.. يستحب للحاج أن يكون وقوفه بعرفة على دابته ، لأنه صلى الله عليه وسلم وقف على بعيره ، وفي زماننا هذا حلت السيارات محل الدواب ، فيكون راكباً في سيارته ، إلا إذا كان نزوله منها أخشع لقلبه .
.. لا يجوز للحاج مغادرة عرفة إلى مزدلفة قبل غروب الشمس .
.. فإذا غربت الشمس سار الحجاج إلى مزدلفة بسكينة وهدوء وأكثروا من التلبية في طريقهم ، فإذا وصلوا مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين جمعاً ، بأذان واحد ويقيمون لكل صلاة ، وذلك عند وصولهم مباشرة دون تأخير ( وإذا لم يتمكنوا من وصول مزدلفة قبل منتصف الليل فإنهم يصلون المغرب والعشاء في طريقهم خشية خروج الوقت ) .
ثم يبيت الحجاج في مزدلفة حتى يصلوا بها الفجر ، ثم يسن لهم بعد الصلاة أن يقفوا عند المشعر الحرام مستقبلين القبلة ، مكثرين من ذكر الله والدعاء مع رفع اليدين ، إلى أن يسفروا – أي إلى أن ينتشر النور – [ أنظر صورة 6 ] لفعله صلى الله عليه وسلم .
.. يجوز لمن كان معه نساء أو ضَعَفة أن يغادر مزدلفة إلى منى إذا مضى ثلثا الليل تقريباً ، لقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضَعَفة من جمع بليل ) .
.. مزدلفة كلها موقف ، ولكن السنة أن يقف بالمشعر الحرام كما سبق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وقفت هاهنا ومزدلفة كلها موقف ) .
ثم ينصرف الحجاج إلى منى مكثرين من التلبية في طريقهم ، ويسرعون في المشي إذا وصلوا وادي مُحَسِّر ، ثم يتجهون إلى الجمرة الكبرى ( وهي جمرة العقبة ) ويرمونها بسبع حصيات ( يأخذونها من مزدلفة أو منى حسبما تيسر ) كل حصاة بحجم الحمص تقريباً
http://saaid.net/rasael/alhaj/8.jpg
المشعر الحرام : وهو الآن المسجد الموجود بمزدلفة ( كما في صورة 6 )
جمع : جمع هي مزدلفة ، سميت بذلك لأن الحجاج يجمعون فيها صلاتي المغرب والعشاء .
وادي مُحَسِّر : وهو وادي بين منى ومزدلفة ( كما في صورة 6 ) وسمي بذلك لأن فيل أبرهة حَسَرَ فيه ، أي وقف ، فهو موضع عذاب يسن الإسراع فيه .يرفع الحاج يده عند رمي كل حصاة قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويستحب أن يرميها من بطن الوادي ويجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه [ كما في صورة 9] ، لفعله صلى الله عليه وسلم . ولا بد من وقوع الحصى في بطن الحوض – ولا حرج لو خرجت من الحوض بعد وقوعها فيه – أما إذا ضربت الشاخص المنصوب ولم تقع في الحوض لم يجزئ ذلك .
.. ثم بعد الرمي ينحر الحاج ( الذي من خارج الحرم ) هديه ، ويستحب له أن يأكل منه ويهدي ويتصدق . ويمتد وقت الذبح إلى غروب الشمس يوم ( 13 ذي الحجة ) مع جواز الذبح ليلاً ، ولكن الأفضل المبادرة بذبحه بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد ، لفعله صلى الله عليه وسلم . ( وإذا لم يجد الحاج الهدي صام 3 أيام في الحج ويستحب أن تكون يوم 11 و 12 و 13 و 7 أيام إذا رجع إلى بلده ) .
http://saaid.net/rasael/alhaj/9.jpg
---------------------------------------------------------------------------------------
افكار دعوية في موسم الحج
يستفيد المسلم من موسم الحج حتى لو لم يكن حاجاً وخاصة من يسكن
في مكة ..
وهنا بعض المقترحات والوسائل الدعوية
المقترحات :
1- توزيع الكتيبات :
وهي بلا شك وسيلة نافعة وبتكلفة يسيرة ، فالناس في المشاعر يقضون كثيراً من الأوقات وهم ينتظرون..
فلو شغلت هذه الأوقات بالقراءة لكان خيراً عظيما لذلك الحاج مع الاجتهاد في توفير العديد من اللغات ويمكن الاستفادة في ذلك من مكاتب دعوة الجاليات فلديهم في ذلك الخير العظيم .
