بسم الله الرحمن الرحيم
و اصلى و اسلم على محمد خير خلقه و نور عرشه .... و بعد
فلقد ابلغ فى الوعظ من اطال النظر الى حاله و مأْْْْْْْْله كيف اصبح و كيف امسى و عرف الحكمه من تقلب دهره
و مدار فرحه و حزنه حال حياته و بعد وفاته و هداه الله الى معرفة الفرق بين حركاته و سكناته
و ما رأيت فى الميزان اثقل من الصبر على المصيبه و الثبات عند الحادثه
نعم فليس فينا احد يجلس متكأ فرحا مسرورا و هو يعلم ان القدر يخفى له ما يبكيه
و هذا نص رساله رسول الله الى معاذ بن جبل حين مات ابن له
( من محمد رسول الله الى معاذ بن جبل السلام عليكم فانى احمد الله الذى لا اله الا هو اما بعد
فعظم الله لك الاجر و الهمك الصبر و رزقنا واياك الشكر ثم ان نفوسنا و اموالنا و اهالينا
و اولادنا و اموالهم من مواهب الله الهنيئه و عواريه المستودعه نتمتع بها الى اجل معدود
و يقبضها لوقت معلوم ثم افترض الله علينا الشكر اذا اعطى و الصبر اذا ابتلى و كان ابنك هذا
من مواهب الله الهنيئه و عواريه المستودعه متعك الله به فى غبطه و سرور و قبضه بأجر كبير
ان صبرت و احتسبت فلا تجمعن عليك يا معاذ ان يحبط جزعك اجرك فتندم على ما فاتك
فلو قدمت على ثواب مصيبتك عرفت ان المصيبه قد قصرت عنه و اعلم ان الجزع
لا يرد ميت و لا يدفع حزن فليذهب عنك اسفك بما هو نازل بك فكأنك قد نزل بك
و السلام )
لذالك الصبر على المصيبه اجر لا يوازيه اجر و لا يعادله ثواب و قد يكون اتيان المصيبه و نزولها على الانسان من حيث لم يحتسب
و من حيث لم يعلم فيكون خطرها اشد و بلائها اعظم و هى فى الاجر و الثواب اكمل و اتم
و فى الجنه مكتوب ستة اسطر
فى السطر الاول :- من اصبح حزينا على الدنيا اصبح ساخطا على الله
فى السطر الثانى :- من شكا مصيبه نزلت به فانما يشكو ربه
فى السطر الثالث :- من لا يبالى من اى باب أتاه رزقه لا يبالى من اى بواب النار أدخله الله
فى السطر الرابع :- من اتى خطيئه و هو يضحك دخل النار و هو يبكى
فى السطر الخامس :- من كان اكبر همه الشهوات نزع الله خوف الاخره من قلبه
فى السطر السادس :- من تواضع لغنى لاجل دنياه اصبح و الفقر بين عيناه
اسئل الله العظيم لنا الثبات على طاعته و عدم الميل الى معصيته و الصبر على بليته
و الشكر على نعمته و الاجر عند الوقف الى جنباته
و حسن النظر الى سرادقاته
و السلام لنا و تحياته
و بركاته
