السماء والارض الحياه والموت
حب وغربه وبعاد وفراق هكذا الارض
نحيا وتجرى بنا الحياه والايام وتسلسل
لايعلم به غير الله راضين بما كتبه الله لنا
وتدمع العيون ولانجد لها سبيل غير الصمت
كلمات بل همس بأذن اليل المعتم والبرد الموحش
المخيف هنا تذكر نفسى وعن اعلن تمردى على
ارضى ودفئى وشرعت بالرحيل كنت انظر الى سمائى
واقولها هل لو سافرت اميال وتعديت حدود البلاد ستظل
احزانى كما هى ام ستغيب وستتفرق بعيدا عنى وترحل كما رحلت
انا صعدت درجات السلم وطائرتى تنفرد بالوان الابيض بين الظلام الدامس
هنا وجدت الدموع تغمرنى ولانى عنيده لم اتراجع وصعدت الى غربتى
بيدى وكأننى هاربه من حكم اعلنته عليا الارض الا اكون سعيده ابدا
او يهدأ لى بال او تغمض لى عين جلست بمقعدى ودموعى تملاء ملابسى
والحزن يعترنى وكأننى تائهه من امى بجانبى جنسيات ليست منى الغربه
جعلتنى اشلاء قبل ان اصل الى المكان الذى قررت الرحيل اليه ياربى
كيف سأكون هناك وصلت الطائره وفككت حزامى ودقات قلبى توجع قلبى وصدرى
مضيت بين وجوه غريبهمتحجره من كثره الترحال والغربه وعيون شارده
وجدت نفسى بعالم اخر وجو اخر احسست بالرعشه بجسدى وتجاوز البرد كل
حدوده معى فأصبت بالصمت ولم اعرف كيفيه الحوار مع احد سمعت صوت
مصرى التفت نحو واسرعت وكأننى اريد الارتماء بأحضانه امسك بيدى بقوه وكأنه
أحس بى وحمل حقائبى الى اين اعطيته العنوان ولم انطق وكان ينظر الى ويقولها
ليتنى استطيع ان اضمك فأعلم بأن هؤلاء لن يفهموا واخشى ان يكون ردك على ما
سأفعله غير مااظن نادنى باختاه اقتربى كى تركبى لااوصلك بدون اى خوف ركبت
احسست بأنه كل بلادى معى اهلى وعشرتى واصدقائى اعطانى هاتفه كى اخبر اهلى
بأننى وصلت وبخير ولكنى لم اجرى اى اتصال لاننى كنت هاربه من نفسى ولم يعلم احد
برحيلى الا بعد ان غادرت البلاد تمردت على ابى لانه لم يكن يريد لى الشقاء كنت مجهوله
الهاويه استعرت بشعارات هاويه السقوط الاستقلال بالذات والبعد عن عبائه ابى كنت صغيره
متسلطه ولكنى عرفت الحقيقه بعد ثوانى وقبل ركوبى الطائره ولاننى عنيده استمريت بعنادى
حتى تأذيت انا منه وليس غيرى عرفت بأن هناك الكثير يذهب من اجل ما اصرفه انا بيوم
ومن اجل ابتسامه من طفل لهم يعانون المرض ولا ينفقوا على انفسهم من اجل ارسال
الستر لذويهم عرفت كيف تنام الكثير من الامهات بدون عشاء ولا حتى غذاء فيكفى وجبه واحده
والبرد يلون اجسادهم للون الازرق لانهم يبخلوا على انفسهم بالثياب من اجل اهلهم بالبلاد اااهاه
منها حياه عرفتها عرفت كم كنت متمرده على نعمه ربى وعلى ابى الذى طالما خبئنى بداخل احنانه
فكانت النتجه حرمانى منه لعام كامل قاسيت الغربه بمن كانوا معى وليس من نفسى عرفت الكثير من هذه
الحياه وعرفت بأن الطمع ليس له كرامه فهناك وجدت رجال لهم اسمائهم ولكن الغربه تجعلهم عبيد
طالما وضعوا المال هو السيد وجمعه هو الحياه والموت كلمات وكلمات والان اخذت هاتفى واتصلت على من
اوصلنى وطلبت منه ان يوصلنى مره اخرى الى المطار وقد مرا العام وجدته وكانت الابتسامه على وجهه
المصرى الجميل اخذنى بين يده وكأنه يريد ان ارتمى بين زراعيه وقالها الف حمدلله على سلامتك وخير
ما عملتى وربنا يبعدك من ايام وسنين الغربه ارجعى بين اهلك واوعى تتغربى مهما كانت الضروره
ركبت طائرتى للعوده ودموع عينى لاارى من كثرتها رأيت بلادى من نافذتى وقلبى اصبح يخفق من جديد ولكن
بحب وامان جريت لااصل الى احضان ابى وان ارتمى بين ذراعيه ولكن قضاء الله قد نفذ ووجدت ابى بين
يدى الله سبحانه وتعالى وهاه اعانى من مراره ما فعلت وغربه النفس التى تلاحقنى واشهد ان لااله الا الله
وان محمد رسول الله والفاتحه على روح والدى مصطفى كمال درويش
رباب
