أكثر من 155 شهيدا ومئات الجرحى
الطيران الحربي الإسرائيلي يرتكب مجزرة وحشية ضد الفلسطينيين في غزة
ارتكبت دولة الإرهاب الصهيوني اليوم مجزرة وحشية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث قامت طائراتها الحربية من طراز إف 16 بسلسلة من الغارات المكثفة ضد عدد من المواقع التابعة لحكومة حركة حماس المقالة والمتواجدة في أماكن آهلة بالسكان في قلب مدينة غزة مما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات.
وأعلن متحدث باسم حركة حماس عن سقوط أكثر من 155 شهيدا على الأقل وإصابة 200 في حصيلة أولية لهذه الغارات الوحشية..
وقال شهود عيان ان الغارات توالت في وقت واحد على جميع المقرات الأمنية من شمال غزة إلى جنوبها ولم يعرف حتى اللحظة عدد المقرات التي تم قصفها لكن مصادر فلسطينية تشير ان أغلب المقار الامنية التابعة للحكومة في غزة تم قصفها بشكل مفاجئ الامر الذي يرجح وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى.
واضافوا إن الغارات امتدت من شمال القطاع إلى جنوبه وطالت مواقع للذراع المسلح لحركة حماس والشرطة التابعة للحكومة المقالة، فيما تحلق أعداد كبيرة من الطائرات فى سماء القطاع.
واكدت الأنباء ان حالة من الخوف الشديد انتابت المواطنين وشوهدت سيارات الإسعاف تنطلق من جميع الطرقات وهي محملة بالجرحى والشهداء. فيما تبدو غزة ككتلة من السواد نتيجة الحرائق التي اندلعت من المقار والمنازل التي تم قصفها
وووصفت مصادر فلسطينية ان الغارات بأنها الأوسع والأعنف التى يتعرض لها قطاع غزة، وأشارت إلى أن الانفجارات تدوى والدخان يتصاعد فى كل مكان وسيارات الاسعاف تنقل المصابين والشهداء من ضحايا العدوان الصهيونى الجديد.
وكان الجيش الصهيونى حصل على ضوء أخضر من المجلس الوزارى المصغر للشؤون الأمنية والسياسية فى إسرائيل يوم الأحد الماضى لشن عملية عسكرية تردد أنها ستكون على نحو متدرج ومتصاعد.
وكانت وسائل الإعلام الصهيونية تناولت الجمعة أنباء صحفية عن العملية العسكرية التى قد تقوم بها إسرائيل فى قطاع غزة.
ولم تصدر المصادر الطبية حتى اللحظة أي احصائية رسمية لعداد الشهداء والجرحى نتيجة الاعداد الكبيرة من الجرحى في المقرات الأمنية.
ضحايا القصف الاسرائيلي على غزة
وأكد شهود عيان في مدينة غزة أن الطائرات الحربية استهدفت دورة للشرطة كان يشارك فيها العشرات من أفراد الشرطة في مقر الجوازات بميدنة غزة مما أدى إلى استشهاد مدير الشرطة توفيق جبر وعدد كبير من أفراد الشرطة .
مصادر فلسطينية توقعت أن تواصل قوات الاحتلال غاراتها كون الطائرات الحربية لم تفارق أجواء قطاع غزة .
فيما بثت الفضائيات العربية صورا لمجازر وجثث وهي ملقاة في الشوارع. وعادت الطائرات الحربية الصهيونية لتقصف ما تبقى من المقار الأمنية في شمال غزة وشرقها
ردود الأفعال على العدوان
وفي رد فعله على العدوان، قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش :"اسرائيل بدأت حربا مفتوحة للحصول على ما تريد من تنازلات وهذا العداون والرسالة الدموية لم يكن ليحدث لولا الصمت العربي".
ضحايا القصف الاسرائيلي على غزة
وأكد أن مقاومة الاحتلال الاسرائيلي أمر مقدس لنا ولا تنازل على المقاومة. وشبه البطش الغارات الاسرائيلية بالعداون الاسرائيلي على لبنان في يوليو عام 2006 ، وقال نحن نحتاج إلى دعم امتنا ولا يجب ان يأخذنا الحرج على حركة حماس او غيرها وينسينا ان من يموتون هم فلسطينيون في كل الاحوال .
واضاف: "ما يحدث الان يهدد الوضع الانساني وكافة الاوضاع في قطاع غزة .. الشعب الفلسطيني لم يخير في الموت بين الموت جوعًا او في انتظار الدواء او الموت في الغاارات" .
