الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين.
وبعد،
فهذه قصيدة تحكي قصة متخيلة تصور بدقة عالية مقدار الحب الذي تكنه كل أم لولدها.
ولله در قائلها:
غرى امرء يوما غلاما جاهلا بنقوده كما ينال منه الوطر
قال اتني بفؤاد أمك يا فتى ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكان هذا الصوت رغم حنوه غضبا من الإله على الغلام قد انهمر
فاستهل خنجره ليطعن قلبه ويبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم أن كف يدا ولا تطعن فؤادي مرتين على الأثر
أستحلفك بالله أيها المحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأيتها المحبة لهما، هل أنتما ممن يبيعون أمهاتهم لقاء دراهم تفنى؟ أم أنكما ممن يفدون أمهم بحياته؟
-متى كانت آخر مرة قبلتما فيها يد أمكما ورأسها؟ أم أنكما لم تقبلاهما قط؟
-هل أنتما ممن يطيعون أوامر أمهاتهم وينفدونها ( في غير معصية طبعا)؟ أم أنكما ممن يضربون بأوامر أمهاتهم عرض الحائط؟
-هل أنتما ممن يرفعون أصواتهم وأيديهم على أمهاتهم؟ أم أنكما ممن يعاملون أمهاتهم المعاملة الحسنة؟
أستحفكما بالله أن تصدقا نفسيكما في الجواب على هذه الأسئة، وأن تسعيا بجد نحو نيل رضى الله بنيل رضى الوالدين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( رضى الله في رضى الوالد، وسخط الله في سخط الوالد)، والمقصود في الحديث ليس رضى الوالد فحسب ولكن رضى الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخطهما.
ولقد خصصت بالذكر في هذه الكلمات الأم لأنها الأكثر تأثرا بجفاء الولد. والله أسأل أن يعينني وإياكم على بر الوالدين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخوكم متعب