فنحن مازلنا من حراس الجمال فيه...
تأخذنا الحياة يوم إلى الفرح ويوم إلى الحزن...
ويأخذنا الحنين إلى تلك الأيام الخوالي
إلى تلك البسمة التي كانت تملأ قلوبنا الصغيرة
إلى الدنيا التي لم نكن قد وعينا عليها او فهمناها بعد....
ولقد تعلمت من هذه السنين التي أمضيتها في هذه الحياة
انها أصعب وأكثر تعقيدا مما صورته لي نفسي فيما مضى....
تذكرت مشاكلي الصغيرة التي كانت في نظري كبيرة جدا وكم كنت أخاف من مواجهتها وأنا صغيره......
تذكرت ضحكاتي ولعبي ومرحي
كم كانت جميلة هذه الأيام وما أجمل الحرية التي كنت أمتلكها...
كم كنت أتمنى لو بقيت هكذا دوما..صغيرة ..طفلة...بريئة...لا ترعف شيئا عن هذا العالم الخارجي الذي دمر نفسي وجسدي
الذي قضى على كل شيء جميل كان ينبض فيا....
الآن..كبرت و وعيت هذه الدنيا جيدا بكل مافيها من هؤلاء البشر الذين تأبى حروفي وهي تكتبهم ان تطلق عليهم بشرا...
لقد واجهت وتحملت من هذه الدنيا كثيرا كثيرا أكثر مايمكن ان تتحمله النفس البشرية...
رغم صغر سني فأنا أشعر وكأن عمري قارب على الإنتهاء..وفي بعض اللحظات أتمنى لو يقترب هذا الموعد حتى أبتعد عن هؤلاء الكائنات الغريبة التي أضحت في نظري مجهولة المعالم...
أنا دوما أحاول ان ابتسم حتى انسى هموم هذه الدنيا ودوما ما أقنع نفسي انه برغم تواجد هؤلاء الكائنات في دنيانا فإنه يوجد أيضا بشرا يمكن ان نطلق عليهم ملائكة
ولكن هؤلاء الكائنات دوما ما تفترسهم ولا تترك لهم مكانا في هذه الدنيا
أنا لا أعرف حقيقة أهكذا هو العالم ؟؟
انا متأكدة انه برغم قبحه الذي قارب على ان يغلب عليه فإنه سيكون جميلا إذا عمرناه نحن البشر وملأناه بالطيبة والأمل والتفاؤل في غد مشرق قريب .. أن لا نترك المادة تعمي عيوننا وكذا قلوبنا...فالمادة لن تكون ابدا غاية بل هي وسيلة لتحقيق طموحاتنا في سبيل الخير وليس الشر وفي سبيل ان يزول الحب وليس المطالب الطبقية القاسية التي يفرضها هؤلاء الكائنات علينا نحن الملائكة...
علينا نحن أن نحرس معالم الجمال المتبقية في هذا العالم وأن ننميها...فمهما كان هناك من يريدون دوما تدمير طموحاتنا وآمالنا..فهناك من يملك العزيمة والقلب الشجاع الشفاف الذي يتبرأ من أي قساوة أو سواد...
فهؤلاء يريدون تدميرنا ولكن نحن مازلنا وسنكون دوما من حراس الجمال في هذا العالم...الذي حتما سيكون يوما جميلا...
بقلم معذب من آهات هذا العالم وقساوته/
لـــــــــــــــميس
10/8/2009