاريكاتيرا يسىء الى شخصيه شيخ الازهر و لا يليق به باعتباره الرمز الدين لكل المسلمين فى مصر فخرج طلاب الازهر وقتها جميعا ووقفوا امام الجامع الازهر محتجين و قالوا لن نترك اماكننا حتى ياتى رئيس الجمهوريه بنفسه الى هنا و يعتزر لشيخ الازهر امام الجميع فما كان من جمال عبدالناصر و هو الذى يعظم شيخ الازهر و يعرف له قدره الا ان ذهب بنفسه الى الجامع الازهر و صعد على المنبر و اعتزر لشيخ الازهر بشكل رسمى و بعدها قرر جمال عبدالناصر ان يجعل مؤسسه الازهر ذات سياده مستقله يحكم نفسه بنفسه و شيخ الازهر لا يقال من منصبه حتى يتوافاه الله و يتولى مجمع البحوث الاسلام بجمله علماءه اختيار شيخ ازهر منتخب من بينهم و لا دخل للدوله فى ذالك و ما كان ذالك الا لنصرة دين الله المتمثل فى رمز الاسلام و هو شيخ الازهر و اقسم بالله ايضا لما تولى الشيخ محمد متولى الشعراوى منصب وزير الاوقاف و كان البروتوكول المتبع وقتها انه اذا احتاج شيخ الازهر ان يختم او يقوم بامضاء اوراق من الاوقاف يذهب بنفسه الى وزير الاوقاف ليختم الاوراق منه فلما كان شيخ الازهر وقتها الدكتور عبدالحليم محمود معه ورق و اراد ان يزهب الى مكتب وزير الاوقاف ليختمها و كان الشيخ الشعراوى هو وزير الاوقاف فلما علم الشيخ الشعراوى بذالك رفض و ذهب بنفسه الى مكتب شيخ الازهر و جلس امامه على الارض توقير له و قال حق علينا ان نحترم رمز ديننا اخوتى هذه هى الاخلاق و هذا هو الاسلام ثم نجد الان اردوغان رئيس وزراء تركيا يخرج على الناس ليسب شيخ الازهر امام العالم كله و لا حول و لا قوة الا بالله انها اهانه للمصريين على الخاص و اهانه للعالم الاسلامى كله على العام لان الازهر هو كعبه العلم فى العالم يحج اليه كل طالب علم من ربوع الارض كلها و شيخه حصنا منيعا للدين و رمزا اصيلا للاسلام و المسلمين شيخ الازهر الان هو سماحه الدكتور احمد الطيب هذا الرجل الذى يعمل بدون اجر ليل نهار حميه منه على الاسلام و دفاع عن ارض مصر و تصديا منه للفتنه التى يعلمها يقينا و يعرف خبايها هذا الرجل حينما ذهب الى دوله الامارات استقبله ولى العهد هناك استقبالا حارا و لو نظرت لوجدت الشعب الاماراتى كله عن بكره ابيه وقتها يقف خاضعا مجلا لشيخ الازهر ثم قلدوه لقب افضل شخصيه وطنيه لعام 2013 اخوتى ماذا فعلنا نحن دفاعنا عن ازهرنا و شيخه للاسف لا شىء وقفنا موقف المتفرج مكتوفى الايدى و الله سيحاسبنا طبعا على ما فرطنا فى حق علمائنا فلنرجع ثانيا الى عصر الصحابه لنرى مقدار تعظيمهم وتوقيرهم للعلماء فنجد هذا المشهد التاريخى حينما شاهد الامام على ابن طالب و ما ادراك ما على ابن ابى طالب يمشى فى طريقه بجلاله قدره و نحن لا نزكى على الله احد فيجد عبدالله ابن مسعود راكب ناقه له فيمسك الامام على بزمام الناقه و يجرها فيغضب عبدالله ابن مسعود تقديرا منه لشخصيه الامام على وما كان من الامام على الا ان يجرها حتى تبرك فى مكانها فما كان من عبدالله ابن مسعود الا انه نزل من الناقه و اخذ بيد الامام على وقبلها و قال هكذا امرنا ان نفعل بال بيت نبينا فقبل الامام على راس عبدالله ابن مسعود و قال هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا اخوتى العلماء زكاهم الله فى قرانه فقال ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) و زكاهم النبى فى سنته فقال ( فضل العالم على سائر الناس كفضل القمر على النجوم ) و فى حديث اخر قال ( فضل العالم على غيره كفضلى على اقل رجل فيكم ) و قال صلى الله عليه و سلم ( لموت عالم اهون عند الله من موت قبيله ) و قال ( العلماء ورثه الانبياء )
