((( حديث المساء *7* ))) من خاف الله في الحرام !
((( حديث المساء *7* ))) من خاف الله في الحرام !
والحديث الليلة له مذاقه الخاص الرائع و هو عن الحلال !
و هل هناك أطيب من الحلال ؟
الحديث معكم يفوح عطره من الحلال و فوائده العظيمة !
وفيه ثلاث قصص رائعة و واقعية
القصة الأولي
عن حاج في بيت الله الحرام في موسم من مواسم الحج وخاف الله في الحرام
القصة الثانية
و أنا طفل في الثامنة من العمر و مازلت أذكرها و أرددها حتي الآن
القصة الثالثة
وأنا في السابعة والعشرون من العمر
و سوف أتحدث إليكم بشيء من التفصيل حتي تتحقق الفائدة المرجوة من الحديث في هذا المساء الجميل بكم جميعا
و إنشاء الله يكون مشوقا لكل من قرأه و بعيدا عن الترهيب و التخويف لكي أصل بحديثي إلي قلوبكم العامرة بالخير والإيمان إن شاء الله و من هنا أبدأ :-
الأولي:-
كان هناك حاج في بيت الله الحرام في موسم من مواسم الحج جعل الله لكم النصيب إنشاء الله و هذا الحاج فقد كل ما يملك من متاعه أثناء الحج وهم الزاد والمال ولا يملك سوي إحرامه الذي يرتديه. و جلس ثلاث أيام لا يأكل سوي من ماء زمزم أي عاش فيها علي الماء فقط و لم يسأل أحدا من الحجيج عن طعام أو مساعدة و نحوه و رضي بما قسمه الله له و هو قوي العقيدة و قوي التوكل عليه
http://www.makkahboys.net/gallery/data/media/1/41.jpg
و في يوم و هو يسير في أروقة المسجد الحرام بمكة المكرمة وقع بصره علي لفافة خضراء بصحن المسجد فحملها و قام بفتحها ليجد فيها عقدا ثمينا مصنوعا من الذهب الخالص و الماس الحر تقدر قيمته في ذلك الوقت بمبلغ مليون جنيه تقريبا فوقف وقال
(( فرحتي بهذا العقد لا تعادل حسرة صاحبه علي فقدانه)) الله هو الغني سأجتهد و سأبحث ربما أجد صاحب أو صاحبة هذا العقد الثمين
http://www.omania2.net/avb/attachmen...1&d=1224474875
و بدأ بالفعل في البحث عن صاحب العقد و هو يفكر و يدعو الله أن يجده لكي يعطيه هذا العقد.
http://3.bp.blogspot.com/_sWSTWqzxhw...1%D8%A9056.jpg
و فجأة و جد جمع من حجاج كثيرون يلتفون حول حاج و هو يصرخ قائلا يا حجاج بيت الله لقد فقدت شيئا ثمينا هنا في بيت الله من يجده له الثواب و المكافأة من الله ثم مني فهو لي إبنتي و هنا وقف الحاج
أمام صاحب العقد وقال له مثل هذا قال نعم هو و قال صاحب العقد للحاج بعد أن أمسك بيده تعالي معي لأعطيك نصيبك حلالا من العقد قال الحاج لا لقد طلبت الثواب من الله ولم أرغب في شيء سوي من الله وشكره صاحب العقد علي أمانته و معروفه ودعا له بكل الخير
وكل منهم ذهب لإتمام بقية المناسك وانتهي موسم الحج من الرحلة, بدأ كل حاج في تجهيز أمور العودة و ربط الأمتعة والهدايا.. الخ
و في العودة بالباخرة متجها إلي بلده و أثناء الإبحار جائت للباخرة أمواج و رياح قوية حطمت كل جزء فيها و جميع الركاب قد توفوا
http://farm4.static.flickr.com/3201/...d56b660c22.jpg
إلا الحاج نجا من الموت بمعجزة حينما تعلق بلوح من حطام السفينة وكان له العمر حليفا و نجاه الله الي البر و جاء أحد الصيادين و وجده في حالة إعياء شديدة من هول الموقف بالبحر وكذلك الجوع الذي لا يفارقه فأطعمه و ألبسه و حكي له قصة ما حدث .
http://www.alamuae.com/uae/topic/section-2/48.jpg
فاصطحبه إلي المسؤول بالبلدة و فهم منه ما حدث له وعرف بأنه متعلما , و يفقه بالدين فقال له المسؤول إيه رأيك لو تجلس معانا هنا و تعلم الناس أمور دينهم براتب و سكن لك و بالمستقبل بعد سنة أو سنتين أو أكثر تتزوج من إحدي بنات البلدة وحتي تكمل نصف دينك وبعد أداء فريضة الحج وإنت لا تفكر في بلدك الآن فأنت بالنسبة لهم في عداد الموتى أو المفقودين الذين كانوا بالباخرة و توفاهم الله قال الحاج سأفعل و ربنا يقدم ما فيه الخير.
