سبحان الله عملا بوحدانيته و الحمد لله ثباتا على نعمته و الله اكبر رضا بمكرمته ..... و بعد
اصبحنا نمشى الهوينا نحو ارض رامه المقدسه ارض مكه و قبر المصطفى هفنا نسيم الشوق اليه فعشقناه فركبنا النوق و اسرعنا المسير نحوه قاصدين حاجين محرمين ملبين بالقلب طاهرين
نحن الان نقف امام قبر النبى اسمحولى ان اترجم عن شخصه و اخلاقه و شيمه و شمائله الخلقيه و الخلقيه ما الهمنى الله ان اقول
و اذا المطى بنا بلغن محمدا ** فظهورهن على الرحال حرام
قربنا خير من وطىء الثرى ** فلها علينا حرمــــــة و ذمام
رفع الحجاب لنا فلاح لناظر ** قمر تقطع دونه الاوهام
عن عطاء ابن يسار قال لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت اخبرنى عن صفه رسول الله فقال اجل و الله انه لموصوف فى التوراة ببعض صفاته فى القران يا ايها النبى انا ارسلناك شاهدا و مبشرا و نذيرا و حرزا للاميين انت عبدى و رسولى سميتك المتوكل ليس بفظ و لا غليظ و لا صخاب فى الاسواق و لا يدفع بالسيئه السيئه و لكن يعفو و يغفر و لن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا اله الا الله و يفتح به اعينا عميا و اذانا صما و قلوبا غلفا .
و عن عبدالله بن سلام قال ان النبى موصوف فى التوراه و لا صخب فى الاسواق و لا متزين بالفحش و لا قوال للخنا اسدده لكل جميل و اهب له كل خلق كريم و اجعل السكينه لباسه و البر شعاره و التقوى ضميره و الحكمة معقوله و الصدق و الوفاء طبيعته و العفو و المعروف خلقه و العدل سيرته و الحق شريعته و الهدى امامه و الاسلام ملته و احمد اسمه اهدى به بعد الضلاله و اعلم به بعد الجهاله و ارفع به بعد الخماله و اسمى به بعد النكره و اكثر به بعد القله و اغنى به بعد العيله و اجمع به بعد الفرقه و اؤلف به بين قلوب مختلفه و اهواء متشتته و امم متفرقه و اجعل امته خير امه اخرجت للناس عبدى احمد المختار مولده بمكه و مهاجره بالمدينه امته الحمادون لله على كل حال
واقسم الله تعالى به لبيان عظيم شرفه فى القران فقال ( لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون ) و عن قتاده قال النبى ( كنت اول الانبياء فى الخلق و اخرهم فى البعث ) و قال ( كنت نبيا و ادم منجدلا فى طينته ) و فضله الله و اختصه عن غيره من انبيائه و رسله بخصائص كثيره فقال عليه السلام ( اوتيت خمسا لم يعطهن نبى قبلى نصرة بالرعب مسيرة شهر و احلت ليا الغنائم و اوتيت الشفاعه و جعلت ليا الارض مسجدا و ترابها طهور و كان النبى يبعث الى قومه خاصه و بعث الى الناس عامه )
فمما زادنى شرفا و تيها ** و كدت باخمثى اطأ الثريا
دخولى تحت قولك يا عبادى ** و ان سيرت المصطفى لى نبيا
و وجوب طاعته من وجوب الايمان به و تصديقه فيما جاء به قال تعالى ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله و رسوله ) و قال ( و ان تطيعوه تهتدوا ) فجعل الله تعالى طاعه رسوله من طاعته و قرن طاعته بطاعته ووعد على ذالك بجزيل الثواب و اوعد على مخالفته بسوء العقاب فقال ( و ما اتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ) و مخالفه امره و تبديل سنته ضلال و بدعه متوعد من الله عليه بالخذلان و العذاب و من اكباره و اعظامه اعظام جميع اسبابه و اكرام مشاهده و امكنته من مكه و المدينه و معاهده و ما لمسه عليه السلام و ما عرف به و توقيره و حسن الصلاه و التسليم عليه و مطابعته و امتثال امره و تطبيق اخلاقه و خلقه و سنته فى القول و العمل و الفعل و التمثل به ظاهرا و باطنا على الوجه الذى يليق به مع الدفاع عنه و توقيره و بذل النفس و النفيس و الانفاس فى احياء زكره مع الادب فى الحديث عنه تعظيما لحرمته
و صلى الله على محمد و اله