قصة التشهد في الصلاة هل يصح أن أصلها كان في المعراج ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قصة التشهد في الصلاة
هل يصح أن أصلها كان في المعراج ؟
======
يتناقل كثيراً في المنتديات موضوع عن قصة التشهد ،
ويدعو كاتب المقال فيه إلى الخشوع في الصلاة وإلى التفكر في أصل قصة التشهد ،
وقد جاء في هذا المقال : ..
حوار التشهـّد يبدأ المشهد بسيدنا رسول الله وهو يمشي في معيـّة سيدنا جبريل في طريقهما لسدرة المنتهى في رحلة المعراج ،
وفي مكان ما يقف سيدنا جبريل عليه السلام فيقول له سيدنا محمد :
أهنا يترك الخليل خليله ؟ قال سيدنا جبريل :
لكل منا مقام معلوم يا رسول الله ،
إذا أنت تقدّمت اخترقت ، وإذا أنا تقدّمت احترقت ،
وصار سيدنا جبريل كالحلس البالي من خشية الله ،
فتقدم سيدنا محمد إلى سدرة المنتهى واقترب منها ،
ثم قال سيدنا رسول الله : التحيات لله والصلوات الطيبات ،
رد عليه رب العزة : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ،
قال سيدنا رسول الله : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ،
فقال سيدنا جبريل - وقيل : الملائكة المقربون - : أشهد أن لا إله إلا الله ،
وأشهد أن محمَّداً رسول الله .
هل نستشعر عند قراءة التشهد هذا الحوار الراقي ؟ هل نستشعر أن سيدنا رسول الله تذكرنا هناك عند سدرة المنتهى ، ....ولكنه بحنانه تذكرنا هناك ؟ ...
كم نحبك يا رسول الله ، كم نتمنى أن نراك في المنام ، ولو معاتباً ،
المهم أن نكحل أعيننا بطلعتك ، صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله .
هل بعد هذا ستقرأ التشهد كما كنت تقرؤه سابقاً ؟
هل بعد ذلك ستصلي على سيدنا رس
ول الله في الصلاة الإبراهيمية بنفس الفتور؟
هل ستكثر بعد هذا من الصلاة على حبيبك سيدنا محمد ؟
بالتأكيد ستثاب إذا أرسلتها ، و لن تأثم إذا تركتها ، إذاً هل تريد الثواب ؟
. اللهم ارحم قارئ وناشر هذه الرسالة ، واجعله من عتقائك .." .
الجواب:
الحمد لله
ما جاء في السؤال من وجود قصة لأصل التشهد حصلت
في معراج نبينا صلى الله عليه وسلم : لا أصل له في الشرع .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
هل التشهد الذي نقرؤه في الصلاة هو الذي
قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ساجد عند سدرة المنتهى في المعراج ؟ .
فأجابوا :
" عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفِّي بين كفيه ،
كما يعلمني السورة من القرآن :
( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )
رواه الجماعة ،
وفي لفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله ... ) ،
وذكره ، وفيه عند قوله :
( وعلى عباد الله الصالحين ) :
( فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد لله صالح في السماء والأرض )
، وفي آخره :
( ثم يتخير من المسألة ما شاء ) متفق عليه .
ولأحمد من حديث أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد وأمره أن يعلمه الناس
( التحيات لله ) ، وذكره .
قال الترمذي :
حديث ابن مسعود أصح حديث في التشهد ،
والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين ،
وقال أبو بكر البزار : هو أصح حديث في التشهد ، قال :
وقد روي من نيف وعشرين طريقاً ، وممن جزم بذلك :
البغوي في " شرح السنة " انتهى .
وبهذا تعلم أن هذه الصفة هي أصح
ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما كونه صلى الله عليه وسلم أتى بالتشهد وهو ساجد عند
" سدرة المنتهى " ليلة المعراج :
فلا نعلم له وللسجود في ذلك المكان ليلة المعراج أصلاً "
والحمد الله رب العالمين
والصلاة على سيدنا محمد اشرف المرسلين
الشيخ عبد العزيز بن باز ،
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ،
الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 7 / 6 ، 7 ) .
وانظر جواب السؤال رقم : (113952 ) .
أختكم فى الله ...منى رشدى