الدجاج

(1)

في بدايات الخلق كانت الدجاجة طائر جميل تمارس الطيران مثل كل الطيور , تحلق في الأجواء ‘ وتجوب السماء ‘ ولكن الطيور الجارحة كانت لها بالمرصاد .
فقرر جميع الدجاج عقد اجتماع لحل المعضلة قبل أن ينقرض وجودهم وتنتهي سلالتهم ‘ فأجتمع جميع قادة الدجاج في ذلك الوقت وقرروا حظر الطيران على الدجاج والبقاء في الأرض وتجريم كل دجاجة تنظر إلى السماء .
فكان هذا القرار أول قرار اضطهاد تم ممارسته ضد الدجاج وبمقتضاه حرمت سلالة الدجاجة قاطبة من الطيران .

(2)

تكاثر الطيور يتكون من ذكر وأنثى يقومان ببناء عش الزوجية معاً ويقومان بحضن البيض سويا ‘ ويقومان برعاية الأفراخ سوياً بل يصل الأمر إلى أن الذكر في الغالب يقوم بإطعام الأنثى كما في الحمام واليمام وغيرها من الطيور ‘ وهذا كانت حياة الدجاج إلا أنه بعد صدور أمر منع الطيران
قال لها الديك : عليك بالاهتمام بمنزلك ورعاية البيض بنفسك والاهتمام بالأفراخ .
قالت : ألم تعدني بالمساواة الاجتماعية و أن تعيني على التخلص من القهر و الاستغلال و من كل فظائع الاضطهاد و تجلب لكل دجاج الأرض حقهم وكنت تنادي دائما بالدعوة إلى السلام و العمل و الحرية
و المساواة و الإخاء و السعادة .

قال : كان ذلك ولكنني تزوجت عشر دجاجات فلابد أن تقوم كل واحدة برعاية نفسها وأبنائها فالمحافظة على النوع والسلالة تتطلب منك أن تقوم بواجبك .
كان هذا هو الاضطهاد الثاني الذي مورس ضد الدجاجة .

(3)

في العصر الحديث ارتبطت الدجاجة بعلاقة مع بني البشر ‘ حيث قرر البشر رفع الظلم عن الدجاجة وأنها مضطهدة ويجب أن تعود لها كرامتها
ويحقق لها الأمن والاستقرار النفسي .
فقرر الإنسان أن يبني حظائر للدجاج وأن يشرف بنفسه على رعايتها رعاية تامة تكفل لها العيش في أرقى المستويات .
وقرر الإنسان توفير الأكل للدجاج ‘ ووضع حاضنات كهربائية للبيض لا تتعب الدجاجة في الاهتمام بالأفراخ ورعايتهم بل الإنسان من يقوم بذلك

وقد احتفلت الدجاجات بهذا الخبر وقررن أن يكافئن الإنسان على معروفه لهن بإعطائه ما يريد .

(4)

توطدت العلاقة بين الإنسان وبين الدجاج
فبدأ الإنسان بسلق بيض الدجاج ثم تطور الأمر وتعاطاه عن طريق القلي
وبدأ بأكل الدجاجة مسلوقة ثم على الجمر ثم مقلية بالزيت
ومع التقدم في الأجهزة الكهربائي صارت الدجاجة مشوية
وبعد ذلك استخدمت بروست
ومع تطور قدور الضغط صار الدجاج مضغوطا ومندي ومظبي
وكوزي ومثلوثة وبالفرن .....الخ
لقد كافأت الدجاجة الإنسان بكل ما تستطيع فكانت رمزا للتضحية والإخلاص .
ولسان حالها يقول ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )

(5)

في هذا العصر ظهر مرض خطير هو أنفلونزا الطيور والسبب في هذا المرض هو أن الشرق آسيويين يأكلون كل مستقذر , وقد انتقل المرض إلى الطيور عن طريق الخنزير فالجريمة هي تعامل الإنسان مع الخنزير
ولكن بني البشر قد تنكروا لمعشر الدجاج مرة أخرى بعد كل الحب والإخلاص من الدجاج ‘ فوجهوا للدجاج الاتهام أننا سبب المرض وقاموا بإعدام ملايين الدجاجات وهن بريئات من التهمة ,

اجتمعت كبيرة الدجاج مع فصائل الدجاج وقالت :
لقد كان أسلافنا مطاردين في السماء أما الآن فنحن مطاردين في الأرض والسماء ‘ بل وصل الأمر بهم إلى إحراق أعداد كبيرة من بني جنسنا أحياء ‘ هذا الأمر الذي لم تشهد الأرض مثله انتقام .
وإنني أضع كل اللوم على أسلافنا الذي رضوا بحياة الخنوع والذل بدلا عن البحث عن الحرية :

لو أننا يوما نسجنا عشنا
عبر الأثير على ربى الأزهار

لو أننا يوماً جعلنا عمرنا
بحثا عن الاستشهاد كما يفعل الأحرار

لو أننا بذلنا جهدنا
لعشنا مع فصائلنا مع الأطيار

ولما كان عشنا حياة الذل
في جبروت بني الإنسان

لو أننا ...لو أننا ..لو أننا
ما أسهل الشكوى مع الأقدار.

(6)

ثم قامت كبيرة الدجاج بتوجيه رسالة إلى بني البشر تقول فيها :
إن سكان شرقي آسيا يتناولون وجبات تفتقر إلى الوعي والنظافة مثل الإقبال بشراهة على لحوم الكلاب والخنازير، ومن المعروف أن الخنازير بالذات تعد مصدرا مدمرا لصحة الإنسان نظرا لتطفل أنواع لا تحصى من الجراثيم والفيروسات على الخنزير وذلك من جراء التغذي بالقاذورات ونفايات المجتمعات الإنسانية.
لنقول لك يا ابن آدم أن معصيتك هي السبب في ما يجري لك
وخروجك عن منهج الله الذي رسم لك ‘كان سببا في خروج الأمراض والأوبئة التي تفتك بك وبذريتك .
فهل من عوده صادقة إلى الله
وهل من نشر لمنهج الإسلام وفضائل هذا المنهج في نظافته للظاهر والباطن .
إنها دعوة صادقة لتلمس مصدر المرض , والذي أحذر فيه إن لم يعالج الأسباب والمسببات الحقيقية فسوف يحصد نصف العالم من بني البشر

توقيع
عزالدين حسون