الحمد لله الذى خلق كل شىء فقدره و علم مورد كل مخلوق و مصدره و اثبت فى ام الكتاب فأمضاه و سطره اطلع على عمل المسىء فستره و قبل توبة العاصى فعفا عن ذنبه و غفره و ارسل محمدا فبين سبيل الخير و نوره و رضى الله عن الصحابه الذين باعوا الدنيا بالاخره ........... و بعد
فقد قال الله فى محكم التنزيل ( قل متاع الدنيا قليل و الاخره خير لمن اتقى و لا تظلمون فتيلا ) فقد اوضح ان الدنيا زائله غير باقيه راحله و عن اهلها غير راضيه ماكره ساحره فى حلالها حساب و خادعه فاتنه فى حرامها شده عذاب عزها ذل و عمرانها خراب و اولها عناء و اوسطها شقاء و اخرها فناء قد حكم الله عليها فقال ( كل من عليها فان ) فانتبه من غفلتك و حاسب نفسك قبل ان تحاسب و لا يغرنك الافكار الرجعيه المعلبه الامريكيه او الصهيونيه المؤمركه فى وقت انتشلت الثقافه العربيه و الهويه الاسلاميه من عقل و قلب كل الناس فاصبحوا بلا هويه و انتشرت فطريات الجهل فى مجتمعاتنا و هى تجعل من التفكير عمليه معقده و مؤلمه لصاحبها و يكون عندنا العلاج البديل هو الخمول و الدخول فى سبات عميق و نسلم العقل للاخر ليفكر لنا بالوكاله فنكون بذالك خسرنا الدنيا و الدين لكن الدنيا هى الحياه الفانيه لسنا فى حاجه لتفكير فيها سوى التقييم على الوجه الذى يعيد لنا التوازن الاجتماعى المنوط بالتفضيل و التكريم الذى خلقنا الله من اجله و مهمته عماره الكون و سريانه بالتناسل و الترابح تحت ما وضعته النظم الاسلاميه من حقوق وواجبات و ما سنته و بينته من حلال و حرام و هذا هو السبيل لكن احياء ديننا يكون بالعمل للاخره التى هى دار نعيم و رخاء و سعاده للصالحين و دار شقاء و بلاء و عذاب للعاصين نعيمها مقيم و عذابها اليم السجن فيها جهنم و الجزاء فيها جنه عرضها السماوات و الارض اعدت للمتقين فالسعيد من عمل صالحا و اختار الدار الاخره و اخلص قلبه لله و تقرب الى جنه الفردوس بالاعمال الطاهره قبل الندم و هل ينفع الندم و قد وقع العتاب و حرر الحساب و نصبت الموازين و نشرت الدواوين و مد الصراط على متن جهنم ووقع الخلاف بين الابرار و الفجار و سلم السعاده الى دار القرار و ذل الاشقياء الى دار البوار و قد ارتفع صراخهم و اعتلى عويلهم فلم يغنى عنهم ذالك من الله فى شىء ياله من يوم هو فى الحقيقه الف سنه من هذه السنين و قدره خمسين الف سنه فى الصعوبه على الكافرين تخف اثقاله عن المؤمنين و تزدرى احماله على المجرمين فهذا لقمان قال لابنه و هو يعظه ( يا بنى لا تركن الى الدنيا و لا تشغل بها قلبك فانك لم تخلق لها و ما خلق الله خلقا اهون عليه منها فمنذ خلقها لم ينظر اليها و انه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين و لم يجعل بلاءها عقوبه للعاصين يا بنى لا تضحك من غير عجب و لا تتكلم بغير سبب و لا تمشى من غير ارب و لا تسأل عن مالا يعنيك و اصلح بقدر ما استطعت )
فاللهم اجعلنا من المكرمين اذا حصلت لهم البشرى و الامان و صح لهم رأس مال الايمان و سلمت لهم تجارة الاحسان ففازوا عند ذالك بما نالوا من رضى الرحمن و تمتعوا بخيرات الجنان