2- إرشاد الحاج بكيفية أداء المناسك :
ويكون ذلك بإرشاده وتوجيهه بكيفية حجة النبي صلى الله عليه وسلم عند ملاحظة خطأ صدر من ذلك الحاج في نسكه سواء كان في عرفة أو مزدلفة أو عند رمي الجمار .
3- تصميم وتوزيع كروت بحجم صغير في المشاعر( منى – عرفة – مزدلفة ) تبين حرمة وخطر التدخين والمكتبات الإسلامية ولله الحمد مليئة بمثل هذه الكروت الدعوية.
4- تصميم وتوزيع كروت تحوي أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في منى وعرفات ومزدلفة .
5- ترجمة بعض العبارات الدعوية إلى لغات عدة ثم تطبع على شكل كرت وتوزع على حجاج بيت الله الحرام .
6- توزيع السواك على المدخنين وحثهم على الإقلاع عن التدخين .
7- استغلال خدمة البلوتوث في إرسال الرسائل والفلاشات والمقاطع الدعوية بين الحجاج .
8- توزيع هواتف العلماء والمشايخ الذين يجيبون على أسئلة الحج عبر كروت تطبع وتوزع على الحجاج .
9- تبادل أرقام هواتف مكاتب الإفتاء بالمشاعر عبر رسائل الجوال .
10- التنسيق مع مكاتب الدعوة والإرشاد بالمشاعر بإلقاء الكلمات بعد الصلوات داخل الحملات .
11- إيجاد شاشات عرض داخل المخيمات تعرض للحاج كيفية أداء المناسك .
يا أهل مكة إليكم هذه الوصايا ... وفاءً بحق الجوار ... وامتناناً بالفضل والأمان :
تعظيماً للبلد الحرام ليقم الكل بواجبه على أكمل صورة وأحسن حال .
تعظيماً للبلد الحرام اخلص في عملك ... وليزداد إخلاصك لأنك في البلد الحرام .
تعظيماً للبلد الحرام لا تزعج ساكنيها بنغمات الجوال والموسيقى والأصوات الصاخبة .
تعظيماً للبلد الحرام اترك التدخين ... ولا تسمع الغناء .
تعظيماً للبلد الحرام لا تجاهر بالمعصية ، فالمعاصي حرام ، وفي البلد الحرام أشد حرمة .
تعظيماً للبلد الحرام أمط الأذى عن الطريق ... ولا تلق الأذى ، ولا تتفل ولا تتمخط في الطريق، لأنك في البلد الحرام .
تعظيماً للبلد الحرام لنكن قدوة حسنة في البلد الحرام .
----------------------------------------------------------------------------------------------
إضــــــــــــــــــــــا ءة..
ليكن الحج بداية طريق الاستقامة ، لأن من حج فقد فتح صفحة بيضاءـ
----------------------------------------------------------------------------------------------
http://www.l22l.com/l22l-up-3/1251f7d653.jpg
الحج حِكَمٌ وأسرار
إن الحج من أوله إلى آخره وفي كل خطوة من خطواته حافل بكثير من المناسك والمواقف التي تشعر الإنسان بعظمة الله وقدرته ، وتتجلى فيها الحِكَم والأسرار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وفي كل واحدة من هذه المناسك تذكرة للمتذكر وعبرة للمعتبر ، وهذه بعض أسرار الحج وحكمه :
.. الحج والإحرام :
في الإحرام تظهر المساواة بين جميع المسلمين حاكمهم ومحكومهم ، غنيهم وفقيرهم ، ومظهر الحجاج في لباس الإحرام يمثل البعث في الحياة الآخرة ، ويكشف عن أن الدنيا الزائلة لا يليق أن تصرف مفاتنها العاقل المؤمن عن الاستعداد للحياة الباقية . وهو في حقيقته تجرد من شهوات النفس والهوى وحبسها عن كل ما سوى الله وعلى التفكير في جلاله .
.. الحج والتلبية :
في التلبية إجابة نداء الله - عز وجل - فارجُ أن تكون مقبولاً ، واخش أن يقال لك : " لا لبيك ولا سعديك " ، فكن بين الرجاء والخوف متردداً ، وعن حولك وقُوتِكَ متبرئاً ، وعلى فضل الله - عز وجل - وكرمه متكلاً ، وليتذكر الملبي عند رفع الصوت بالتلبية إجابته لنداء الله - عز وجل - إذ قال :{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } ونداء الخلق بنفخ الصور ، ونشرهم من القبور ، وازدحامهم لعرصات القيامة مجيبين لنداء الله ، وهذه التلبية شهادة على تجرد النفس من الشهوات والتزامها الطاعة والامتثال.