وتابع: نتوقع من الجانب العربي الا يصمت رغم الخلافات بين اطراف السلطة في غزة ولا يجب ان يترك الشعب الفلسطيني .
العدو سيجد نفسه مضطرا على وقف الغارات والشعب الفلسطيني لن يرغمنا على الخضوع لاسرائيل"
بدوره، أدان نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الغارة الإسرائيلية ، مؤكدًا أن اسرائيل تجهز لمثل هذا العدوان بوقت ليس بالقصير وغير مرتبط بانتهاء التهدئة
ودعا حواتمة إلى موقف فلسطيني موحد ، وإلى جبهة مقاومة متحدة لمواجهة عربدة الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه المستمر على قطاع غزة ، تتألف من مرجعية سياسية واحدة لإدارة عملية الصراع والدفاع عن قطاع غزة.
ضحايا القصف الاسرائيلي على غزة
وأشار حواتمة إلى أن التفكك والصمت العربي يفسح المجال لعربدة العدو الاسرائيلي ، "فإلى اي مدى يستمر هذا العدوان والصمت العربي".
في ذات السياق ، أصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانًا لادانة العدوان الاسرائيلي الخطير على قطاع غزة مطالبة بوقفه فوراً.
وطالب الرئيس عباس "الحكومة الإسرائيلية بوقف هذا العدوان فورا لتجنيب أبناء شعبنا ويلاته، كما يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا العدوان".
أما مهدي عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر فقال :" هذا الاجرام والقوة القاهرة والظلم الذي يدمر غزة ويقتل لا يتم إلا بالتواطيء الكامل مع الدول العربية والدول الاجنبية".
وأشار عاكف إلى أن التواطىء من كل العرب وبلا استثناء لاننا لم نسمع اي من القيادات الاسلامية وقفت ضد هذا الاجرام وكانت ليفني في مصر مع الرئيس مبارك ولم نسمع شىء".
واضاف:" اقول لاخواننا في غزة الذي يدافعون عن حقهم الطبيعي ان النصر قادم مهما كانت القوة المساندة لهم
أحد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزةصهاينة".
وتابع ان الوضع في منتهي الخطورة في غزة قائلا:" إذا لم يتدخل العرب لنجدة الشعب الفلسطيني ولم يستطيع القادة انقاذهم فليتركوا الحكم".
من جانبه، قال مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري: "مصر لا توافق على هذه المجزرة ومصر شعبا وحكومة تدين الهجمات الوحشية على غزة".
اضاف ان القاهرة قامت بكافة الجهود لوقف العداوان والغارات ولكن اسرائيل كعادتها تقوم بمثل هذه الغارات والهجوم عقب زيارة مسئوليها في للقاهرة لتقول ان مصر توافق على هذا العدوان.
وتابع: مصر تسعى من خلال الاتصالات لإعادة التهدئة وفشلت حتى الان مع الجانبين لاعادة التهدئة .
وقال مصر حاولت اقناع الاشقاء في فلسطين لان تأثيرها المادي ضعيف وتأثيرها قوي على الاخوة في فلسطين، مضيفا " انا لا اسوي بين المحتل ومن احتله والشعب الفلسطيني دفع الثمن طويلا واسرائيل دولة محتلة خطيرة ولا يجب ان تلام مصر وحدها، مصر تجاهد وتسعى بقدر المستطاع والكل يلقي بالنقد على مصر وهذا غير صحيح" .
واضاف: "معبر رفح مفتوح للمساعدات الانسانسة قدر المستطاع و لا يمكن ان يكون حل النزاع الفلسطيني مع اسرائيل بالاعتداء على الحدود المصرية".
وقال الفقي: "اسرائيل دولة عدوانية تسعى الى تصفية القضية وتصدير ازمة غزة الى مصر، واسرائيل لديها أطماع في سيناء وهي لا تحترم عهدًا ولا موقفا وخطرها لا يتوقف على فلسطين فقط وانما على كافة دول الطوق" .
من ناحيته، قال نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني هذه بداية عملية كبيرة هددت اسرائيل بها .. حاولنا بكافة الوسائل التحدث مع جهات اوروبية واسرائيل .
واضاف "الذين زايدو وقاموا باعمال طائشة يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني"، وتساءل "هل تريد حماس ان تحكم القطاع هكذا بان تعطي الذريعة للاحتلال لكي تقول انهم ضحايا؟.
