رامي ... تحول الى انوشكا
واصبح يتضايق من
المعاكسات
أنوشكا، فتاة تحب جمالها كثيرا، وتعيش حياتها بكل هدوء، وتسعى دائما إلى ابراز أنوثتها، والتفنن بها لتظل في مرآة النظر: الفتاة الجميلة واللافتة. فمن هي أنوشكا؟ ولماذا تعيش هاجس أنوثتها وجمالها؟
الجواب عن هذا السؤال يحتاج الى شرح مفصل، ذلك ان أنوشكا هي في الأصل ليست أنوشكا، انما هي رامي ـ ذاك الصبي الذي ولد لينتمي الى فصيلة بشرية مختلفة.
فما قصة أنوشكا؟
تقول أنوشكا: انها عاشت المعاناة بكل قسوتها منذ وعيها، بعدما احست واكتشفت انها تنتمي الى فصيلة «الأنثى» على عكس ما هو معروف عنها انها تنتمي الى فصيلة «الذكر»: «عانيت كثيرا من الحالة والأجواء التي ولدت فيها، لذا كان لا بد لي من عمل ما يخفف لوعة تلك المعاناة، فلجأت الى الطبيب لأحسم أمر حقيقتي وأنوثتي، ولما كانت والدتي هي الملاذ والنصير الوحيد لي، لجأت اليها واصطحبتني الى الطبيب، وبعد الفحص الطبي المركز، أخبر الطبيب والدتي بحقيقة أمري وهي انني انسان لا أنثى ولا ذكر».
تهديد بالقتل
تصمت أنوشكا قليلا، ثم تقول:
«قال الطبيب بعد الفحص ان وضعي أفضل بكثير من أشخاص مثل حالتي، وهذا ما جعلني في وضع نفسي مريح، والذي أراحني أكثر حين أخبرنا الطبيب انه يمكن اجراء عملية لي يجري من خلالها تحويلي الى انثى».
أجرت أنوشكا العملية (تجميل كما يسميها الطب) بعدما اجريت لها كل التحاليل الضرورية. «نجحت العملية واستقررتُ في جسد أنثوي» ـ تقول أنوشكا ـ.
ولكن، بعد هذا التحول الجسدي، انقلبت حياة أنوشكا، وبدأت تتعرض لإهانات كثيرة، ومحاولات قتل «لقد حاول والدي قتلي عدة مرات، معتبرا انني عار عليه وعلى العائلة، كذلك حاول أولاد عمي قتلي بأساليب مختلفة، الا ان العناية الالهية كانت تحميني».
مرت فترة طويلة وأنوشكا تعيش في هذه المعاناة «على رغم انني حاولت اقناع أهلي وأقاربي، بأن ما يحصل معي هو خارج عن ارادتي ولكن دون جدوى، وبعدما تعبت من هذه المعاناة قررت العيش كما يجب، فخرجت من منزلي، الى غير رجعة، وأجريت عملية تجميل خارجية ليتطابق شكلي الخارجي مع شكلي الداخلي».
قرار صعب
تتنهد أنوشكا كثيرا ثم تقول:
«لم يكن قراري هذا سهلا خصوصا ان عملية التحول كانت تتطلب عدة اجراءات طبية وقانونية، ومجموعة من الفحوصات المخبرية التي استغرقت وقتا طويلا تجاوز السنة، بالاضافة الى موافقة المحكمة الشرعية التي انتمي اليها أو اتبعها».
تحقق لي كل شيء ـ تقول أنوشكا ـ «تحولت من رامي الى أنوشكا، شكلا ومضمونا، وصححت وضعي القانوني وأصبحت استطيع الارتباط بالرجل مثل أي امرأة، وهذا ما جعلني أشعر بالارتياح الكبير».