اخوتى لابد و ان نفيق من رقادنا و نصحى من غفلتنا من قبل ان يعذبنا الله بما فرطنا فيه من حق علمائنا علينا و العلم فى نهاية الزمان لا يمحى من السطور و لكنه ينتزع انتزاعا بموت العلماء فيقبض من الصدور و قال رسول الله ( اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جاريه او علم ينتفع به او ولد صالح يدعوا له ) ثم حزرنا رسول الله ايضا من كتمان العلم فقال ( من اعطاه الله علما ثم كتمه عن الناس لجمه الله بلجام من نار يوم القيامه ) لجام من نار للعلماء و الله انها مسؤليه خطيره بكى منها ابو هريره خوفا من كتمانه شيئا يعلمه عن الناس عندما سئل عن بكائه قال ابو هريره سمعت رسول الله يقول ( اذا دخل اهل النار النار وجدوا رجالا يدورونا على اسقف جهنم كالرحا يتعوز منهم اهل النار فقالوا من هؤلاء فقال هم علماء كتموا علمهم عن الناس ) اعاذنا الله و اياك فالعلماء لهم فضل و شرف و كرامه وواجب علينا كما امرنا رسولنا توقيرهم و احترامهم و بذل النفس من اجلهم فالعلماء مصابيح الظلام و هداة الحيران و على عاتقهم مسؤليات خطيره و اعباء ثقيله فلابد و ان نعطيهم حقوقهم فهم ولات امرنا الذين امرنا الله بطاعتهم فقال ( و اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولى الامر منكم ) و هم اصحاب الحقوق علينا و الاعين الساهره لتحرص ديننا فلقد درست انا شخصيا فى الازهر سبعه عشر سنه متواليه حتى حصلت على لسانس من كليه اصول الدين قسم التفسير جامعه الازهر و كانت تعاليم الازهر احلى من العسل و تعلمت ان مراجعت العلم عباده و الذهاب الى تحصيله شهاده و كنت اقبل يد اساتذتى توقيرا لهم و اداء لحقهم فالله الله فى علمائنا اوصيكم بنصرتهم و توقيرهم و القيام على حقوقهم و خدمتهم فان ذالك فيه الثواب الجزيل و الاجر الجميل او كما قال ( مجلس علم واحد خير من عبادة الف عام )
ما الفضل الا لاهل العلـــم انهم ** على الهدى لمن استهدى ادلاء
وفضل كل امرء ما كان يحسنه ** و الجاهلون لاهل العلم اعداء
ففذ بعلم تعيش حـــــــــيا به ابدا ** الناس موتى و اهل العلم احياء
واعلموا انه ما تقدمت امه من الامم الا بفضل علمائها و ما صنعت دوله حضارتها الا على اكتاف علمائها و ما رحم الله قوما الا بحرمه علمائهم فاتقوا الله اخوتى فى العلماء و ان شرار الناس فى الدنيا من حقروا العلماء و استزلوا الحكماء فان بنى اسرائيل اتخذوا احبارهم و علمائهم اربابا من دول الله و كانوا يتخذون من قبور علمائهم مساجد و نحن لا نريد الا حسن الادب مع علمائنا و شيم الاخلاق معهم
هذا ما قولته فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه
و اتقوا فتنه لا تصيبن الذين اتقوا منكم خاصه
استقيموا يرحمكم الله
