يُعد التهاب العصب البصري حالة طبية تنتج عن التهاب وتلف في علاج التهاب العصب البصري، وهو الحبل العصبي الذي ينقل الإشارات المرئية من العين إلى الدماغ. غالبًا ما يرتبط هذا الالتهاب بأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد (MS). يتسبب التهاب العصب البصري في أعراض مفاجئة تشمل ألم العين و فقدان مؤقت للرؤية.
خيارات علاج التهاب العصب البصري
يهدف العلاج بشكل أساسي إلى تسريع عملية الشفاء وتقليل الالتهاب، خاصة في الحالات الشديدة، والتعامل مع السبب الكامن وراء الالتهاب.
1. العلاج بالكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)
يُعتبر هذا هو الخط الأول والأكثر شيوعًا في علاج التهاب العصب البصري الحاد، وخصوصاً في الحالات المرتبطة بالتصلب المتعدد.
- الكورتيزون الوريدي (IV Steroids): يبدأ العلاج عادة بجرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات الوريدية (مثل ميثيل بريدنيزولون) لمدة 3 إلى 5 أيام. هذا النهج يهدف إلى تقليل الالتهاب بسرعة.
- الكورتيزون الفموي (Oral Steroids): بعد الانتهاء من العلاج الوريدي، قد يصف الطبيب جرعات فموية من الكورتيكوستيرويدات (مثل بريدنيزون) يتم خفضها تدريجياً على مدى 10 إلى 14 يوماً.
ملاحظة هامة: أظهرت الدراسات أن العلاج بالكورتيكوستيرويدات يسرّع من استعادة الرؤية، لكنه قد لا يؤثر على درجة التحسن النهائية مقارنة بعدم العلاج على الإطلاق، حيث أن معظم الحالات تستعيد رؤيتها جزئياً أو كلياً بشكل طبيعي مع مرور الوقت. ومع ذلك، فهو ضروري للسيطرة على النوبة الحادة.
2. تبادل البلازما (Plasma Exchange - Plasmapheresis)
يُستخدم تبادل البلازما في الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالكورتيكوستيرويدات الوريدية، أو في حالات الانتكاس الشديد.
- آلية العمل: يتم سحب جزء من بلازما الدم واستبداله بسائل آخر أو بلازما متبرع بها. يُعتقد أن هذا الإجراء يساعد في إزالة الأجسام المضادة الضارة التي تهاجم العصب البصري.
3. علاج السبب الكامن
نظرًا لأن التهاب العصب البصري غالبًا ما يكون العرض الأول لأمراض مزمنة، فإن جزءًا مهمًا من العلاج يركز على التعامل مع المرض الأساسي:
- التصلب المتعدد (MS): إذا تم تشخيص التصلب المتعدد بعد نوبة التهاب العصب البصري، فقد يصف الطبيب أدوية معدّلة لسير المرض (DMTs)، مثل الإنترفيرون أو أدوية أخرى حديثة. هذه الأدوية تساعد في تقليل تكرار النوبات وإبطاء تطور المرض.
- اضطرابات المناعة الأخرى: في حالة الارتباط بمرض مثل التهاب النخاع والعصب البصري (NMOSD)، يتطلب العلاج أدوية مثبطة للمناعة أو بيولوجية محددة.
- العدوى: إذا كان السبب هو عدوى بكتيرية أو فيروسية، يُستخدم العلاج المناسب (مثل المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات).
توقعات الشفاء والتعافي
لحسن الحظ، يتعافى معظم مرضى التهاب العصب البصري، وتبدأ الرؤية بالتحسن في غضون أسابيع قليلة بعد ظهور الأعراض، وتستمر بالتحسن لعدة أشهر.
- التعافي التلقائي: يمكن لبعض حالات التهاب العصب البصري الخفيف أن تتعافى تلقائيًا دون أي تدخل علاجي.
- الرؤية اللونية: قد يلاحظ المرضى استمرار بعض الصعوبة في تمييز الألوان أو فقدان طفيف في حدة البصر، حتى بعد استعادة معظم الرؤية.
