أيها الإنسان يا من يعتقد بأنه أفضل مني في كل شيء يا من يراني من مكان شاهق
صغيراً لا قيمة لي وأنا كذلك ارنوا إليه وهو فوق تلك
الهضبة
من العلو فيبدوا لي اصغر من الهباء المنثور ، أخاطبك أنت وأنادي كل من خلق من
ذكر وأنثى واستشعر تلك الدنيوية في الصغر وأقول الم
تكن أنت ابن تلك الأنثى وانك خلقت مثلي من اتحاد تلك البويضة بذلك الحيوان ،
فتصورت وتشكلت كما تتشكل كل بويضة تم تلقيحها فكنت
مثلى اضعف واوهن من العهن المنفوش لا طول لك ولا حول وتمت انقساماتك مثلي
وتشكلت كما أراد سبحانه وتعالى فهو قد قال في محكم
كتابة عندما تقرر لنا الخلق ، بسم الله الرحمن الرحيم (( وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ
مِّن طِينٍ , ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ
مَّكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ
أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ .. )) ..!
أنا هنا أخاطب إنسانيتك لا أخاطب أولئك البشر متعددي الأهواء الذين منهم من نظر
إليك على أنك سلعة اقتصادية في سوق العمل مقرر لك
العمل والإنتاج مثل الآلة من الفاشيين والذين لم ينظروا إلى إنسانيتك ، ولا أخاطب
أولئك الآخرين من تنكروا لها وجحدوها فكنت
لديهم كالوهم في حين انك أنت الحقيقة ، إنني انظر إليك ككائن مستقل لا اعرف في
ذاتي تلك العنصرية لا لعقل ولا لون ولا فكر ولا مذهب أو
معتقد ، إنني أراك أمامي بشخصك وعقلك فأنت موجود أصلا ً مدرك في نظري
وفكري لا احمل لك الضغينة فأنا لا يحق لي أصلا ً أن
تحمل ذاتي مثل تلك التصورات في الرؤى ، فأنا قد جردت نفسي منها حتى يمكنني
أن أخاطبك كإنسان له عقل يدرك الأمور ويتفهم التواصل
لن تحدني لغة التواصل فيما بيننا لأنني أجيد كل لغات العالم ما يهمني هو أنت
كإنسان فهلا أعطيتني بعض من وقتك لكي تستمع لي ، وقبل
ذلك ادعوك لأن تتخلص من ما علقك من درن من ظلم ، وحسد ، و طغيان ، وفجور
، وكل ما من شانه أن ينتقص من إنسانيتك الراقية
أريدك أن تسمو بتلك النفس الإنسانية لكي تكون تلك النفس العاقلة الصالحة التي
تراني إنسان مماثل لإنسانيتك ومستعد أن نتناقش في جزئية
من حياتنا بحكم أننا موجودين في هذه الدنيا وسوف نفارقها جميعا ً أنا وأنت وكل
من دب وهب عليها فهلا أعطيتني بعض من تلك الدقائق ...!
اريدك أولا ً ان تستشعر هذا الكون الجميل الذي أهّل لنا نحن بني الإنسان لكي
نتعايش فيه ويسرت فيه لنا كل السبل وطوّع لنا حتى الحديد
وأمرنا إن استطعنا أن نخرج حتى منه بالبحث إلى الكون الفسيح فقال سبحانه بسم الله الرحمن
الرحيم (( يا معشر الجن والإنس إن
استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ))
فالدعوة كانت لنا نحن جميعا ً عامة من البشر ، لذا الأصل فيما بيننا القانون الإلهي
يحكمه التعاون والجمع وليس الفرقة والعداء ..!
إن كانت الدنيا سخرت لنا أنا وأنت ، والفضاء والكون الفسيح أبيح لنا أن نرتاده لكي
نتعلم منه ونزاد علما به بالخروج من محيطنا الذي نحن
فيه ، ترى لماذا هذا العداء ،، ولماذا هذه الدماء التي تسفك ، ولماذا هذا الظلم
وإهلاك الحرث والنسل ، ولماذا ،، ولماذا ..؟؟
لم كل هذا وتلك ... ترى ماذا تريد من الدنيا قبل أن تفارقها هل ما تراه يناسب
إنسانيتك وترضاه لنفسك حتى تقرّه للآخرين ، ما لهذا خلقنا
فأدعوك بدعوة واحدة هي النظرة الإنسانية لأخيك الإنسان فأستشعرها وتعلم من
الطفل الصغير الذي يلعب مع أي طفل آخر سواء من بني
جلدته او من أي موطن تراه يتواصل معه ويلعب ويضحك وان كان حاجز اللغة
مفقود فهم يتعاملون بين بعضهم البعض كأطفال صغار
تجمعهم أهداف واحدة هي اللعب والضحك بعيدين عن أنانيتنا التي اكتسبناها فهلا
عدت للتفكر في تلك الصفة ، وهل آن لنا أن نتفكرما الذي
نريده قبل أن تطوى الصحف ، هلا أصغيت إلى صوت هذه الإنسان وتفكرت في
كلامه ، هل وصلتك رسالتي ...!
مما اعجبني.....
رسالة إنسان ..!