بعدما صرت أنوشكا عن حق وحقيقة ـ تقول أنوشكا ـ «أحببت زميلا وعشقته من كل قلبي، وخطبت له من دون ان اخبره حقيقة وضعي، وكل ذلك عائد الى مدى حبي وتعلقي به، وخوفا من ابتعاده عني. ولكن مع الأسف اكتشف أمري، فانفصلنا لفترة لكن حبه لي بقي وسرعان ما عاد الي هائما عاشقا، ولكن لم نتزوج والسبب: رفضي له بعدما اكتشفت انه متزوج ويخفي علي ذلك».
معاكسات الرجال
تعيش أنوشكا اليوم في شقة خاصة بعيدة عن بيئتها وماضيها، وفي الوقت نفسه، تحمي نفسها وتختفي عن أعين الذين لا يكلون عن البحث عنها لقتلها، وفي المقابل تجد نفسها في مساحة الحرية التي تريدها:
«أصبحت امرأة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. فكل من يراني يلفته جمالي وتناسق جسدي، فكما ترى، طولي فارع وملامحي الجمالية بارزة، وهذا ما يجذب المعجبين الي دائما».
تنزعج أنوشكا من كثرة «التلطيش» الذي تسمعه في كل مكان تطأه وتقول: «انزعج كثيرا من ملاحقة الرجال لي، الكل يريد مصاحبة امرأة جميلة وجذابة، وأنا ضد كل هذه الأفكار، الذي يهمني هو ان أجد الرجل الذي يحبني وأحبه».
ربما تمتلك أنوشكا احساسا مضاعفا، فهي تعترف بخبرتها بأحاسيس الجنسين (ذكر وأنثى) «وبفضل ذلك أعرف غاية الفتاة والرجل، وانطلاقا من هذا الأساس، لا أحد يستطيع ان يضحك علي».
علاقة أنوشكا بالرجال جيدة جدا، والرجل يعني لها ـ كما تقول ـ مثل ما يعني لأي فتاة أو امرأة «لذلك لا أشعر بأنني جنس مختلف عن باقي البشر، وكما أسلفت لك انا خبيرة بأحاسيس الجنسين». تردد أنوشكا كلامها دائما: «أغلبهم يعترف بقوتي وتاليا، لا يمكن لأحد ان يستغلني».
علاقات جنسية
تحدثت أنوشكا كثيرا وبعدما شرحت قصتها، بات كلامها أقل، ولكن اصررت على الكلام معها، وأكثرت من الأسئلة:
* هل تعتبرين نفسك امرأة تتمتع بكل مقومات الأنوثة؟
ـ طبعا، انا امرأة بكل ما تعني المرأة من أحاسيس وعاطفة وجمال وأنوثة.،
* هل أقمت علاقات جنسية طبيعية مع رجال؟
ـ أكيد.
* كيف تقبلك الرجل؟
كما يتقبل أي امرأة يحبها.
* وأنت كيف تقبلت الأمر؟
ـ كما تتقبله أي امرأة.
* لكن جسدك لا يمتلك كل مقومات المرأة؟
ـ ماذا تقصد؟
* أقصد انك مهما أقمت علاقات جنسية لا يمكن لك ان تحبلي؟
ـ هذا صحيح، لكن الأمور الأخرى تبقى طبيعية، والأحاسيس تبقى هي هي، ليس مهما انجاب الأولاد، المهم ان اعيش الحالة والاحساس والعاطفة، وهذا ما هو حاصل معي.
* هل يثيرك الرجل الجميل؟
ـ طبعا، أنا مثل أي فتاة تعشق الجمال، والرجل الجذاب لا بد من ان يجذب المرأة، وأنا امرأة تعيش بأحاسيسها.
* هل أنت اليوم تعيشين قصة حب أو تقيمين علاقة عاطفية مع رجل؟
ـ أعيش حياتي على طبيعتها، والأمور الخاصة لا أحب الحديث عنها. هكذا علاقات تبقى أخبارها بين الحبيبين، لذلك من الأفضل ألا تصر على معرفتها.
أتمنى الزواج
* كيف تعيشين أيامك.. أين تسهرين.. الى أين تخرجين.. ماذا تفعلين في وقتك؟
ـ أعيش الحياة جيدا، أمارس الرياضة لأحافظ على رشاقتي وعلى حيوية جمالي. أحب السهر كثيرا، أمارس أمور الحياة بكل تفاصيلها، كما يعيشها كل الناس.
