جميلة إسماعيل .. سيدة المحن

منذ أيام قليلة بدأ العام الثالث لأيمن نور داخل أسوار طرة ، لينال جزاء تحديه النظام بشكل سافر.. وسط أجواء التوتر المنسية عنوة مابين تمزق الغد وانتظار السنوات الطويلة لخروجه أو حدث طارئ يجيء علي حين غرة ، يظهر وجهها الشاحب المتفائل حاملا كل اوجاع البشرية بتفاصيلها الحمقاء.. إنها جميلة إسماعيل التي تشعر منذ اعتقاله بافتقاد أبنائه له "خاصة أن ولدي نور وشادي في عمر حرج يحتاجان فيه إلي الأب أكثر
من احتياجهما إلي الأم، يفتقدانه في كل وقت ".
امرأة أخري ، في البدء كانت مذيعة ثم طرحت نفسها في الساحة السياسية خلف وجانب زوجها المرشح المنفي ، لتؤسس معه حزبا جديدا بعد أن استقالا معا من حزب الوفد العتيق ، لكن جميلة لم تظهر بذلك الوضوح إلا بعد حبس زوجها بتهمة تزوير توكيلات حزب الغد ، لأكثر من عامين وهي تحمل قضية زوجها رافضة أن تموت أو تنتهي بالنسيان المعهود ، تحملت إدارة الأمور بمفردها دون أن تضعف " أبناء عانا كثيرا لغياب والدهما ، لكن العائلة كان لها دور كبير في حل مشكلاتهما، وأنا برغم كل الظروف السيئة التي تمر بي بدءا من حبس زوجي وانقسام الحزب وعملي الذي أحبه وقد حرمت منه أجدني ملزمة بممارسة دور الأم والأب معا ليأتي آخر اليوم وانا أشعر بإرهاق وتعب شديد وحتي في أكثر مواقفي ضعفا أرتدي قناع القوة والصلابة حتي لايهتز من حولي، خاصة أننا في الحزب نحتاجه كل لحظة لأنه الأقدر علي حسم الخلافات وتجميع الأراء والمواقف المختلفة علي مائدة واحدة" ،
وطوال عامين وجميلة تحمل عبء القضية إعلاميا ، فكانت ومازالت تحركها علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون ومواقع الإنترنت ، وبالرغم من تردي الأوضاع السياسية والنزاعات والانقسامات المستمرة داخل حزب الغد ، أصرت جميلة علي استمراره حلما مشتركا بينها وبين زوجها " لأكثر من أربع سنوات ونحن نسعي لإشهار الحزب وترخيصه ، وبعد أسابيع قليلة من إشهاره تم القبض علي نور بتهمة تزوير توكيلات الحزب الوليد الذي كان حلم مئات الآلاف من المصريين ، ومنذ بدء القضية وأنا لم أفصل بين نور كزوج ووكيل مؤسس للحزب وبين الحزب نفسه لأنه حلمنا ، فبجانب تحملي مسئولية أيمن نور أحمل أيضا مسئولية الغد" ..
والأمر لا يقف عند حد العبء الإعلامي حتي أن شائعة أثيرت بأنها قامت ببيع سيارتها الخاصة لتسدد ديون الجريدة الناطقة باسم الحزب ، وهكذا حرصت جميلة لأكثر من عامين علي أن تبدو صلبة قوية رغم كل الانكسارات التي كبلت حركات المعارضة المطالبة بالتغيير، جميلة اعتصمت بمفردها داخل سجن طرة حين رفضت إدارته أن تسمح لنشطاء الغد بزيارته دون ان تتخللها بادرة خوف من ردة فعل كادت تعصف بها علي أيدي الأمن المركزي بعصيه وهراواته ، لكن تدخل زوجها ومطالبته لها بالمضي وفر عليها الموقف برمته ،" وضعي أفضل بكثير من وضع زوجات المعتقلين الآخرين ، وأشعر أن موقفي اقوي ، فعلي أبواب السجن أراهن أضعف كثيرا سواء في الوضع الاجتماعي أو السياسي أو المادي".
لم تتوان لحظة واحدة عن حمل قضية نور منذ بدايتها ، في وقت تخلت فيه كل الأحزاب الأخري عن دعمه ، تقدمت التظاهرات التي طالبت بخروجه واعتصمت امام النائب العام ، جابت الأرض بكل قوة وضراوة لتؤكد براءة زوجها رغما عن إدانة النظام وقضائه له، موقفها تبلور بصلابة فاقت كل التصورات، ففي وقت آخر لم تجازف بأنصارها وآثرت التهدئة بدلا من التصعيد حين قررت الانسحاب من خوض انتخابات مجلس الشوري عام 2001 بالدائرة الخامسة (باب الشعرية ، والدرب الأحمر ، والمنشية ، والظاهر والجمالية) بعد أن لاقت مواجهة عنيفة من مرشح الحزب الوطني "محمد رجب" والأجهزة الأمنية التي قامت بإلقاء القبض علي أنصارها.
"خلال السنة الأولي لاعتقال زوجي نور قمنا بتحرك شعبي بالمظاهرات والمسيرات مع القوي السياسية المختلفة والحركة الشعبية من أجل التغيير ، ولم نفصل قضيته عن قضية القضاة والصحفيين ، أما العام الثاني، فكان هناك صراع من أجل إبقاء راية الغد مرفوعة، حين حاولت مجموعة من المفصولين إضفاء شرعية علي انفسهم وبالفعل نجحوا بحكم قضائي في الحصول علي الشرعية من النظام ، لكننا أكدنا أن الجبهة الحقيقية هي جبهة نور لأن الأحزاب لا تصدر بأوراق ولا تأخذ شرعيتها من النظام ، ومع دخول العام الثالث قررنا نقل معركتنا علي مستوي اوسع ورفعنا شعار "لا يوجد حر بيننا إذا كان فينا سجين" وبدأنا الحملة علي النت ، المدونات ، والفيس بوك ، بالإضافة إلي أننا سنقوم بجمع توقيعات للإفراج عن المعتقلين مهما كانت اتجاهاتهم السياسية."
وتبقي وسط هذا الزحام الشديد من الاحداث المتلاحقة والمواقف المختلفة التي سادت الساحة السياسية، وبين النزاعات والنسيان «جميلة إسماعيل » كضمان واحد حقيقي علي بقاء قضية نور حتي خروجه

