مشكلة الدلاخة العاطفية عبر المنتديات ...... قراءة متأنية !!
قي البداية أود أن أعطي تعريفا مبسطا لمصطلح الدلاخة وهذا لأنها لم تضاف إلى أي معجم حتى الآن على حد علمي
وأتمنى أن تضاف لأنها أصبحت كلمة شائعة يطلبها المعاصرون وبشدة ,وذلك لأنهم في أحيان كثيرة يجدون أنفسهم دلوخا
وبلا مقدمات!!
الدلاخة والنكرة منها (د ل ا خ ة) بفتح الدال واللام والخاء هي وصف لشخص له من صفات المغفلين الكثير
ويقال: استدلخ يستدلخ استدلاخا
فيقال استدلخ الرجل حين تحكم به هواه حتى غلب عقله ونأى به عن المنطق المعقول أو الشرع القويم في أبسط أمور
الحياة التي يعرفها العامة صغيرهم وكبيرهم فوجد نفسه في موقف لا يمكنه أن يصف نفسه فيه إلا أنه رجل دلخ , وكذا
يقال عن المرأة استدلخت تستدلخ استدلاخا إذا وجدت نفسها في نفس الموقف.
أما مصطلح الدلاخة العاطفية فهو مصطلح ابتدعته مقابل للذكاء العاطفي لأشخاص يظهرون في رداء عاطفي مفرط في
الرقة والحب !
***
قرأت الكثير في صفحات المنتديات فوجدتها تعج بهؤلاء الدلوخ والدلخات عاطفيا ,أو لنقل كما أرادوا من الرومانسيين
والرومنسيات العاطفيون والعاطفيات المفتونون والمفتونات بالآخر!؟, لا يخلوا منتدى من هذه الطائفة العاطفية جدا من
رجال ونساء ومن علاماتهم أن ترى توقيعاتهم تعج بعبارات العشق والهيام وتحري شديد في انتقاء صور فاتنة نسائية أو
رجالية تضاف لتوقيعاتهم !!,وطائفة نلحظ الحوار العاطفي العلني فيما بينهم , ناهيك عن ردودهم الغزلية المتميعة على
بعضهم البعض!! , وآخرون لا يسترون على أنفسهم بل هم من المجاهرين بالمعصية, فتقام حورارت شعرية غزلية
مطولة بين جنسين في وسط تشجيع من بقية الأعضاء,وأفراد آخرون يدعون إلى هذا الأسلوب الساقط في الحب بنشر
حواراتهم الغزلية عبر المنتديات والتي تم أغلبها في غرف الإباحية " الدردشة !!", هذه طائفة وطائفة أخرى ترفع شعار
المحبة في الله بغباء وبلا مبررات وهذا مما يدعوا المارة (من غير الدلوخ ) لإزدرائهم من خلف شاشات الحاسبات حول
العالم! وكوني واحدة من هؤلاء المارة أرغب في طرح هذا الإزدراء ....لربما أني غبنتهم!؟
***
في اكثر من موضوع قرأته عن الحب في أكثر من منتدى كلها تجزم بأن الإنسان (امرأة أو رجل لا يمكنه أن يعيش بغير
عشيق/ة) ليضحك ويبكي عنده وعليه وله ومعه حيا و ميتا حاضرا وغائبا وليجد من يضحي له وعنه في حياته!!, ولكنهم
وللأسف الشديد ( نسوا شروط الأضحية الشرعية ولمن يجب أن تكون!!؟) , أما في حياتنا الإجتماعية العامة فلا أرى
رومانسيين أو رومانسيات بهذه الكيفية والكثرة المفرطة! ,ولا نجد تداول لعبارات الإعجاب بين الذكور والإناث بهذه
الكيفية وهذا القبول , وإلا لوجدنا المارة يمشون في الشوارع مترنحين من فرط الهيام والعشق!!؟ , وليس لهذا إلا تفسير
واحد أن الإنترنت (المنتديات أوالمدونات) تظهر ماخلف كواليس المجتمعات !, نعم الأمر عممته كظاهرة اجتماعية (وهو
الحاجة إلى الحب) وذلك لأنه لايمكن للأفراد (الفقراء عاطفيا) ممارسة الحب بحرية في حياتهم الحقيقية فكان لهم الإنترنت
مكانا خصبا ليلتقي فيه العاطفيون والعاطفيات ليتبادلوا عبارات الدلاخة العاطفية أمام المارة من زوار وأعضاء !.
لا أحد ينكر بأن الشعور بالقبول والحب والمحبة غريزة في الإنسان وحاجة يطلبها كل فرد ليأنس بالقبول الإجتماعي
وليشعر بتوافقه مع نفسه أولا ومن ثم مجتمعه في إطار المحبة الطبيعية المعقولة والمقبولة شرعا وعرفا, ولكن هل يمكن
تصعيدها لتكون قضية عمره بلا إطار يحددها !! ,وهل يمكن اعتبارها ماء الحياة الذي لا يعيش إلا به و تحصر في
الجنس فقط!!؟.
مما ورد عن أبو حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( وهل كل البيوت بنيت على الحب) أي أن الحياة
ستكون ناجحة نسبيا بدون الحب (الحب الشائع بين الجنسين) أي لو كان مفقودا أو ضعيفا بين الزوجين فهناك مصادر
كثيرة للتعويض متمثلة في حب الأبناء ,والوالدين, وحب العمل, والعلم ,أي حب الذات وكل ما يتصل بها!.
