ستة مقعدين بكراسيهم المتحركة في بيت فلسطيني واحد
من الطبيعي أن تجد في العائلة ابنا أو اثنين أو حتى ثلاثة يعانون من الإعاقة، لكن أن يتحول المنزل إلى مرآب للكراسي المتحركة وأن يصاب نصف أبناء العائلة بإعاقة تمنعهم من الحركة فهذا نادر، ويضع الأبوين أمام مسؤوليات تنوء بحملها مؤسسات بأكملها.
عائلة المواطن الفلسطيني سليمان المسالمة (أبو فهد) تتكون من 12 فردا، سبعة ذكور وخمس إناث، شاء الله أن يصاب ستة منهم، خمسة أبناء وبنت واحدة، بأمراض حرمتهم التمتع بالحياة وألزمتهم مقاعدهم المتحركة. الأسرة كاملة لم تسلم من الاحتلال الذي قمعها وحرمها من حقها في العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، بل لاحق أفرادها المعاقين فعذب أحدهم بشدة، واعتقله وما زال رهن الاعتقال.http://www.aljazeera.net/NEWS/KEngine/imgs/top-page.gif
مسؤولية أم فهد
أكبر الأبناء المقعدين هو فهد (38 عاما) وقد تزوج قبل سنوات، ثم محمد (29 عاما)، يليه أشرف (26 عاما) وهو معتقل في سجون الاحتلال منذ 2006، ثم مصعب (19 عاما) ثم عدي (16 عاما) وأصغرهم لمياء (12 عاما)، فيما يتمتع الباقون وهم ولدان وخمس بنات بصحة جيدة.
الجزيرة نت زارت العائلة في بلدة بيت عوا، غرب الخليل، والتقت الوالدة أم فهد فيما كان الوالد في عمله خارج البلدة، وتحدثت الأم ومن وافق من أبنائها عن الحياة مع الإعاقة وكيفية التعايش معها.
تقع على عاتق الوالدة أم فهد مسؤوليات جسام، فهي من يقوم على رعاية الأبناء المقعدين، ومساعدتهم في حياتهم اليومية، والسعي لدى المؤسسات الصحية والمستشفيات لتوفير احتياجاتهم الطبية والدوائية.
تقول أم فهد إن التشخيص الطبي لحالة أبنائها هو ضمور في العضلات، موضحة أن عددا منهم استجاب للعلاج في مستشفى "كوبات حوليم" الإسرائيلي في يافا، لكن سلطات الاحتلال ترفض منذ انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000 منح أي منهم تصاريح لمراجعة المستشفى، رغم توفير التحويلات الطبية اللازمة من السلطة الفلسطينية.