بسم الله الرحمن الرحيم
اعتقد ان من الواجب بعيدا عن الصخب المفتعل حول معايير الثقافه لدى كل انسان ان نميط اللثام فى هواده لنعطى كل ذى حق حقه
و ان نتحدث عن الثقافه فى مضمونها العام بدلا من المثقف فى شخصيته على الوجه الخاص فى مصر بالذات لانها محراب العلم و منبره بازهرها و علمائه حيث انه فى معركه عادله و نبيله تخوض الامه المصريه حربا الان بلا هواده ضد عصابات الرجعيه و الارهاب و العنف الدموى و الاخونه الشعبيه التى تريد ان تعيدنا ثانيه الى عصر الكهوف فقد ابت مصر لانها ذات التراكمات الحضاريه المختلفه و التنوعات الثقافيه المتعدده فى مشهد عفر مدعى التحضر و التدين ترابه على اعين الناس حتى يعميهم عن الحق بدت الدوله المصريه بشبابها و مثقفيها و مبدعيها و علمائها قادره على مجابهة جحافل التتار الجدد و بدا الشعب اكثر تلاحما بفضل ثقافته ووعى ابنائه لكن هناك ثمة عوار فى المشهد الراهن يمكن تلمسه بوضوح و هو اختفاء وزاره الثقافه بدورها و التى كانت المتخلف الوحيد عن المعركه و من هنا بدأت الثقافه فى ظل غياب وزارتها فى زيها البليد تصنع رطانا فارغا اما عبر نخب هزيله متحالفه من المستعمر او نخب رجعيه بالاساس تقتات على كل الموائد و كل منهما يسمى مثقف الاستعمار و مثقف الرجعيه لا يدركون معنى الاوطان و لا يعرفون قيمتها و فى هذا السياق المتخاذل يغيب الصوت الثقافى الشريف الحر الرسمى تماما عن الميدان و بعد اكثر من عشرين عاما اكتشفنا الزيف الذى باعه مثقفى مبارك القمعى حول فكره التنوير مدفوع الاجر بعد ان شاهدنا البؤر الارهابيه و التطرف الاجرامى يظهر فوقعنا فى براثن الارهاب و البلطجه لتركيع الجبهه المصريه و تعفير ام انفها فى الوحل و التراب ان صمت الثقافه الرسميه الان عن مجابهة الارهاب و الرجعيين فكريا اشبه بمن يهرب من المعركه و من يفر من الميدان فالصمت هنا خيانه و الانتكاس جريمه و الان لن تنفض مصر عن كاهلها غبار الرجعيه بحق الا اذا كانت لديها وزاره ثقافه حقيقيه خارجه من رحم الثوره و مؤمنه بشعبها تتجه صوب تثقيف المصريين لا الوصايه عليهم و تسعى نحو خلق مناخ من الاستناره الحقيقيه يكرس لكل لكل المقومات الكبرى فى حياتنا مما يحفظ للامه المصريه هويتها و خصوصيتها الحضاريه من جهه و يصلها بالانجاز الحدثى التقدمى الغربى من جهه اخرى و يبقى المعيار الرئيسى ممثلا فى مدى قدرة المؤسسه الثقافيه على تنفيذ اجندتها الوطنيه التقدميه للثقافه تؤمن فيه بالخيال الجديد و التنوير الخلاق و تدرك مسؤليتها تجاه شعبها و شبابها و امتها المصريه و العربيه جيلا بعد جيل و من هنا ستخطو مصر طريقها نحو مستقبل افضل رغما عن انف الانتهازيين و المدلسين و ستظل معركه المثقفين الحقيقيه راس الرمح و حد السيف فى مواجهة العصابات الرجعيه و حلفائها من الفاسدين الذين يغتالون انبل ما فى هذا الوطن يغتالون ثقافته الوطنيه و مبدعيه و كفاءاته
حمى الله مصر و شعبها كنانه الله فى ارضه