وقال حماد: الشعب الفلسطيني في غزة يشهد عدوان اسرائيلي وعدوان من قادة حماس، وقادة حماس شركاء في كل قطرة دم تنزف على غزة"
بدوره، أكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة يأتي في ظل الدعوات المتتالية لتصفية حركة حماس في قطاع غزة، وقال: "كنت أستغرب من شدة الأنباء التي تتعلق بأن هناك من يحث على العدوان على غزة لتصفية حماس من قطاع غزة".
واضاف: "الآن بعد هذا الحدث والغارات المباشرة على قطاع غزة أسمع نمر حماد المستشار السياسي لرئيس السلطة محمود عباس يتحدث ويلقي اللوم على حماس، فهذا يؤكد أن هناك من يتحدث ويلقي اللوم على حماس ويحض على هذا العدوان".
وتابع: "حينما نشاهد هذه الغارات على قطاع غزة ثم يلقوا بالمسؤولية على حماس اعتقد أنه مصداق لكل الأحاديث التي قيلت وعبر الصحف الصهيونية أن هناك أطراف عربية حثت على العدوان".
وأعرب عن اعتقاده أن "الحصار المشدد على قطاع غزة وإغلاق المعابر لا يختلف كثيرا عن هذا العدوان، وعندما لا يوجد كهرباء لعدة أشهر في قطاع غزة فهو عدوان أيضاً على القطاع".
امام مصطفى البرغوثي سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية، فقال: "أن هذا العدوان ليس ضد حماس وانما ضد الشعب الفلسطيني لكسر صموده ومقاومته واذكر من في فلسطين ان هذه الطائرات هي التي اغتالت الشيخ ياسين والشهيد الراحل ياس عرفات وقوات الامن في رام الله ".
وطالب الرئيس عباس بوقف كافة اشكال الاتصالات مع اسرائيل لوقف الاجتياح الاسرائيلي ونطالب اليوم بعودة الوفاق الفلسطيني .
ضحايا القصف الاسرائيلي على غزة
اضاف: ستخرج مظاهرات في كافة مدن الضفة الغرية لتؤكد وحدة الشعب الفلسطيني وتؤكد ان الغارات الاسرائيلية لن تقتل الصمود الإسرائيلي
من جانبه، قال توفيق الطيراوي مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤن الامنية :" هذه جريمة كبرى ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تاتي في اطار التهديدات التي صرحت بها ليفني والحكومة الاسرائيلية ".
وحول دور عباس والأجهزة الأمنية لوقف الغارات، قال :" الرئيس اعلن منذ فترة عن زيارات مختلفة منها الى مصر وهو يجري الان اتصالات مكثفة لتخفيف المعاناة عن الشعب".
وأكد انه لا يوجد تنسيق أمني بين السلطات الفسطينية والسلطات الأمنية الإسرائيلية، مشيرا إلى ان اللقاءات السياسية بين اولمرت وعباس من اجل المفاوضات من اجل تقليل المعانات على الشعب الفلسطيني، وتقوم القيادة الفلسطينية بدورها من منطلق وطني ولا بد من الابتعاد عن اتهامات الخيانة".
اما رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي، فقال :" ان ما يحدث في غزة هو دير ياسين جديدة تثبت القيادة الاسرائيلية من خلالها انها قادرة على ايجاد مجزرة جديدة في غزة ".
وأشار إلى ان هناك عواصم عربية يرتفع بها علم اسرائيل، وهذه المجزرة رسالة للذين اتخذوا السلام خيارًا استراتيجي "، وقال إن اسرائيل افتعلت هذه المجزرة لتوسيع رقعة هذا الخيار والموقف العربي لم يعد منذ زمن بعيد محدد من محدادت خيار السلام الاسرائيلي ".
واضاف :" العالم العربي اما مشارك او متفرج او هدف مثلما في فلسطين والمقاومة اللبنانية ". وأشار إلى ان تقدم كاديما في استطلاعات الرأي على الليكود يعني انهم يريدون ان يقفوا على سدة الحكم علن طريق الدم الفلسطيني".
وقال شلح: " اننا لن نستسلم لان المعروض في الحالتين الموت . فاما نموت بالحصان بنقص الدواء والغاز او الموت بالاباتش والاف 16". فنحن لن نسنتسلم ولن نركع شارك العرب أم لم يشاركوا ونحن شعب يملك فائض من الارداة ".
