حين يكون المطر بلا لون، هل للأرض بعد ذلك رائحة؟ سألها هذا بعد أن نظر نحو السماء الرمادية.
قالت وهي تغمض عينيها::: ـ وكيف يكون للمطر لون؟ وكيف يكون للأرض رائحة؟
أمسك يدها، وأرجحها، نظرت نحو السماء، ارتفعت يداهما وسقطت، ارتفعت وسقطت.
لم يريا وجودا للمطر، لكن الأرض كانت تلد رائحة زكيه.
أخرج صورتها، ورسائلها من معطفه المبلل بالمطر، قدّمها لها. خطفت أشياءها من بين يديه، وأدارت ظهرها.
قال لها بينما كانت تغادره:
ـ أنلتقي؟ أعادت وجهها إليه بشيء من الفرح فلم تتكلم .. فأدارت ظهرها.
فلم يتمالك نفسه فهو دائما ما أراد أن يعانقها..لكنها كانت تأبى ذلك فلم يكن يستطيع أن ينول منها شيئا سوى نظرة حب أو لمسة يد..
امسك بيده شعرها الأسود الناعم المبلول ويقترب بفمه المجاور لأذنها و يحرك شفتيه لينطق بكلمة ما...
فكانت..احبكي (لأول مرة ) فلتفتت إلى الأرض بخجل فجلست
فحفرت رسما بأناملها الغضة على الأرض.. كان رسما زاهية ألوانه.. رفرف قلبها بشموخ .. فتقدمت تجلو غبار أناملها نحوه بغاية احتضانه..........................فسقطت
فتلقفتها الملائكة.!!