القصة الخامسة من قصص المسابقة
عصفورتى
كنت اجلس فى شرفتى اراقب زقزقه العصافير..اراقابها وهى تاكل طعامها وهى تشرب من الاناء الصغير الموضوع فى قفصها الصغير
وسرحت بعيدا..بعيدا......
فغلبنى النعاس فاسبلت عينى وارسترخت اعضائى
وبينما انا مغمضه العينين
سمعت عصفورتى تقول لزوجها العصفور:-
تعالى..انظر الى السماء هل ترى هذه العصافير الحره الطليقه؟
انها تطير فى السماء دون قيد.
اما نحن فسجناء هذا القفص ولا نستطيع ان نكون مثلهم.
وهنا ضحك العصفور وقال لها:-
هل تعلمى ياحبيبتى لقد فكرت مثلك من قبل فى هذا...
فى ايام شبابى كنت دوما اريد حريتى وكثيرا قبل ان اتزوجك هربت من اقفاص كثيره
ومضى بى العمر وتعلمت حكمه الحياه.
نظرت اليه العصفوره باهتمام وقالت:-
وماذا علمتك الحياه؟
وماهى هذه الحكمه؟
نظر اليها العصفور وكانه حكيم زمانه وقال:-
ان العصفور الحر صحيح انه يكسب حريته ولكنه يفقد اشياء اخرى
هذه الاشياء تكون لدينا نحن المحبوسين فى القفص كما تطلقين عالينا.
قالت العصفوره:-
وماهى هذه الاشياء؟
قال لها:-
اننا نعم محبوسين ولانستطيع التحليق فى السماء ولكن لدينا طعامنا وشربنا ومسكن اْمن ننام فيه دون خوف.
ولا نخشى المطر فى الشتاء ولا الحر الشديد فى الصيف.
اما العصافير الطليقه التى تحسدينها تلك تستيقظ فى الصباح الباكر لتبحث عن طعام وشراب وقد تجد وقد لاتجد.
وفى الشتاء يبتل عشها ويسقط فلا تجد مئوى يحميها هى وصغارها.
وقد يموت بعض صغارها بسبب البرد الشديد.
انهم يحسدوننا على الامان الذى نعيش فيه مثلما نحسدهم.
نظرت اليه العصفوره باندهاش وكانها تدرك تلك الحقيقه الان
وقالت له:-
هل تعلم انك محق فيما تقول.
وابتسمت له ابتسامه جميله وقالت:-
كم احبك؟
نظر اليها العصفور بهيام وقال:-
وانا ايضا احبك جدا ياعزيزتى
ولكنى اخشى ان اقطع عليكى هذه اللحظات الرومانسيه.
قالت له:-
ولماذا تقطعها؟
قال لها:-
اْلا تسمعى اصوات صغارنا فى الداخل يزقزقون؟
ضحكت العصفوره بدلال وقالت:-
لا........لا اسمع الا صوتك انت ياحبيبى
قهقه العصفور ضاحكا وقال :-
هيا اذهبى لصغارنا بالطعام واحمدى الله انه اْعطانا اشياء ليست موجوده عند غيرنا
فالله يوزع الازراق ويعدل بين الجميع
فهو الحكم العدل
قالت العصفوره:-
الحمد لله الذى وهبنى انت ياحبيبى بحكمتك ووهبنا كل مالدينا من امان واستقرار.
الحمد لله والشكر لله.
وهنا فتحت عينى لاجد العصفوره تدخل الى البيت الصغير الموجود بالقفص والذى يحوى صغارها.
واندهشت كثيرا واستغربت
هل سمعت حقا العصافير تتحدث؟
هل سمعتهم حقا يحمدون الله؟
وتذكرت قوله تعالى
"ويخلق مالا تعلمون"
صدق الله العظيم
واستغرقت فى التفكير كثيرا ......ولكن السؤال ظل عالقا بلا جواب.