الحلقة الاول
عزالدين حسون
انظر إلي الأهرامات الثلاثة.. وانظر إلي محمد حسنين هيكل في مقالاته المتلفزة والتي بدأت قناة 'الجزيرة' القطرية في بثها منذ أيام.. وبإطالة النظر في تلك الأهرامات وذلك الرجل.. عليك أن تكتشف المعني فيها وفيه
إذا اعتبرتها مجرد ثلاثة نتوءات حجرية في صحراء قاحلة.. فلك أن تعتبر الأستاذ هيكل شخصا عاديا في عالم الفكر وبحر الصحافة.. والأستاذ أخيرا قرر أن يعود إلي شاطئ بحر الصحافة يجلس أمامه في هدوء ليتابع عالما في فوران.. وأمة في 'سبات'.. بغير 'ثبات' فالمواقف والأفكار والمشاريع تتغير يوما بعد يوم وعجلات الزمن دارت دورة كاملة ولما دارت جاءت النتيجة كالتالي: 'ثبات' في عقائد العدو ومشاريعه وبالتالي تتحقق أهدافه.. و'سبات' تعيش فيه أمة بأكملها.. وبالتالي ضاعت الأهداف والأرض وربما الهوية.. تلك الهوية التي يراها الأستاذ محمد حسنين هيكل فيما يري من أفكار تاريخا بحسابات الماضي.. وضرورة بحسابات المستقبل.. وذلك المستقبل يبدو واضحا أمام الرجل الذي جاوز الثمانين بقليل لأنه كما قال: قرر الابتعاد عن التفاصيل محددا هدفا كبيرا وهو قراءة ما فات لمعرفة ما سيأتي.
إذن الأستاذ يخرج عن ابتعاده.. مؤكدا أنه لم يكن الغياب.. وينهي صمته.. مؤكدا أنه لم يكن السكوت.. ويحسم قراره ليدخل في رحلة البحث عن المعني معكم.. طيلة الحلقات القادمة وهو هنا يحاول الوصول إلي أكبر قدر من المتابعين مبلغا ومفسرا ونذيرا.. عبر تأكيده في الحلقة الأولي أن آثار الكلمة المكتوبة أو المسموعة بالغة التأثير أما الكلمة المصورة فآثارها فادحة.. وهو هنا لا يقر ل 'الجزيرة' فقط بكفاءة إعلامية في الوصول إلي المتابعين بالعربية.. ولكنه قبل ذلك وبعده يرسي مبدأ جاء ذكره في الحلقة الأولي حينما وضع موقف الرئيس الأمريكي جورج بوش من قناة 'الجزيرة' كأساس لتحديد موقفه شخصيا أي الأستاذ هيكل من القناة.. فأي مكان لا يلائم الرئيس الأمريكي من الطبيعي أن يلائم أي مواطن عربي.. وهيكل واحد من ملايين المواطنين العرب.. جاء إليكم حاكيا قصة نصف قرن مضي إلا أنه بما سيحكيه ربما يكشف عن وقائع ما سيحدث.. في نصف قرن قادم.. فهل أنت مستعد لتحمل مسئولية فهم المعني في قرن كامل؟ قرن نصفه فات.. والنصف الآخر في علم الأقدار التي كانت كريمة جدا معنا فقضت بأن يحكي الأستاذ محمد حسنين هيكل.. وكرم الأقدار لا يأتي