قد نحتار بين البوح والصمت ،بين الخوض والتراجع ،
بين ان نبادر او ننتظر مبادرة الاخرين،
بين الهمس والصراخ ،او بين الموت والحياة ،
قد ننغمس في ذواتنا او نذوب في الاخرين ،
قد يكون الشك بداية لليقين او نتيقن باننا مجرد شكاكين !!
قد تهزمنا الحياة او تجعل منا اكبر المنتصرين ....!
كل ذلك وغيره الكثير الكثير ..يعتمد على نوع ( شخصيتنا ).
وكل شيء ممكن ، فالحياة غريبة بين اركان الوجود ، لازالت تبحث
عن معناها ، في مصائرنا، في همومنا ، في ملذاتنا ........
تجول في ارواحنا ، مخلفة سيولا من علامات الاستفهام ،
واحيانا تغرس في ذواتنا اعواد الاباطيل !
نكون او لا نكون ، زرعها ( هاملت ) في اذهاننا ،
واثارها منذ القدم ( هابيل ) في صراعه المرير بين البقاء تحت عبء
القتل او الموت بنقاء ....
قد تتجسد فينا ، او نمُر عليها كالكرام !
من هنا يبرز السؤال المهم (كيف هي الشخصية التي يجب ان نكون عليها ؟)
أنكون مجرد رقم في تعداد الساكنين على الارض ؟
أم نكون كالنجوم يهتدى بها ؟
أم نعيش مرحلة الدنيا بين بزوغ وافول ؟
أم في شكل اخر ؟......
وقبل محاولتنا للاجابة ، بل قبل ان ينهض السؤال فينا ..
كيف نقرر ، كيف نحكم على الاشياء ، ولماذا ؟؟..
عشرات من الاسئلة تنهش بالرأس حال مواجهة
( معنى الحياة ) و ( معنى الموت )،
حلم البقاء ، والموت كصيرورة حتمية ..!
انا لا املك الاجابات القطعية ، انما الظنية ،
لكن قصر الحياة الذي يجعل العمر كحبات الرمل
التي تنثال من بين الاصابع في محاولة القبض عليها بقوة ،
يرفدنا بفكرة الاسراع ، والاحساس بقيمة الوقت ، قبل
ان نتفاجئ بلحظة الانتهاء ..!
لكن هذا لا يعني ( التسرع ) باختيار شكل الحياة اعتمادا على
موروثات وحلول جاهزة لم يكن لنا يدا في ايجادها ، اومناقشتها
بصورة منطقية وعقلية ...
بعيدا عن العاطفة ومؤثرات البيئة الاجتماعية التي تحيط بنا
دون اختيار !!
ليست الحياة فسحة لتعلم الخبرات ، انما هذا ( التعلم )
هو ( وسيلة معرفية ) لادراك ذات الحياة ،
عبر استكشاف ذواتنا بوسائل متعددة ...
منها تحرير ( العقل )..كي ندرك به حدودنا ومساحة حريتنا ....
كي نقرر مصائرنا بايدينا ، لا بفروض من قبل الاخرين !
نرى باعيننا ، نسمع باذاننا ،ننطق مقرراتنا ( نحن )!
وليس بعيون الاخرين واذانهم ، ونردد ،فقط ، مايقولون ،
مهما كانوا !!!
هكذا نكون او لا نكون ...والاضافة الاهم ( كيف نكون ؟) ...
ابحث في شكل وجودك وشخصيتك فهي الشيء الوحيد الخالد ، والباقي مصيره الى الفناء ...!!