فى رحاب سورة الشعراء والامر بلدعوة
http://www.alnssa.com/vb/imgcache/9890.imgcache
معلومة أحببت نقلها لكم وقد تكونوا ممن سبقني بالعلم بها ..
ولكن لنتدارس حتى ولو كنا نعلم بما نقرأ ..
فلماذا نزلت الآية التي تأمر الرسول صلى الله عليه وسلم
بالجهر بالدعوة في سورة الشعراء تحديدا ..؟؟!!
قيل أحبتي في الله أن السبب في ذلك هو أنه وردت
في هذه السورة قصص الأنبياء مع أقوامهم وأخص بالذكر
قصة موسى عليه السلام مع قومه من بداية رسالته إلى نهايتها ..
وذلك لـ يقطع على قريش الطريق في تكذيبهم
الرسول صلى الله عليه وسلم .. واتهامه بالجنون
وأن مايأتي به إنما هو من الشياطين ..
ولتكون قصة موسى مع قومه عظة وعبرة لهم ..
ولنا مع بعض آيات هذه السورة وقفات منها ..
{فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ(2 14)وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ( 215)فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ(216 )
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ(218)وَت َقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ(2 19)إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(220) }.
{فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
والمراد غيره أي لا تعبد يا محمد مع الله معبوداً آخر
{فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ } أي فيعذبك الله بنار جهنم
قال ابن عباس: يُحذّر به غيره يقول: أنتَ أكرمُ الخلق عليَّ،
ولو اتخذت من دوني إلهاً لعذبتك،
ثم أمر تعالى رسوله بتبليغ الرسالة فقال
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} أي خوِّف أقاربك الأقرب منهم
فالأقرب من عذاب الله إن لم يؤمنوا،
أخرج ابن جرير الطبري عن ابن جريج قال: لما نزلت:
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} بدأ بأهل بيته وفصيلته،
فشقَّ ذلك على المسلمين فأنزل الله:
{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} .
و روي أنه صلى الله عليه وسلم قام حين نزلت عليه
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
فقال : "يا معشر قريشٍ اشتروا أنفسكم من اللهِ
لا أُغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبد مناف
لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباسُ بن عبدِ المطلب
لا أغني عنك من الله شيئاً،
يا صفيةُ عمةَ رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئاً،
يا فاطمةُ بنتَ محمد سليني ما شئتِ لا أُغني عنك من الله شيئاً"
قال المفسرون:
وإِنما أُمر صلى الله عليه وسلم بإِنذار أقاربه أولاً
لئلا يظن أحدٌ به المحاباة واللطف معهم
فإِذا تشدَّد على نفسه وعلى أقاربه كان قوله أنفع، وكلامه أنجع
{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}
أي تواضعْ وأَلِنْ جانبك لأتباعك المؤمنين
{فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}
أي فإِن لم يطيعوك وخالفوا أمرك فتبرأ منهم ومن أعمالهم.
قال أبو حيان: لما كان الإِنذار يترتب عليه الطاعة أو العصيان
جاء التقسيم عليهما فكأن المعنى:
من اتبعك مؤمناً فتواضع له، ومن عصاك فتبرأ منهم ومن أعمالهم
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}
أي فوّض جميع أمورك إلى الله العزيز،
الذي يقهر أعداءك بعزته، وينصرك عليهم برحمته
{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ}
أي يراك حين تكون وحدك تقوم من فراشك أو مجلسك وقال ابن عباس: حين تقوم إلى الصلاة {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}
أي ويرى تقلُّبك مع المصلين في الركوع والسجود والقيام،
والمعنى يراك وحدك ويراك في الجماعة {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
أي إنه تعالى السميع لما تقوله، العليم بما تخفيه.
واللع تعالى اعلم بما فى الصدور
أختكم فى الله ...منى رشدى