موضوعي الأدبي لشهر مايو....
يمكنك وانت هنا... تقف عند سور حديقتك.....او هناك..امام ذاك البحر العريض....ان تسرح بخيالك...ان تتجول بعيونك وسط كل الناس......وان ترسم صورة جميلة لعالمك...
يمكنك وانت وسط كل هذا الزحام....ان ترى نفسك وحيدا......وان تبحث في وحدتك عن البسمة......ان تبحث في نفسك عن ذاك الشعور الذي يدق له القلب من الوهلة الأولى.......
واذا كنت ممن يسرحون بخيالهم ويسافرون به بعيدا بعيدا الى حيث العالم المثالي....فأنا أهنئك على ذلك.......
لان ذلك وان دل على شيء فانه يدل على قلبك الذهبي و روحك المغلفة بالنقاء........
تخيل معي أيها الانسان..........تخيل انك في سفينة لوحدك في عرض البحر وتخيل انك فيها القبطان.........ترى الى اين ستوجه تلك السفينه!!!!!!......
لديك خياران.......فاما ان تذهب شمالا الى حيث القلوب العطرة الزكية...الى حيث التآلف وتعانق الأرواح.....حيث ترى الناس كلهم متحدين كشخص واحد...الى حيث الامان والسلام.....
......واما ان تذهب جنوبا..حيث ترى البشر أغرابا....حيث ترى كل منا تفصله اقفاص وحواجز وكأننا في هذا العالم الكبير كمن يعيش في غابة او حديقة حيوان كبيرة تشمل هذا العالم وكل منا معزول عن الآخر فكل منا له عالمه وهمومه..
فماذا تختار؟؟؟؟؟؟
لو ان قلبك ينبض بكل ما ذكرته في بداية حديثي فأنت وبكل تأكيد ستذهب شمالا......
دعني ايها الانسان اتوغل الى اعماقك..دعني ألمس ذاك القلب الذي اراه بداخلك يموت......دعني اتجول معك وسط هذا العالم لتتعرف على نفسك...ولتعرف...ماذا تريد ان تكون؟؟؟
لنذهب معا وسط هذا الزحام......لتدخل داخله وتتعرف على الناس من حولك....اقرأ عيونهم قبل شفاههم....والمس قلوبهم واستشعر جروحهم........
عزيزي الانسان..انظر معي بين وجه هذا و وجه ذاك يمكنك ان ترى جمال عالمك من خلال هذه الوجوه البسيطة....فعندما ترى طفل صغير وترى البسمة على شفتيه فتأكد انها وبحق ضحكة تحكيها قلبه لانها قلوب الملائكة........وامام هذه العيون الملائكية وتلك البسمة الصافية النقيه لا تستطع سوى الابتسام امامها....وهذا نوع من الضحكة......
والآن...تعال معي....الى ذاك الرجل هناك متوكئا على عكازه...انظر الى عينيه سترى بداخلها عمر شابه حزن وفرح ....شابه ألم ويأس تمتزج به بعض من السعادة وربما الكثير منها....ورغم كل ما به من معاناه تراه يبتسم لك....وقتها ستشعر ان همومك وان لم تكن كلها قد ذابت مع تلك النظرة وتلك البسمة...وايضا لن تستطع شفتاك سوى الابتسام.......
انظر معي عزيزي الانسان الى هؤلاء الناس في تلك الحياة........دع الحزن وألقي به في بحر عميق وألقي بمفتاحه في اعماق المجهول......
انظر معي الى الأمام.....تطلع دوما الى الأفضل.....ابتسم عزيزي...دع تلك الكلمة تنطق بكل حرف منها ليس فقط على شفتيك بل وعلى كل ملمح من ملامح وجهك..........
ساعد من حولك ولو بلمسة حانية.....استشعر احزانهم وضمها الى صدرك.....
صدقني عزيزي الانسان لن تجد السعادة الا في وجوه هؤلاء........
دع ذاك الجانب المظلم الذي أوشك ان يطغى عليك.....اهجر كل القسوة والتشاؤم بداخلك.....تعامل مع من حولك و اوهب روحك للناس....
دع روحك تتوغل في اعماق من حولك لتذيب كل ما يملؤها من الهموم.....فلا تنظر الى الناس نظرة طبقية ارستقراطية او عنصرية او ما الى ذلك.....
من فضلك لا تسيء فهمي...فأنا لا اطلب منك التخلي عن حياتك في سبيل الآخرين.....انا فقط اطلب منك ان لا تقتلوا قلوبكم...ان لا تتخلوا عن ذاك الشيء الصغير الذي ينبض ويدق بكل المعاني الجميلة.......
عزيزي...انا اطلب منك ان تعتبر كل انسان تقابله بمثابة أخ لك وبمعنى آخر انه مساو لك في المكانة وله نفس الاحتياجات والآمال بغض النظر عن جنسه و موطنه ولغته ومكانته الاجتماعية ومعتقداته....
فأنت الآن في عصر التكنولوجيا والوصول الى النجوم....ولكني ابحث فوق كل هذا عن الانسان الذي احب ان تكون عليه وان تجده وتحترمه في نفسك وفي الآخرين......
فكن دوما ذاك الانسان الذي اتمنى ان اراه فيك..
والآن تستطيع بينك وبين نفسك وامام كل الناس ان تعرف...من تكون....
