كل فتاة لابد أن تفكر في مستقبل حياتها الزوجية ، وفي فتي أحلامها المنتظر ،
وفي طريقة اختياره ليكون زوجاً مثالياً يضمن لها حياة سعيدة موفقة ..
وقد يحيرها تفكيرها .. هل يكون أساس التفاهم هو الحب المتبادل ؟
أم المركز المرموق وقوة الشخصية ؟ أم الثراء ؟
أم تعتمد في اختيارها علي المظهر العام وغيره من الصفات ؟
ولماذا ينجح البعض بينما يفشل البعض الآخر ؟
http://www.stocksvip.net/p/af/(26).gif
يقول د / يسري عبد المحسن - استاذ الطب النفسي بطب القاهرة ..
المرأة رمز الانوثة والعذوبة والرقة ، والرجل هو الموقف والقرار والسند ..
فكلاهما وجهان لعملة واحدة يزداد بريقها لمعاناً كلما امتزجا سوياً وازداد التآلف
بينهما وعاشا علي قدر من الحب والود وعلي درجة من الانسجام النفسي والروحي .
والتفاهم المتبادل هو العامل الأساسي في اختيار الفتاة لشريك حياتها .
وكلمة ( تفاهم ) يجب أن تؤخذ بمعناها الواسع الذي يضمن الاخلاص والتعاطف
والتضحيات والثقة المتبادلة .. بالاضافة الي تقارب مستوي التفكير والثقافة والحالة
الاجتماعية ..
http://www.stocksvip.net/p/af/(14).gif
وقد تفشل الفتاة في اختيار شريك الحياة وتنتهي علاقتها العاطفية الي الفشل نتيجة
لاختيارها الخاطيء والتسرع في بعض الأحيان .
لذلك في حالة تكرار الخطأ لابد أن تواجه الفتاة نفسها للتخلص من الشعور بأنها مجني
عليها دائماً أو يتسرب لأعماقها أن الحظ لا يقف بجانبها في الحياة .
وعادة ما تتساءل الفتاة عندما تتعرض للاختيار الخاطيء .. لماذا تضع آمالها دائماً
علي الشخص غير المناسب ؟
والاجابة واضحة كل الوضوح .. فهي حبست نفسها في نموذج للشخصية المدمرة من
الناحية العاطفية .. فقد تهتم بالمظاهر فقط لا بالجوهر .. ومثل هذه الشخصية تتصف
بسطحية العواطف وسرعة اتخاذ القرار دون النظر الي الجوهر .
ولو نظرنا الي الواقع نجد أنه يصعب وجود الكمال في أي شخص كان ، وبالتالي فالفتاة
تصطدم بأخطاء الآخرين وتحسب عليهم كل حركاتهم وسكناتهم حتي اذا اختارت الشخص
المناسب لها نجدها تبدأ في محاسبته علي كل خطأ يصدر عنه ، قطعأ مثل هذا الشاب سوف
يهرب منها وتنتهي علاقتهما بالفشل .
كذلك قد يكون الطموح المبالغ فيه سبباً للفشل حيث يدفعها طموحها الي اختيار الشخص
الناجح في الحياة العملية ، أو أن تبحث عن الشخص واسع الثراء وهذا لا يمثل كل
مقومات الحياة الزوجية .
وقد تختار رجلاً حقق بعض النجاح .. ولكن بسبب طموحها المبالغ فيه تحاول دفعه
أكثر الي النجاح لكي يحقق طموحها هي ، وبالتالي يقع تحت ضغط عصبي مبالغ فيه
لا يمكنه من الاستمرار ، فتنتهي العلاقة الي الفشل .
وهناك نوع آخر من الطموح الشخصي .. فقد تتفوق الفتاة في دراستها أو في حياتها
العملية وتلهث وراء أمجاد عملها ، وتجد أن كل من يقابلها في طريقها لا يناسبها ..
الي أن يأتي اليوم الذي تجد فيه أن كل الفرص قد انتهت تماماً .. هنا قد تتنازل عن
بعض طموحاتها .. وهذا التنازل يجعل علاقتها لا تستمر ، وتنتهي بالفشل .
وهذا لا يعني أنها مخطئة في طموحها .. ولكن لابد من تحقيق التوازن بين الطموح
والواقه ، فالطموح مهم لحياة الانسان ولكن المبالغة فيه قد تسبب دمار حياته .
وهناك الشخصية النرجسية وهي غير قابلة للعطاء الذي يقوي الروابط الانسانية .
فهي تقيم علاقاتها دائماً علي الأخذ والمنفعة والاستفادة الشخصة المطلقة .. وهي
تتصور دائماً أنها علي قدر أعلي من الشخص الذي ارتبطت به عاطفياً ، وبذلك
يختفي بريق هذه العلاقة بسرعة .
كذلك نجد أن هناك شخصية أخري مركبة تبحث عن كل ما هو غامض وغريب ،
وكل ما هو صعب الوصول اليه ، فنجد فتاة تحاول الارتباط بشخص متزوج أو
بشخص علي علاقة بصديقة لها ،
فهي بذلك تحاول اثبات قدرتها لكي ترضي غرورها علي أساس أنه فضلها عن
زوجته أو عن صديقها .. قطعاً مثل هذا الارتباط سيكون مصيره الفشل .
لابد اذن من وقفة مع النفس عند اختيار شريك الحياة ، والتخلص من عقدة أن
الفتاة مجني عليها من الآخرين ، أو أنها سيئة الحظ دائماً ..
وانما عليها معرفة السبب الحقيقي في الاختيار الخاطيء لديها ..
وعليها أن تتأكد أن معرفة الدوافع العميقة التي تدفعها الي هذا الاختيار هي أول
خطوة للسير في الطريق السليم الذي يوصلها الي علاقة عاطفية عميقة تستمر
طوال رحلة العمر .