(مذكرة)اعتقال الرئيس البشير والواقع المرير
(مذكرة)اعتقال الرئيس البشير والواقع المرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبدالله عزام الجراح/منبر الرأي
http://www.awda-dawa.com/photos/imag...moslim.net.jpg
تشكل مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير ضربة ساحقة ومن العيار الثقيل إلى كل الزعماء العرب سواء اقبلنا بذاك أم لا.
نقص الديمقراطية ومعها انتهاك مبادئ العدالة الدولية وانتهاك حقوق الإنسان وتصدير الإرهاب وكل هذه المصطلحات والأسماء والمفاهيم المخيفة لا ترتبط إلا بنا نحن العرب والمسلمون.
ولا تُصدق إلا إذا أُُطلقت علينا.
إن هذا الواقع محزن ومخز جدا, ويفرض علينا جميعا الوقوف إلى جانب بعضنا البعض, فبرئينا براءته قصيرة ومؤقتة ومتهمنا تهمته ثابتة قبل أن تبدأ محاكمته, ولا يمكن لأي عذر أو سبب أن يشفع له, تهمنا لا تمحى من ذاكرة ولا يطويها الزمان بعباءته ابدآ.
دارفور هذا الإقليم الساكن في منازل الفقر والمرض في السودان الشقيق عانى ويعاني الجوع والمجاعات منذ عقود, عصفت به وبأهله البسطاء المساكين المجاعات وقتلت وفتكت بمئات الآلاف منهم ولم نسمع أو نشاهد أصحاب الفضيلة من دعاة وحماة الديمقراطية وحقوق الإنسان يمدون يد المساعدة لإنقاذ هؤلاء المساكين والمحرومين.
إن أزمة دارفور أزمة داخلية بحتة, وهي ليس كما يزعمون حروب طائفية وحروب إبادة بين الطوائف في الإقليم.
إن معظم السكان في دارفور هم من القبائل العربية والتي لا زالت ولأسباب مختلفة تحدث بينها بعض الخلافات وتنشأ بينها بعض الصراعات على الماء والكلأ أحيانا وعلى ما دون ذلك أحيانا أخرى, إنها كما قلت لا تقوم على أي أساس طائفي أو عرقي.
إن مفاهيم الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان مفاهيم يُساء استخدامها ويُساء تطبيقها والتعامل معها عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين.
إن حق العيش بسلام حق لكل شعوب الأرض, وان الديمقراطية الحقة ليست حكرا على جماعة دون أخرى.
لقد ارتكبت الكثير من المجازر بحق أبناء الأمتين العربية والإسلامية وعلى مر العصور ولكنا لم نشاهد حالة واحدة يصدر فيها قرار واضح قوي يدين هذه المجازر.
إن ما حدث في غزة مؤخرا وما حدث في العراق ويحث في أفغانستان أمثلة حية على الازدواجية الواضحة التي تتعامل فيها المؤسسات والمنظمات الدولية ومن خلفها الدول الكبرى مع مجرمي الحرب من اليهود ومن ناصرهم.
الضحايا الأبرياء من العزل والأطفال والشيوخ والنساء في كل أصقاع العالم العربي الإسلامي لم يلتفت إليهم أحد, ولم يسمع بكاءهم, ولم يضمد جرحهم ولم يبك عليهم أحدا فكأنهم لا بواكي لهم.
لم اسمع أن المدعي العام للمحكمة الدولية أصدر أي قرار باعتقال أي مسؤول إسرائيلي بعد كل هذه الجرائم, حتى بعد أن دمروا المدارس التابعة للأمم المتحدة وقتلوا مئات الأبرياء فيها.
أليس ما جرى في غزة جرائم حرب وإبادة؟
ما المبرر الذي يجعل المدعي العام للمحكمة العليا لا يصدر قرار اعتقال بحق القتلة الصهاينة, في الوقت الذي سارع فيه إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق زعيم عربي؟
هل يجروء المدعي العام للمحكمة الدولية أن يصدر قرارا أو مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني اولمرت؟
إن مذكرة الاعتقال ما كانت لتصدر لو عرف المدعي العام للمحكمة الدولية أن هناك من يرد العدوان عن الرئيس البشير, ولكنه يعرف أن كل واحد منا مشغول بهمه, وان كل واحد منا لا يفكر إلا بسلامته الشخصية.
ان مذكرة اعتقال الرئيس البشير هي مذكرة اعتقال بحق كل زعماء وأبناء الأمة العربية الإسلامية,
إنها إهانة صريحة لنا جميعا وان علينا أن نردها وندفعها.