هل هناك مضاعفة للسيئات كما هو الحال في مضاعفة الحسنات ؟
هل هناك مضاعفة للسيئات كما هو الحال في مضاعفة الحسنات ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكل سيئة يقترفها العبد تكتب سيئة من غير مضاعفة.
قال تعالى: [وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ] (الأنعام: 160).
لكن السيئة تعظم أحيانا بسبب
شرف الزمان .. الأشهر الحُرم
أو المكان .. بيت الله الحرام
أو الفاعل ..
والسيئة من بعض عباد الله أعظم، لشرف فاعلها، وقوة معرفته بالله وقربه منه سبحانه وتعالى،
كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
غلطة الكبير .. كبيره
ورغم تثبيت الله له {لولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } الإسراء 74
فالأصل تثبيت الله تعالى لمن لديه علم وطاعه .. لكن هوى النفس أحيانا يغلب التقوى والطاعه
وقد أشار الله إلى هذا بقوله: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) [الأحزاب:30]
والامثل فالامثل .. كلما ازداد الإنسان علم و معرفه بربه كلما ازاد عقابه على ذنب ما
شرف الزمان .. الأشهر الحُرم
فالسيئة أعظم تحريما عند الله في الأشهر الحرم، وفي عشر ذي الحجة لشرفها عند الله،
والأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .
وقوله: ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي بين جمادى وشعبان" تأكيداً وبياناً لصحة ما سارت عليه مُضر.
وأما مضاعفة الثواب والعقاب في هذه الأشهر، فقد صرح بها بعض أهل العلم استناداً لقوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة:36] .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها
وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام، ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء، وكذا في حق من قَتل في الحرم أو قتل ذا محرم،
ثم نقل عن قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء.
المكان .. بيت الله الحرام
والخطيئة في الحرم أعظم لشرف المكان ..
قال مجاهد .. تضاعف فيها السيئات كما تضاعف فيها الحسنات
قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم ركعه في المسجد الحرام بمئة ألف ركعه فيما سواه .. حسبها بعض العلماء بما يقارب 55 سنه و7 شهور و20 ليله ..
ملحوظه .. لكنها لا تُسقـط قضاء الصلاه الفائته
قال ابن القيم رحمه الله: تضاعف مقادير السيئات لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها السيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها وصغيرة وجزاؤها مثلها،
فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكبر منها في طرف من أطراف الأرض
ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه.
ألا لكل ملك حِمى .. وحمى الله محارمه ..
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألباب }
عَنْ اِبْن عَبَّاس : الرَّفَث غِشيان النِّساء والقُبلَة والْغمز وإِن تَعرَّض لَها بِالْفُحشِ من الْكلَام وَنَحْو ذَلِكَ
وَلَا فُسُوق ".. عن ابن عباس ..الْمَعَاصِي - عَبْد اللَّه بْن عُمَر كَانَ يَقُول : الْفُسُوق إِتْيَان مَعَاصِي اللَّه فِي الْحَرَم - وَقَالَ آخَرُونَ : الْفُسُوق هَاهُنَا السِّبَاب
{وَلَا جِدَال فِي الْحَجّ } اِبْن جَرِير : وَهُوَ قَطْع التَّنَازُع فِي مَنَاسِك الْحَجّ
أَنَّ الْمُرَاد بِالْجِدَالِ هَاهُنَا الْمُخَاصَمَة
عَـبْد اللَّه بْن مَسْعُود فِي قَوْله " وَلَا جِدَال فِي الْحَجّ " قَالَ : أَنْ تُمَارِي صَاحِبك حَتَّى تُغْضِبه
عنْ اِبْن عُمَر قَالَ : الْجِدَال فِي الْحَجّ السِّبَاب وَالْمُنَازَعَة وَالْمِرَاء وَالْخُصُومَات
وقال القرطبي رحمه الله:
لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء،
كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال
كما قال ابن كثير : أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج: 25] .
وَالْإِلْحَاد فِي اللُّغَة : الْمَيْل إِلَّا أَن اللَّه تَعالَى بَيَّن أَن الميـل بِالظلْمِ هُو الْمراد . "يعنى ما هو أقل من فعل الظلم نفسه "
وَاخْتلف في الظلْم .. قيل : اسْتِحلال الْحرَم مُتعمدًا
عن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اِحْتِكَار الطَّعَام فِي الْحَرَم إِلْحَاد فِيهِ )
وما أكثر أنواع الظلم !!
والملحد هو المائل عن الحق .. المستحل لحرمات
والمكان الوحيد الذي يحاسب به المرء على الهم بالسيئه حتى لو كانت مجرد هم وليست فعل هو مكه
ومعنى من يُــرد .. من توجيه الإراده
مراحل
.. هاجس .. وهو ما يجيء على البال ولا يستقر فلا يُحاسب عليه المرء لا بالخير ولا بالشر
خاطر .. هاجس استقر للحظه ثم ذهب كذلك لا يُحاسب عليه المرء لا بالخير ولا بالشر
حديث نفس ..شيء ورد على بالي حدثت به نفسي يحاسب عليه المرء في الخير يكتب له حسنه أما الشر فلا يحاسب عليه او يكتب له سيئه لم يكتب في الصحيفه ولم يطلع عليه انسان ولم يكتبها الملكان
هـم .. هم بالشيء.. يكتب في الخير ولا يكتب في الشر
قيل .. إذا همت رياحك فاغتنمها ..
العـزم .. عزمت على فعل امر ما اتخذت له كل الاسباب و توجهت له بكل إراده ونيه على فعله .. يكتب في الخير و يكتب في الشر
ما عدا مكه .. فالسيئه فيها تكتب وهي مجرد هم .. سواء أكان في داخل مكه اوخارجها يخطط لفعل إذا ذهب هناك مثل من يذهب بهدف النشل والسرقه أو ايذاء المسلمين بأي شكل كان
عنِ الضَّحَّاك بـن مزاحم , في قَوْله : { وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } قَال : إِن الرجل لَيهم بِالْخطِيئَة بِمكة وهو في بـلَد آخر و لَم يعملها , فتُـكتب علَيه