فى وقت الازمات .. كن أنت أمة وحدك !!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أُتابع منذ فتره و بصمت ما يجرى فى ساحات الحوار و ما يحدث ف المنتديات العامه و المتخصصه منها حول ما جرى و يجرى و لا يزال ع ارض العزة غزة هاشم ..
فصور الشهداء و الضحايا العزل من أبنائنا و بناتنا و امهاتنا و شيوخنا نتيجه هذه الحمله الصهيونيه بمسانده صليبه على اهلنا ف غزة( كحال باقى اراضى الاسلام) الهبت حماس الجميع و زادتهم غضباً و سخطاً ع ما وصل اليه حالنا من ذل و ما عايشوه من واقع يدعوا كل ما فيه الى الخضوع واليأس و الاستسلام ..
وما بين دعوات للجهاد .. و اتهامات بالخيانة و العمالة لقاده و حكام حتى انه لم تسلم منها بعض الشعوب ..
فما بين ساعى لحق ينشره .. و آخر يبث اليأس و الاحباط .. و ما بين مستعرضين لمهاراتهم ف التحاور و استخدام الكلمات و الجمل و العبارات ..
دارت تلك المناقشات ..
ولقد كنتُ قطعت ع نفسى عهداً ان أبقى ف صمتى هذا تقديراً لحساسيه الموقف أو لكون محقاً أكثر كان صمتى هروباً من واقع صدامى تسعى ف دول قبل افراد لكسب تعاطفا شعبيا و جماهيراً ع حساب قضاينا و دمائنا ..
ليبزخ فيه قادة و زعماء عاشوا طويلا ف الظلام وحدوا زماناً يُجيد عليهم بافضل الظروف لـ ( الاصطياد ف الماء العكر) كما نقول نحن بمصر
ولا شك ان بعضهم نجح ف ذلك حين توارى عن الصورة أهل الحق و العدل ..
ف الوقت الذى استطاع فيه اهل المعتقدات الخربه و النفوس الرديئه ان يجدوا لهم دوراً ف مسرحيه خُطط لها من قبل ليجدوا لهم ف نفوس و قلوب الجماهير العريضه مكاناً ..
إما طمعاً ف مداً طائفياً او نفوذا دوُليا ً او رغبة عارمه ف حب الظهور و تبوأ نوط الشجاعه و الفروسيه ف زمن قل فيه حامليه ..
و بعيداً عن هؤلاء و أولئك
و هروباً من إتهامات -قد تُسدد لى- بإثارات النعرات الطائفية و المذهبيه و فى الوقت الذى نحتاج فيه الى (التوحيد) .. توحيد ماذا و مع من لا ادرى !! .. مع من .. !!
- .. مهلا لقد تذكرت عهدى ثانية على نفسى باتزام الصمت .. -
الاهم مراعاة لمشاعر البعض من الذين خُدعوا بتلك الشعارات الزائفه التى يرفعا أهل الباطل هنا و هناك
ف ظل صمتى كنت أتأمل قوله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)
و أخذت اتأمل قصص الانبياء و سير الصالحين ..
فابراهيم عليه السلام كان أمة وحدة .. و نوح عليه السلام ظل يدعوا قومه 950 فما أمن معه الا قليل ..
و علي خطاهم سار الانبياء و المرسلين
فموسى عليه السلام عبد قومه العجل و هو كليم الله
و عيسى عليه السلام كاد قومه يقتله لكن رفعه الله
و محمد صل الله عليه و سلم قُتيل و عذب اصاحبه فما صدهم هذا عن دين الله
ففتح الله عليهم فتحا عظيما مأزراً و كادت الملائكه تتخطف اعدائهم
فالشاهد ان اهل الحق ف كل عصر و زمان هم قله ف مقابل اهل الباطل
لكنهم من الصبر و القوة و الايمان ما يكون دوما لهم سبيلاً لهم للتمكين
اذا فلا العدد دليل قوة و لا الصوت العالى دليل حق
لكنه الايمان حقاً و علو الهمة و اخلاص النية
فمن يريد ان يقيم الاسلام فليقمهُ ف قلبه اولاً
و من يُنادى بالعدل فلا يظلم
و من يُطالب الراعى بحفظ الرعية فلا يضعها هو
فأنظر الى أين أنت من العدل تكون من أهله
و انظر أين أنت من الحق تكون من نصيره
فلا العدل ولا الحق يعرف بالرجال و لكن يعرف الرجال بالعدل و الحق
و أخيراً انظر أين انت من الاسلام تكون من أهله !!
إن تربيه أبنائنا منذ الصغر ع مفاهيم العدل و الحق و الاسلام هى وحدها كفيله بحفظ اجيال تشب ع حب دين الله و حب الجهاد ف سبيله
لا ترسخ لمعتدى ولا تأبى لعدو سلاحها الايمان و درعها الاسلام
فنحن اليوم أحوج الى تربية أبنائنا تربيه اسلاميه حقه ليعرفوا غدا الى اين يوجهوه افواه بنادقهم -الى صدور أعدائهم لا صدور إخوانهم سواء بالكلمه او بالرصاصة-
فالحقيقه ان اشد ما يألمنى اليوم هو ان لا يفرق الشيخ منا قبل الصبى بين اعداءه و أوليائه ف زمن اختلط فيه الحابل بالنابل و نطقت فيه الوريبضه ..
فتحيه اكبار و اجلال و تعظيم لأولئك الأبطال الاشاوس المرابطين القائمين ع حدود الاسلام ف كل مكان اسأل الله ان ينعم اعين بنصره فهو ع ذلك شهيد
عذرا فلعل كلماتى كانت عشوائيه كأغلب حياتنا اليوم .. لكنها افكارى هاجمتنى ع حين غرة من أمرى و سط انشغالى و بين صفحات كتابى
فلم اصمد امامها طويلاً
لكن حقا كلمات خرجت من القلب فلعلها تصيب القلب
أسأل الله الاخلاص ف القول و العلن
و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين
أحمد عمر