هناك نوع من البشر لا تجده كثيرا في هذا الزمان، تجده يفرح بفرح من حوله، لا يبالي بحاله كان سعيدا أو تعيسا ولكنه يحب لغيره الخير، تراه دائما حتى وهو في شدة الحزن يفرح لسماعه خبرا سعيدا عن أخ له في الله، دائما يحب أن يساعد الناس، ولا يستطيع أن يقول كلمة "لا" إلا بصعوبة بالغة، حتى أنه يكاد لا ينطق بها، يزكي أصحابه على نفسه في الكثير من الأشياء، ويؤثر من حوله بكل ما يحب، لا يرفض لأحد طلبا، إذا كان في استطاعته قام به فورا، وإن لم يكن يحاول أن يساعده بكل ما أوتي من وسائل، فإن لم يستطع حزن على عدم قدرته على مساعدة الغير.
كتاب مفتوح
من ينظر إليه ويدقق في عينيه يرى فيها كل ما يخفي بداخله، فهو إنسان بسيط، لا يواري شيئا من مشاعره، الكل يعرف عنه كل شيء، فهو مثل الكتاب المفتوح لا يخفي شيئا، من أحب أن يعرف منه شيئا تحدث معه وكأنه يقرأ في الكتاب فيعرف كل ما فيه.
متى يحزن؟
ولكنه مثل البشر يحزن أحيانا عندما يفقد حبيبا غاليا، أو يسافر له صديقا وفيا، أو ينشغل وقته ولا يقوى على أن يتبادل الزيارات مع أحبائه وأصدقائه وإخوانه.
لا يغضب
إنسان جبل على حب الناس كان دعائه اللهم حببني في خلقك وحبب خلقك إلي، لا يغضب إذا أخطأ فيه أحد، من الممكن أن يحزن ولكنه يراجع نفسه في لحظات وينسى ما حدث، ولكنه جعل غضبه لشيء واحد فقط، فغضبه كله لله.
عندما يلتزم الصمت
اذا التزم الصمت فلا يحب أن يكلمه أحد لأنه في ذلك الوقت يكون داخل الكهف المظلم يحاول استكشاف نفسه بداخله يحاول أن يعيد ترتيب نفسه من الداخل، وهو غالبا ما يدخل هذا الكهف بعد أن يخطئ في تقدير بعض الأشياء فيدخله حتى يراجع نفسه، فهو يدخل هذا الكهف كي يخرج منه إنسان آخر، يريد أن يخرج كما عرفه الناس هذا الإنسان البسيط الذي يحبهم ويحبونه.
فهل يا ترى هذه النوعية من البشر ما زالت موجودة؟أم أنها انقرضت؟ أم أنها أشرفت على الإنقراض؟