متظاهرون احتلوا القنصلية المصرية في عدن لساعات
صالح يبدي لمبارك أسفه.. والقاهرة تعتبرها امتداداً لحملة حزب الله متظاهرون احتلوا القنصلية المصرية في عدن لساعات
القاهرة – القبس:
عدن – أ.ف.ب:
احتل متظاهرون لفترة وجيزة امس القنصلية المصرية في عدن (جنوب اليمن) وجرى تخريب بعض المعدات من قبل المتظاهرين ومعظمهم من الطلبة، «قبل ان يتم اخراجهم بهدوء» بحسب مسؤول امني، مشيراً الى ان ثلاثة موظفين كانوا في القنصلية عند وقوع الحادث ولم يصب احد منهم باذى.
واصيب احد المتظاهرين بعد ان اطلق افراد الامن الذين يتولون حماية القنصلية النار على المهاجمين، وافيد عن اعتقال عشرين آخرين.
وذكر شهود عيان ان المتظاهرين الذين وصل عددهم الى عدة مئات احرقوا العلمين المصري والاسرائيلي، ثم رفعوا العلم الفلسطيني على مبنى القنصلية قبل اخلائها.
هذا الحادث اثار نقمة عارمة لدى الحكومة المصرية، فيما اعرب الرئيس علي عبدالله صالح في اتصال هاتفي مع نظيره حسني مبارك عن اسفه لما حصل.
وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان صالح ومبارك بحثا تطورات العدوان والمجاوزر الوحشية التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة، وان الاول «عبر عن اسفه لما تعرضت له القنصلية من اعتداء قامت به بعض العناصر الغوغائية التي ستتم محاكمتهما امام القضاء».
واضافت الوكالة ان الرئيسين تشاورا في مستجدات الاوضاع واكدا اهمية الخروج بموقف عربي موحد ازاء تلك التطورات.
اتهام «حزب الله»
وقد دانت الخارجية المصرية بشدة حادث اقتحام القنصلية، وقال المتحدث باسم الخارجية السفير حسام زكي ان بلاده تدين محاولة الاقتحام، لانه لم يجر العرف ان يتم مثل هذا العمل من جانب «غوغاء» يحاولون اقتحام مبنى له حرمة وحصانة، ويجب على السلطات المحلية هناك ان تتنبه الى ضرورة توفير الحماية لمقر دبلوماسي.
واستطرد المتحدث: «لنا عتب على الاخوة في اليمن، وفيما يبدو ان السلطات هناك لم تبذل الجهد الكافي لمنع هذا الدخول الى القنصلية، ولكن بعد ذلك استشعرنا قدرا من الارتياح لان الامن اليمني تواجد بشكل مكثف بعد خروج المتظاهرين من مقر البعثة».
وربط زكي ما حدث من اقتحام لقنصلية مصر في عدن بالحديث الذي صدر عن حسن نصر الله الامين العام لحزب الله، وما حدث امام سفارة مصر يوم الاحد الماضي من تظاهرات، مشيراً الى ان حزب الله بخطه الواضح ضد مصر وضد الحكومة والسياسة المصرية «انما يتحمل المسؤولية كاملة في حالة حصول اي تجاوز سواء على البعثة المصرية او على اي من افرادها في لبنان، واننا نشدد على هذا الامر ونثق في ان الامن اللبناني سوف يتعامل بكل القوة والحزم مع اي تجاوز ضد السفارة.
رأيان في القيادة المصرية
هذا، وعقب حادث القنصلية في عدن ورفع علم فلسطين عليها تلقت الخارجية المصرية تحذيرات شديدة اللهجة من سفاراتها في الخارج، تحمل تلميحات واضحة بخطورة الوضع، خوفا من العمليات الانتقامية واعمال العنف ضدها في بعض الدول العربية والافريقية.
وعلمت «القبس» من مصادر مطلعة ان انقساما في الرأي حدث داخل المجموعة السياسية المصرية المكلفة متابعة العدوان على غزة، وما اسفر عنه من تصاعد ردود الفعل الغاضبة ضد الموقف المصري.
واوضحت المصادر ان غالبية المجموعة السياسية ترى عدم الدخول في حرب اعلامية وكلامية مع بعض هذه الاطراف، حتى لا تتصاعد حملات التصعيد الخارجي ضد مصر، بينما ايدت مجموعة اخرى الرد من خلال التحرك الدبلوماسي والاحتجاج الرسمي في الدول التي تتولى مسؤولية حماية البعثات المصرية في الخارج.
هذا الانقسام الرسمي امتد الى المجال الحزبي بين قيادات الحزب الوطني الحاكم بعد القرار الذي اتخذته هيئة مكتب الامانة العامة بتسيير تظاهرات وعقد مؤتمرات حزبية ردا على حملات التصعيد وتأييدا لسياسات الرئيس مبارك.
واقترح عدد من قيادات الحزب الوطني ان يعقد مبارك اجتماعات موسعة مع قيادات الاحزاب لشرح حقيقة الموقف والرد على الحملات.
من ناحية اخرى، هاجمت لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى العدوان الاسرائيلي على غزة، ودانت ايضا قيام حماس بقتل ضابط مصري على الحدود، مؤكدة وجود مؤامرة لجر القاهرة الى حرب جديدة.
واشار رئيس اللجنة السفير محمد بسيوني الى انه ليس صحيحا ان مصر منحت اسرائيل الضوء الاخضر لضرب غزة، مشيرا الى عظم دور مصر التي لا يستطيع احد ان ينال منها، خصوصا محور ايران وسوريا وحزب الله وحماس.
وتساءل بسيوني. «ماذا قدمت ايران للقضية الفلسطينية؟ كما ان سوريا لم تطلق رصاصة واحدة منذ احتلت اسرائيل الجولان». واختتم تصريحاته بأن قوات الامن المصرية القت القبض على مجموعة من حماس تسللت عبر الحدود، ويجري التحقيق معهم لمعرفة من قتل الضابط ياسر عيسوي.
على جانب آخر، القت السلطات المصرية القبض على 25 طالبا من مختلف الجامعات المصرية ممن يعتقد انتماؤهم الى جماعة الاخوان المسلمين بتهمة التحريض على تنظيم مظاهرات تضامنا مع غزة.
واستمرت التظاهرات في مختلف الجامعات المصرية، حيث شهدت جامعات القاهرة وعين شمس والازهر وسوهاج وطنطا مظاهرات حاشدة امس.