و بالفعل جهز له المسكن و عرفه بالمسجد الذي سيقيم فيه الشعائر و الصلاة حسب وقتها و بعد أربع سنوات قضاها بالبلدة جائه المسؤول وقال له أنا وجدت لك عروسا تبارك الله لا يمكن أن تقول فيها سوي سبحان من خلق ما شاء الله إيه رأيك أتقدم لخطبتها لك
http://2.bp.blogspot.com/_EUxoa9UOvF...eFI/s400/8.jpg
قال الحاج علي بركة الله قال المسؤول لن أكلفك شيئا سوي خاتم الخطبة قال الحاج بارك الله فيك و قام المسؤول بالتقدم لوالد العروس و تم الزواج و في ليلة الدخلة و هو في أتم فرحته بعروسة تقدم نحوها ليرفع عن وجهها لباس العروس وجد في عنقها تخيلوا وجد العقد الذي عثر عليه بالحرم المكي وحتي لا تنتبه العروس الي إرتباكه بدأ بالقيام بواجبه نحوها كأي ليلة عرس بين عروسين
http://file5.9q9q.net/local/thumbnai...52/600x600.jpg
وفي الصباح ذهب الي أبيها و قال له الم تكن في الحج موسم كذا سنة كذا قال نعم كنت هناك فقال الحاج له الم تفقد شيئا بالحرم قال الرجل نعم فقدت عقدا ثمينا قد اشتريته لإبنتي التي هي زوجتك الآن قال تعرف الرجل الذي أعاد لك ذلك العقد الثمين قال لا و لكنه كان أمينا طاهرا لم يقبل شيئا مني علي الإطلاق بالرغم من حاجته الماسة في ذلك الوقت حسب ما علمت منه
قال الحاج أنا هو فقال الرجل له بعد فرحة كبيرة تلألأ بها وجهه أنا أيقنت الآن يا ولدى والحمد لله بأن حجي كان مبرورا , و ذنبي مغفورا, و دعوتي مستجابة عند الله قال له كيف ؟
http://4.bp.blogspot.com/_hfjwiF6UjW...8%B1%D8%A8.jpg
قال الرجل بعد ما رديت لي العقد دعوت الله بأن يرزق إبنتي الوحيدة عريسا شابا في مثل أمانتك و إيمانك فاستجاب لي ربي وجاء بك إلي هنا بعد السنين لتكون من نصيبها و تم ذلك بفضل من لله وكان الرجل من أثرياء البلدة و لم تكن له إلا هذه البنت الوحيدة إلي هنا القصة .
أنظر معي ماهي الدروس المستفادة من هذه القصة الطويلة الي حد ما ؟
1- البعد عن الحرام والخوف من الله و أنت في أمس الحاجة دلالة واضحة علي صدق العقيدة .
2- الخوف من الله في الحرام يأتي به الله لك في الحلال أضعاف مضاعفة و أنظر في القصة جاء العقد الذي وجده الحاج و جاء معه زوجة جميلة و إرث و متاع وفير و إن لم يرجعه لصاحبه ماذا كان المصير عبرة لمن يعتبر وحج غير مقبول وحياة مليئة بالحرام وقلق دائم في إنتظار سوء العاقبة و مصيره النار و مطعمه و ملبسه الي النار أعاذنا الله منها و إياكم إنشاء الله
3- الصبر عند الشدائد و في وقت ضيق الحال و التعفف عن ما يملكه الناس و ما رزقهم الله مهما كانت حاجتك.
4- كن علي يقين و واثق بأن الله سوف يجزاك خيرا علي خوفه في الحرام مهما طالت بك السنين فهو من الأعمال التي يثاب عليها المرء من الله و أنت في الدنيا
5- الأمانة و أثرها الجميل والرائع في الناس والمجتمع المسلم في تأديتها بدون نقصان و في موعدها دون تأجيل أو تبديل
6- لا تفرح كثيرا بما وجدت و هو ليس من حقك فإن فرحك هذا علي حساب ناس يتألمون و يتحسرون لفقدان ماكان لديهم
7- الحلال مهما كان قليلا فهو مشبع وطيبا فضلا إنه مقبولا من الله
8- التقوى والخوف من الله مع إنك لم تراه و أنت علي يقين بأنه يراك فتذود فإن خير الزاد التقوى.
إلي هنا حديث المساء 7 وسنكمل بمشيئة الرحمن باقي الحديث عن القصتين التي حدثت لي شخصيا و في نفس السياق إذا كان في أنفاسي بقية وحتي ذلك الحين دائما في رعاية الله وحفظه.
وارجوا السماح منكم فإني مازلت مقصرا
الكاتب / محيى زقزوق
في الخميس 04/06/2009م