وكما كان لداود دعاء، كان لابنه سليمان عليه السلام الذي ورث الملك والنبوة من بعده دعاء، وقد جاء دعاء سليمان بعد تعرضه للفتنة التي يشير إليها قوله تعالى: “ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب” (سورة ص، الآية: 34). ولسنا في مجال الدخول في تفاصيل هذه الفتنة كما ورد ذلك في كتب التفاسير ولكننا نتحدث عن دعائه عقب هذه الفتنة واستغفاره ربه منها. ولكي يطمئن إلى أن الاستجابة حدثت له سأل ربه أن يهبه ملكاً لا يكون لأحد من البشر بعده: “قال رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب” (سورة ص، الآية 35). فاستجاب الله لدعائه، فغفر له وآتاه من أسباب الملك ما لم يؤته أحداً غيره. قال تعالى: “فسخّرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب. والشياطين كل بناء وغواص. وآخرين مقرنين في الأصفاد” (سورة ص، الآيات: 36-38). ولم ينس العبد الصالح سليمان أن يشكر ربه على العطاء الوفير والملك الكبير، وهذا ما ينبغي أن نتعلمه.. أن نشكر الله على ما أنعم به علينا، وأن نؤمن بأن ما نصيبه من خير هو من فضل الله. قال تعالى: “ .. وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين” (سورة النمل، الآية: 19).
محمد الطيب عربي
منقول من جريدة الخليج
الإمارات