-
الدعوة الى الله
الحمد لله رب العالمين ، والصلاةوالسلام على اشرف المرسلين، نبينا محمدوعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:
لما اكرمك الله بنعمه الاسلام ، ومن عليك بالهداية الى الطريق المستقيم ،كان من شكر هذه النعمه العظيمة القيام بالدعوة الى هذا الدين ، ودلالة الناس على الخير ، وتحذيرهم من الشر ، وتنبيه الغافل وتعليم الجاهل.
وقد اصطفى الله عز وجل للقيام بها صفوة الخلق من الانبياء والمرسلين ، ومن تبعهم بأحسان الى يوم الدين ، وتحتاج من الجميع التفانى ،والاخلاص ، والجد، والمثابرة ، لتبليغ هذا الدين والدفاع عنه .
وقد امر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:( يأيها المدثر* قم فأنذر) ، وفى القيام بالدعوة متابعة الانبياء ، والاقتداء بهم ، والسير فى ركابهم فى طريق آمن غير موحش ، وقد امر الله عز وجل بالدعوة ، وهى من ابواب التقرب الى الله عز وجل امتثالاً لأمره ، قال تعالى:(أُدع الى سبل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ، وفى القيام بالدعوة الى الله مسارعة الى الخيرات ، ورغبه فى نيل الاجر العظيم ، حيث أثنى الله عز وجل على اهل الدعوة فقال سبحانه:( ومن احسن قولا ممن دعا الى الله ) ، قال الشوكانى رحمه الله :(فلا شئ احسن منه ولا اوضح من طريقه ولا أكثر ثواباً من عمله).
وبالدعوةالى الله تنال المراتب العلا ، قال الشيخ عبدالرحمن السعدى رحمه الله :(وهذه المرتبة - اى مرتبة الدعوة - تمامها للصديقين الذين عملوا على تكميل انفسهم وتكميل غيرهم ، وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل).
وتأمل حال من من يقومون بأمر الدعوة ، انما هم الرسل ، ومن فقه الله من عباده العلماء والدعاة والمصلحين ، فاسلك نفسك معهم ، فأنها نعم الطريق ، قال ابن القيم رحمه الله :(فالدعوة الى الله اشرف مقامات العبد وافضلها) ، ومن ثمار الدعوة الاجر العظيم ، والثواب الجزيل ، فقد دل النبى صلى الله عليه وسلم ابن عمه على بن ابى طالب رضى الله عنه على كنزعظيم:(لأن يهدى الله بك رجُلاً واحداً خير لك من حُمُر النّعم)متفق عليه.
قال ابن القيم رحمه الله: وتبليغ سنته الى الامة افضلمن تبليغ السهام الى نحور العدو ، لأن تبليغ السهام يفعله كثيراً من الناس ، أما تبليغ السنن فلا يقوم به الا ورثة الانبياء.
فعلى كل مسلم النهوض بأمر هذا الدين ، والدعوة اليه ، والدفاع عنه ، والصبر على الأذى فيه حتى يلقى ربه .
جعلنل الله وأياكم من اهل الدعوة ، وممن قام بها حق القيام ، ووفق الخير العظيم.
نقلته لكم من كتاب زبدة التفسير
للشيخ د.محمد بن سليمان الاشقر