جريدة البديل 7/12/2007

http://bp1.blogger.com/_zGFcGobUgrM/...00/1+(178).jpg
جميله ونور قصة كفاح

...جميله اسماعيل -- تستحق لقب المرأة الماسيه وليس الفولاذيه او الحديديه لقدرتها على الاستمرار والاحتمال وايمانها المطلق بقضية زوجها وتصميمها على تبنى قضيته للنهايه والتي لا يعرفها او يستطيع احد التنبأ بها

كان الله في عونها وعون اولادها والاهم كان الله في عون زوجها

مشكور portelghadعلى المرور و مبسوط بإنضمامك لنا يا محمد بيه و مشكورة طيف على ردك و مرورك

تعرف يا احمد انك بموضوعك ده اديت السيده دى جزء من حقها
ربنا يكرمك

اقتباس:

---

" وضعي أفضل بكثير من وضع زوجات المعتقلين الآخرين ، وأشعر أن موقفي اقوي ، فعلي أبواب السجن أراهن أضعف كثيرا سواء في الوضع الاجتماعي أو السياسي أو المادي".

---

أسأل الله ان يفك كرب كل سجين ومعتقل لمجرد رفضه وضع قائم او لقوله كلمه حق
شكرا احمد لاقتنائك المميز

مشكور اسلام على مرورك و بالتاكيد لن نوفى هذه السيدة ولا اسرتها حقهما فى التكريم و هذا جزء بسيط لتكريمهم