وللدلاخة العاطفية أسباب عديدة وهذه الأسباب ليست مبررات ولا أعذار فالخطأ ليس له مبررات ولا أعذار في الدنيا
والآخرة بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ,وأهمها :
أسباب داخل الأسرة:
فقدان الجو الحميمي بين الزوجين وبين الزوجين وأولادهم وتفشي الجفاء العاطفي والغلظة في التعاملات, ورفع راية
الحقوق و التراخي عن أداء الواجبات فيصبح الأزواج في المنزل وكأنهم على أرض المحشر كلا منهم يردد(نفسي نفسي
!!) ليبحث كلا منهم عن العاطفة والحب الذي يفتقده عن طريق الويب و بطريقته الخاصة !!!؟
شيوع البطالة في أوساط الشباب والفتيات التي غبنتهم في نعمتي (الصحة والفراغ) شحنت الشباب والفتيات بطاقات كامنة لا تجد لها متنفسا إلا من خلال وسائل الإعلام والإتصال الحديثة ومنها الأنترنت متمثلا في مجالس الحوارالتي جعلت أفراد
البيت الواحد لكلا منهم شرعة ومنهاج !! , إهتمامات مختلفة ورؤى وقناعات متضاربة حول القضية الواحده والتي أثمرت
خلافا أفسد للود قضيته!!, وعبر الويب يجد كلا منهم الحقل الذي يغذي فكره والمجموعة التي تعزز قناعاته وتدثر
عاطفته!!.
ثقافة الإعلام العربي المعاصر المتمثل في إنتاجه الفني الضخم في فساده ؛الهزيل في نفعه ,والذي يهضمه العامة بلا مضغ
,بل يبلعونه بلعا على علاته , فقصص الروائيون ,وكتابات الشعراء التي تغص بها البرامج المقدمة ,والأغاني ,و الأفلام
,والمسلسلات, برمجتهم على تبني هذه الثقافة ,من خلال كل قضية تبث, حتى صارت هذه الثقافة دينا للكثير من الشباب
والفتيات وهي ثقافة الحاجة للحب ...ولكن!!..... الحب للجنس!!
وسبب جوهري مؤكد أنه سيتبادر لذهنك أيها القارئ وهو الخواء الروحي والتقصير في العبادات و كثرة المعاصي حتى
أصبح الواحد منهم كالكوز مجخيا لا يقر معروفا ولا ينكر منكرا لاهثا خلف أهوائه!!
هذا بعض أسباب من وجهة نظري أنتجت أجيال جوعى عاطفيا وضعفاء في الشخصية .
الحلول المقترحة /
جانب كبير من الحل في نظري بيد النساء!!؟,
لأن الخطوة الأولى والتي يبدأ بها الرجل تنتظر من المرأة الضوء الأخضر
ليستمر في متابعة دلاخته في التعامل معها !,ومن ثم تستمر المسرحية المزرية !؟.
بعض من الأفراد لا تناسبهم الإقامة المستمرة في المنتديات لأن مشكلتهم الحقيقية أنهم يألفون ويؤلفون وتكمن المشكلة في
أن تكون الألفة بين الذكور والإناث لدرجة يصعب معها الفراق بينهم!!!؟؟؟, فيأتي هاجس الحب والتعلق المرضي بين
أشباح الأنترنت من ذكور وإناث من باب الألفة فقط!! ,فمثل هؤلاء الأنسب لهم المشاركة في أكثر من منتدى لتبديد
تركيزهم على جماعة إلكترونية بعينها , ولا يحبذ لهذه الطائفة أن تتطوع بالدخول في مهام إدارية وإشرافية على
المواقع,ليتحقق لهم التخلص من مشكلة التعلق المرضي بموقع محدد أو جماعة محددة .
العودة للواقع الحقيقي والنظر في مواطن الخلل ودراستها ومعالجة المشكلات التي يتهرب منها الفرد في واقعه بدلا من
التسلي والتلهي بسراب وضبابيات تلك الشخصيات الأنترنتية المجهولة.
أن يحدد الفرد اهدافه من التجوال في المنتديات بدقة ,,,هل هو للإفادة والإستفادة ,,,أم للبحث عن العاطفة!!
****************************
بصمة............
في الحياة الفطرية , في الغابات , والبراري , تطربنا أصوات الطيور حين تغري بعضها البعض غزلا بأسلوبها الفطري
المفتوح,والمباح بلا ازدراء في عالمهم,ودون استهجان منا لسلوكهم!, لأنهم ببساطة احترموا قوانينهم وطبقوا دستورهم
البهيمي في علاقتهم , ابتداءا بالمداعبة الغزلية وانتهاءا بالإخصاب والتكاثر,وهذا مطلب ضروري مفتوح لهم على
مصراعيه ضمانا للتكاثر ,واستمرار سلالاتهم, لأن رسالتهم الأولى في الحياة هي التكاثر, وحين يحاكي فرد من البشر
الحيوانات بتطبيق دستورها فيكون عاشقا غردا طول حياته يغني لكل فنان/ة يمر بطريقه , فليقر وليعترف أن بيئة الحياة
الفطرية في الغاب تحت دستور الحيوان, هي الأنسب والأليق لمنهجه في الحب !!, لأن البشر ببساطة تحكمهم مبادئ
وأخلاق وشرائع في الحب ومن يخترقها فليس من بني البشر!!
فهل من معارضــ/ة على حكمي!!؟
كتبته حورية الجنوب
مشكلة الدلاخة العاطفية عبر المنتديات ...... قراءة متأنية !!
أتمنى تثبيته ^^
