http://gareba.jeeran.com/asap8.gif
أن من سعادة الإنسان أن يشعر أنه خلق حرا
ليحيى و يموت على ملة لا إله إلا الله محمد رسول الله
ممتلئ بها قلبه بالإيمان بالله و جميل التوكل عليه .
http://gareba.jeeran.com/asap8.gif
أن الإنسان طالما هو يحيى تحت ظل هواه متعلق قلبه بأهواء الدنيا
امتلأت جوانحه بحب الدنيا و ملذاتها التي لا تنتهي
ولطالما هو غافل عن حقيقة خلقه و ما يجب أن يسعى له في هذه الحياة
و شغله حب المال و الهوى عن الغاية من خلقه
و تحولت عنده الوسائل إلى غايات
و تبدد هدفه و ضل قدوته
و ضاعت من عقله الحقيقة الوحيدة التي من أجلها خلق الله الخلق
أسرته الدنيا و أستذل لها ثم ما لبث أن استفاق على حقيقة لا تقبل الشك
أنه أناخ رأسه للدنيا أملا أن يحوزها
فما كان من الدنيا إلا أن كبلت رأسه المناخ على صدره
- بأغلال الذل و العبودية – في قدميه
فما يفتأ أن يرفع رأسه أبدا و هو ينظر و هو ظان أنه حاز الدنيا لكثرة مال و عتاد
بيد أنه يستفيق بعد فوت على الحقيقة الغائبة عنه
ألا و هي انه أسر نفسه في سجن الدنيا
و هو يظن أنه بذلك أمتلكها
و لكن
http://gareba.jeeran.com/asap8.gif
و أسفاه هو ما فعل فيها إلا كما فعل قارون
و ما فعل فيه إلا كما فعل بقارون
قال ما أتيته إلا على علم عندي فما لبث أن خسف الله به و بداره الأرض
وما يلبث هذا المسكين الذي ظن أنه حاز الدنيا بمال جمعه
لا يدري حلاله من حرمته أو جاه جاءه بظلم و تملق لذوي سلطان
إلا أن يجد الموت بجانبه على حين
غرة من أمانيه الطويلة التي بلغته طول الأجل
فيخسف الله به في قبره فلا ينفعه يومها إيمان و عودة
و لا توبة حاله كحال فرعون
عندما قال أمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل
و لكن هل نفع فرعون إيمانه هذا كيف وقد أتاه اليقين ورأى الحقيقة
و فرق بين أن ترى الحقيقة و أن تدركها
http://gareba.jeeran.com/asap8.gif
هكذا حال كل من غرتهم الحياة الدنيا
طغوا فيها بشتى صنوف الطغيان
بدء ممن طغى على نفسه فظلمها و أوردها موارد الهالكين
و انتهاءا بمن طغى بسلطان أو مال أو قوة على الناس
فأستبد بفكره و رأيه و أملى له هواه و سلطانه أن يعيث بين خلق الله فسادا
ثم ما لبث أن سول له هواه و طغيانه أن ظن أنه يضاهي الله في سلطانه
فأخذ يأمر و ينهى الناس بما لم ينزل الله به سلطان
و لو تأمل الحياة الدنيا لوجد أن لهؤلاء الطغاة الحظ الوافر من نقم الله و غضبه و آياته
بدء من فرعون و انتهاء في عصرنا هذا
بإقتصاد الولايات المتحده الهالك بأسرع مما يتخيل بشر .
.
http://gareba.jeeran.com/asap8.gif
فيا أيها الإنسان قبل أن تغرق في لجة الهوى و حب الدنيا
تذكر حال من أحبوها قبلك فما كان منها إلا أن أسرتهم
ثم أخرجتهم من أسرهم مكبلين لتلقي بهم في موارد الهالكين في الدنيا
و ظلومات الجحيم في الآخرة .
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي بالله جل جلاله أغراك
أغرك طول الأمل حتى قطع بك و بأملك الأجل.
وتذكر قول النبي الخاتم عندما قال
" وما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب أستظل بظل شجرة ثم تركها و ارتحل".
