عودوا الى مدينتكم يا ابناء وطني....
عدت ايك بعد غياب طويل...فرأيتك يا مدينتي تنضحين بالخراب
سألتك ماذا حل بك بعد طول الغياب؟؟ قلتي لي:هجروني ابنائي يا ولدي وتركوني للأغراب...فأصبحت يا ولدي كحصن عتيق هدم..كمسجد عريق هتك عرضه....
....اصبحت يا ولدي بلا هوية..بلا كيان...والاغراب ينهشون في لحمي وكأني انسان مهان..انسان مذلول..مقيد بسلاسل قويه لا يستطيع الخلاص منها لاستنشاق الحرية....والحب في مدينتك انعدمت معاييره..وضاع الامان والحنان..
قلت:لا تحزني يا مدينتي يوما ما سترجعين امجادك وسيشع بهاءك.....فالبحب وحده تستطيعين التخلص من السجن والهوان..
..قالت:ان الحب يا ولدي لم يعد له مكان في داخلي فالحب ذاب وتبخر في الهواء وابنائي باتوا يرون الخبز والمال افضل وابقى من الحب والكمال.....
لقد خلت مدينتك يا ولدي من كل رموز العاطفة....فالكل يلهث وراء المال...وراء الجشع والطمع ولا يدرون يا ولدي ماذا ستكون النهاية...
قلت:ليتني لم اتركك يوما يا حبيبتي يا عمري ودنياي
ففي الغربه كنت اشتاق اليكي ويذوب قلبي من الحنين..ولكن كنت ارسم الاماني في الرجوع اليكي.....لتضميني بين صدرك وتزيلي عني كل همومي
ولكني عدت اليكي لاجدك يا مدينتي اطلال واشلاء ولاجدك حل فيك الدمار.....
فاصبح الظلام يحيط بكي من كل مكان..فلقد جار عليكي الزمان وضاع منكي الامان....لكن...لا ترضخي للحزن والهوان...فتمسكي بالامل واعاهدك اني سابني صرحك من جديد وستشملين بنورك السماء وسيعم الضياء وستتوجين يا مدينتي بتاج الحب والسلام.....
.....يوما ما...يوما ما....سوف ياتي هذا اليوم الذي سيعود فيه ابناءك ليقبلوا ارضك الطاهرة ويمحوا الذنوب والخطايا وسيركعوا تحت قدميك ويطلبوا منك العفو والرضا عما ارتكبوا من الخطايا....
.....اما انت يا ارضي الطاهرة الحبيبة ستباركينهم وتسامحينهم فدائما ما كنتي تغفرين وتسامحين وستظلي هكذا على طول الاعوام والسنين.......