القسام تتوعد
في هذه الأثناء، استهجن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحريكة حماس، العدوان الغاشم الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة والذي أودى بحياة عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وسط صمت عربي ودولي متواطأ على هذه الجرائم.
ضحايا القصف الاسرائيلي على غزة
وقال أبو عبيدة في تصريح متلفز مخاطبا أبناء الشعب الفلسطيني: " نعاهد أبناء الشعب الفلسطيني بأن نرد على هذه الجرائم بكل قوة بإذن الله تعالى، وسيعلم الاحتلال أنه عندما اتخذ هذا القرار فإنه ألقى بنفسه في النار".
ودعا أبو عبيدة الذي ظهر في غزة رغم صعوبة الظروف أبناء الشعب الفلسطيني إلى الاطمئنان وأن المقاومة ستلقن بإذن الله العدو درسا لن ينسوه.
وطالب أبو عبيدة المواطنين بأن يبقوا واثقون بنصر الله، مشيرا إلى أن هذه هي واحدة من تلك المجازر التي مرت عبر التاريخ وهو يأبى إلا أن يبقى يضحي وينزف الدم، مشيرا إلى أنهم يدفعون ثمن صمودهم وتمسكهم بالمقاومة، في حين تخلى عنها الجميع، معاهدا ذوي الشهداء الذين ارتقوا اليوم بأنه لن تذهب هذه الدماء هدراً.
وقاحة إسرائيلية
في هذه الأثناء، قال تليفزيون دولة الاحتلال ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة هو ضربة افتتاحية وبداية لمعركة طويلة تم الاعداد لها مسبقا، زاعما ان حماس لم تخل المقرات رغم علمها بامكانية الهجوم على القطاع والمقرات الامنية.
واضاف ان جيش الاحتلال لن يبقى يبحث عن خلايا كتائب القسام وانما سيضرب اهدافا رئيسية لحماس ليضعف رغبة حماس في القتال، مؤكدا انه تم قصف 30-40 هدفا حتى الان في القطاع.
وقال التلفزيون نقلا عن جيش الارهاب الصهيوني انه وضع قوات الجيش وقوات الانقاذ ونجمة داوود الحمراء في حالة استنفار قصوى في منطقة الجنوب المحيط بقطاع غزة.
وذكر ان جابي اشكنازي رئيس اركان جيش الاحتلال شخصيا يتابع العملية على غزة التي كما قال ان عشرات الانواع من الطائرات العسكرية اشتركت في القصف على غزة مع امكانية توسيع العملية.
واضاف التلفزيون الاسرائيلي ان العملية الاسرائيلية عملية متدحرجة وسيجري تقييم الاوضاع بعد كل موجهة قصف لتقدير امكانية استمرار او التوقف ولكن التلفزيون الاسرائيلي اكد انه من السابق لاوانه بان نتحدث عن نهاية العملية الحالية.
ضحايا القصف الاسرائيلي على غزة
وتحدثت القناة الثانية بتليفزيون الاحتلال عن عملية قد تستمر لعدة ايام وستكون موجعه اكثر خلال الايام القادمة وان اسرائيل استعدت لاحتمال استمرار العمليات لعدة اسابيع اضافه الى استعدادها لاحتواء اية ردود فعل في الضفه الغربية .
اضافت: "المستوى السياسي يدرك بانه لا يمكن وقف اطلاق الصواريخ بالوسائل العسكرية فقط ولكن العملية التي قد تستمر لاسابيع ستؤدي الى ضغوط مكثفه تجبر حماس على طلب وقف اطلاق النار".
واكدت المصادر الاسرائيلية بان هدف العملية لا يصل الى حد اسقاط حكومة حماس وانما تهدف الى وقف اطلاق الصواريخ وهو الامر الذي اكده بيان صادر عن مكتب اولمرت جاء فيه عبارة قوية وواضحه تقول 'سنوقف اطلاق الصواريخ'.
وقال المتحدث بلسان جيش الاحتلال: "نقوم بعملية مستمرة ومتنوعة الاهداف والوسائل برا وجوا وبحرا عند الحاجة وعليكم توقع صور اكثر قسوة في غزة خلال الايام القادمة وعليكم الصبر والتحلي بطول النفس والتصميم وعلى سكان الجنوب الاصغاء لتعليمات الجبهة الداخلية".