* هل يتقبلك المجتمع الذي تعيشين فيه؟ عريض
ـ طبعا، كل من هم حولي يحترمونني.
* حين تخرجين الى أماكن عامة ويراك الناس، هل تخافين من ردات فعل معينة نحوك؟
ـ لماذا ردات الفعل، في كل الأماكن التي ارتادها وخصوصا في السهرات، أحصد نظرات الاعجاب.
* هل تفكرين في الزواج؟ عريض
ـ طبعا، أتمنى ان يأتي اليوم الذي أتزوج فيه.
* اذا تزوجت لا يمكن انجاب أطفال؟
ـ قلت لك ليس مهما الانجاب، العلاقة الصادقة والصافية مع الشريك أهم من كل شيء.
* هل تتوقعين ان يتقبلك الرجل زوجة له؟
ـ كثيرون تقربوا مني وطلبوني للزواج.
* ألم يعجبك احدهم؟
ـ ليس الأمر ان يعجبني أحدهم أم لا، الأهم في الموضوع هو الحب. لم أعثر بعد على الرجل الذي احبه وأتزوجه.
* هل ستعثرين عليه؟
ـ طالما الحياة مستمرة يبقى الأمل نابضا، لا يتوقف.
* هل عندك صديقات؟
ـ طبعا.
* كيف يتعاملن معك؟
ـ بكل احترام.
* هل يتعاملن معك على أساس انك مثلهن؟
ـ بالتأكيد.
* هل عندك أصدقاء من الذكور؟
ـ لدي بعض الأصدقاء الرجال.
* كيف يتعاملون معك؟
ـ يتعاملون معي على أساس انني امرأة جميلة وذكية.
أنا مثيرة
* هل تهتمين بالثياب؟ ماذا عن أناقتك؟
ـ المرأة الجميلة يجب ان ترتدي الثياب التي تتناغم مع جمالها، الأناقة بالنسبة الي مسألة مهمة لأنها تعكس صورة الداخل للانسان.
* أراك ترتدين ثياب «السبور»؟
ـ اليوم شعرت بأن «الجينز» و«التي شيرت» يتناسبان مع مزاجي.
* هل أنت ميالة الى ثياب «السبور»؟
ـ أحبها.
* ماذا يعني لك الفستان أو الثياب الكلاسيكية؟
ـ اختار ثيابي حسب المناسبة التي أتواجد فيها، ولكني احب ايضا الثياب التي تبرز مفاتن المرأة، والثياب الكلاسيكية تعطيني مزاجا راقيا.
* نعرف ان المرأة تهتم كثيرا بثيابها الداخلية، أين انت من هذا الاهتمام؟
ـ طبعا أهتم كثيرا لكل «اللانجري» لن أجيبك أكثر (تضحك).
* هل تسبحين في البحر؟
ـ طبعا.
* ماذا ترتدين أثناء السباحة؟
ـ المايو والسوتيان.
* هل تنظرين الى نفسك في هكذا لحظات؟
ـ كثيرا.
* ماذا تقولين؟
ـ ما شاء الله على هذا الجمال، وهذه القامة.
ينظر اليك رواد البحر؟
ـ باعجاب و«تلطيش».
* هل تفكرين في ايامك الأولى قبل ان تتحولي؟
ـ نسيتها.
* هل أنت حزينة أم سعيدة؟
ـ أعيش في الحزن كما أعيش في السعادة، كلاهما يعبران في مساحة أيامي.
* متى تحزنين؟
ـ حين أرى عذابات الانسان وآلامه، وحين أشعر بأن الانسان بلا حرية. الحرية غاية ضرورية للانسان.
* ومتى تفرحين؟
ـ حين أحصل على كامل حقوقي، وحين أرى العالم بلا عذاب، وحين أرى الشعوب تأخذ حريتها وتمارس حياتها بكل حب.
__________________