.. الحج والطواف :
ينبغي أن يُحضر في قلبه التعظيم والخوف والرجاء والمحبة ، والحاج في الطواف متشبه بالملائكة المقربين الحافين حول العرش، الطائفين له ، وليس المقصود هو طواف الجسم بالبيت فحسب ، بل المقصود هو طواف القلب بذكر رب البيت ، حيث لا يبتدئ الذكر إلا منه ، ولا يختم إلا به ، كما يبتدئ بالبيت ويختم به .
والطائفون في عملهم ، كأنما يمثلون الدوران حول عقيدة التوحيد ، والتمسك بها ، وإخلاص العبودية لله ، والاستجابة لندائه على لسان خليله إبراهيم عليه السلام .
كما يرمز إلى مشروعية الاقتداء بأبينا إبراهيم ورسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم - وسائر أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين الذين لبوا دعوة الله في قوله : { وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } .
.. الحج والسعي :
إنه يضاهي تردد العبد بفناء الملك جائياً وذاهباً مرة بعد أخرى إظهاراً للخلوص في الخدمة ورجاء للملاحظة بعين الرحمة .
وليتذكر عند تردده بين الصفا والمروة تردده بين كفتي الميزان في عرصات يوم القيامة ، وليتذكر تردده بين الكفتين ناظراً إلى الرجحان والنقصان ، متردداً ، وفي السعي شدة إلحاح المؤمن في استمطار رحمة الله عليه.
وفيه شعور بالضراعة بين يدي الله القوي العزيز وفيه اقتداء بما فعلته هاجر ، إذ كانت حركتها تلك مباركة وسنة قائمة إلى يوم القيامة يتعبد بها الناس ربهم ويأخذون منها وجوب السعي وراء الرزق والحث على العمل والبعد عن الكسل .
.. الحج والوقوف بعرفة :
يذكر الحاج به يوم القيامة واجتماع الأمم والعرض الأكبر على الله – تعالى - وهو موقف يذكر بالموت الذي ينتقل به المرء إلى ربه بكفن شبيه بلباس الإحرام ، كما أن فيه تجرد الإنسان في ذلك الوقت من ملاذ الدنيا ، وشهوات النفس ، وأن ذلك يدفع إلى الإقبال على الله - تعالى - ، والاجتهاد في الأعمال الصالحة .
كما يرمز ذلك التجمع إلى التذكير بالبعث بعد الموت وما في يوم القيامة والحشر من أهوال ، ليأخذ المسلم الاستعداد لها بأفعال الخير ،وفيه تذكير للمسلمين الذين دفعوا إلى الحج، بمشروعية الاتحاد والأخذ بالأسباب الداعية للوحدة والاجتماع .
وما هو إلا بذل المهج في الضراعة بقلوب مملوءة بالخشية ، وأيدٍ مرفوعة بالرجاء ، والسنة مشغولة بالدعاء، وآمال صادقة في أرحم الراحمين .
.. الحج ورمي الجمار :
إنه رمز للإقتداء بسيدنا إبراهيم - عليه الصلاة والسـلام - وإعلان لمحاربة الشيطان ووسوسته وتضليله .
كما يرمز إلى وجوب طاعة الله ، وامتثال أوامره ليصبح المرء في عداد المحسنين ، وهو عزم على الالتجاء إلى الله تعالى ، ونبذ الأهواء ، وهو رمز مقت واحتقار لعوامل الشر وصدق العزيمة في طرد الهوى المفسد للأفراد .
.. الحج وذبح الهدي :
إنه إراقة لدماء الرذيلة بيد اشتد ساعدها في بناء الفضيلة ، إنه ذبح للنفس الأمارة بالسوء ، وإخراجها من جسد الإنسان وإحلال روح الخير والفضيلة بدلاً منها .
وهو إظهار لنعمة الله ، بتوسعته على المسلمين بأن يوسعوا على أنفسهم وعلى الفقراء والمساكين في أيام الحج، وفيه تذكير بفعل إبراهيم عليه الصلاة والسـلام حينما عزم على قتل ابنه إسماعيل استجابة لأمر الله ففداه الله بذبح عظيم وأصبح الفداء بعدها سنة متبعة تفعل كل عام اقتداء بسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - الذي ساق الهدي من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ليفدي المسلم ويضحي بكل شيء في سبيل امتثال أمر الله والسعي إلى مرضاته .