الـــطــائــر الــمـهــــــاجـــــر
أكتشفت اليوم أن كل لحظه تمر فى عمرى ** سأكتشف أشياء قد تصدمنى تسحرنى ** تحينى ** وقد تقتلنى ** فى هذه الحياة ** فلقد كنت دوماً ** أعشق الطيور ** وكم كنت دوماً أتمنى أن أكون طائر ** مثل كل الطيور ** لى جناحين أرفرف بهما فى الفضاء الغامض الساحر **
كنت أعشق أن أشدو مثلهم بأروع الألحان ** أطير وأطير بكل حريه دون أى قيود **أخترق العالم دون أى قوانين ** أفعل ولو للحظه واحدة فى عمرى كل شئ مجنون ** كل ماهو مستحيل ** فكلما رأيت طائر يقف على غصن شجر ** يتمايل ويشدو بكل رقه ورومانسيه ** أحلف لكم إنى أحسده ** وأكاد أفقد عقلى حتى أكون مثله ولو لبرهه من الزمن ** وكم تمنيت أن يكون لى طائر فيكون صديق لى ** يحكى لى عن مغامراته **عن أسراره ** أحلامه ** ويخبرنى عن سحر جناحيه وغموضه **
حتى تحقق حلمى**
وقابلت طائراً جميلاً ** عندما تتكلم معه ** يشعرك أن الحياة جميله بلا حدود ** وأن ليس هناك ما هو مستحيل ** وأن الحب والرومانسيه مازالوا نبض قلوب كل طائر ** يشدو لك ** فتتأثر روحك ** فتلغى من قاموس الحياة ** كل مفردات الحزن ** الدموع ** التشاؤم ** الأستسلام **الخلاصه يعطيك إحساس أن السماء مازالت تتألق بألوان الطيف السبعه ** وأن الأنسان ما زال يمتلك سحر الحياة ** وأنه قادر أن يجعل نفسه مثلما يتمنى ** أن يكون طائراً رائعاً ** أو ورقه ضائعه ** فجعلنى أتغلب أوقاتاً على لحظات إستسلامى ويأسى **
ورغم كل ذلك إلا إنى أكتشفت الجانب المظلم من قلب هذا الطائر ** إعتقدت إنه يمتلك جناحين ** حتى رأيت الواقع المؤلم ** نعم لديه جناحين ** جناح واحد يستطيع به أن يعيش ** أن يطير به لمسافات قصيرة ** ليس كما تخيلت أن يلف به العالم ** أما الجناح الثانى فهو جناح مكسور ** مجروح ** مهزوم ** لقد أراد هذا الطائر أن يحتفظ بهذا السر فى قلبه ** ليتعذب وحده ** ولكن إحساسى جعلنى أفكر أن الكمال هو لله سبحانه وتعالى ** فكيف كنت أحسد الطيور ** ولم أنتبه إلى أن كل ماهو جميل ** يجب أن يكون به بعض الجراح والأحزان ** فمنظره الخارجى وكلامه هو الذى سحرنى ولم يجعلنى أظن إنه قد يكون عايش فى جراح ** وبرغم تأثرى ** وشعورى بالمراره ** لأكتشافى الحقيقه ** إلا أنه أثر فى ** وشعرت لأول مرة إنى ًإمرأه سعيده **
فيكفينى إنى أعيش فى وطنى ** بين أهلى وأصدقائى وأحبابى ** ولكنى لم أكن أدرك ذلك ** فتلاشى الحلم ** ورأيت الواقع الحقيقى ** وكم تمنيت أن أجد علاجاً ً ساحراً لهذا الطائر ولمثله من الطيور ** فهو يتألم لا يستطيع أن يطير إلى وطنه الحقيقى فلقد مل الغربه ** ومل الوحده ** ولكنه للأسف لا يمتلك إلا جناحاً واحداً يجعله يطير فقط ليأتى بثمار يومه حتى يستطيع أن يبنى عش جميل يستقر فيه ** ورغم إنى دومًاً كنت أحلم بالرحيل إلى عالم أخر ** إلا إنه جعلنى أشعر بقيمه وطنى وحياتى ** حتى مهما جرحتنا الحياة ** ومهما كان قسوة الزمان ** فيكفى إننا بجناحين ونستطيع أن نرفرف بهما ** حتى ولو كانت حدودنا داخل وطننا **
ولقد جعلنى فى هذه الليله أن أدعو له ولكل طائر مهاجر مجروح ** أن يشعر بدفء الوطن فى قلبه ** وملامحنا الخمريه فى عينه ** وضحكتنا الصافيه فى نبضه **ويا ليت دعائى يصل إليه ** ولكنى مدركه إنه سيقاوم أسوار وحدته ** ويهزم غربته ** وسيأتىً قريباً ** ويطير بجناحيه دون أى قيود ** وسيحيا حياة رائعه بلا حدود ** لأنه سيأتى وتكون كل طيور وطنه ** منتظرة رجوعه بكل شوق ولهفه ** لا مثيل لها **
ولحظتها ستنسى كل أحزانك وألامك ودموعك **لأنك سترى كل هذه النظرات الساحرة ** والأحضان الدافئه ** وهى تحتفل بك كأنك ولدت من جديد ** لذلك يا طائرى المهاجر ** لا تكون مجروح ** ومن الأن أنسى كل دموع وتذكر فقط أن عمرك فى هذه الغربه ** لم يضع هدر **وإنك سافرت شاباً وعدت رجلاً ** وأن قطار عمرك ** وشبابك وأحلامك ** منتظرينك فى بلدك ** ويكنوا لك كل إحترام وتقدير ** وستجد ملايين من الطيور يقدمون لك بستاناً من الزهور ** ويعزفوا لك أروع الألحان ** ولحظتها صدقنى ستجد جناحيك تتمايل وتتراقص بكل دلال ** و ستجد نفسك طيراً شادى وليس طائراً مجروح ** ولحظتها فقط تذكرنى **
وادعوا معى أن ترجع باقى الطيور لوطننا ** لنحتفل أيضا برجوعها ** ونطير ونشدو معا **ً فقط فى وطننا ًً**
