امسكت القلم وكلي اصرار علي كتابة موضوع في صفحة السياسة التي اكتب فيها يرضي رئيس التحرير الذي هددني كثيرا بالرفد من المجله بسبب مقالاتي التي كتبتها من قبل وبدأت اقلب الاخبار السياسيه لانتقي منها ما يرضيه فكلها اخبار مخزيه لامتنا وهو لا يريد اي شيء من هذا القبيل علي حد تعبيره " تقفل المجله وتوديني في داهيه " والحقيقه كان لدي الاصرار الا اصبح مرفود من الجريده او اذهب في داهيه كما قال فأمسكت القلم وبدأت افكر في كتابة موضوع امجد في سيادة المسئول الفلاني الذي له دور بارز في الحياه السياسيه المصريه وجهوده الضخمه وكان كل ذلك طبعا مجرد رياء ونفاق فأنا علي علم تام بفساد هذا المسئول وقد هاجمته اكثر من مره ولاكن ما باليد حيله وأمسكت القلم وبدأت اكتب
الي ارجل الذي ضحي بحياته وراحته الي الرجل الجاد الي الشخصيه المحترمه التي قادت وتقود مصر الي النماء السيد فلان
واذا بالقلم خط اسمه فوثب في الهواء من يدي وقال
"بتقول مين "
فقلت" اللي انت كتبته "
فقال " انت اكيد بتهزر "
فقلت "لأ مش بهزر انا هكتب الموضوع ده علشان أنشره بكره "
فقال " دالوقتي لأ طريقنا اختلف "
فقلت " ازاي ياقلم اكتب اللي بقولك عليه "
فرد " لا مقدرش مش سكتي انا قلم عندي ضمير مكتبشي الا الحقيقه "
فصرخت فيه " الحقيقه اللي ترفدني وتوديني في داهيه اكيد سمعت رئيس التحرير عمل في ايه بسبب الحقيقه اللي بتكتبها "
فقال " اه سمعته ولاكن انا مش هبقي زيه هو راجل معندهوش ضمير خايف علي مكانه وكرسيه انما أنا قلم حر طول عمري مليش الا الحقيقه انقلها زي متكون انما اكتب قصيدة شكر في المسئول الفلاني مش هيحصل انت فاكر المسئول
ده عمل ايه يوم كذا وعمل ايه يوم كذا وفاكر الموقف كذا فاكر انت كتبت فيه ايه ليه دالوقتي جاي تكتبله قصيدة شكر القلم لو مش يبقي حر انكسر كبرياءه وانا عمري مش هخلي حد يمس كبريائي ابدا انا اسف ياصديقي "
فوثبت من الكرسي لامسك به لاري اي كبرياء لدي هذا القلم العنيد ولاكنه يقفز ويقفز في اماكن صعب الوصول اليها حتي وجد مني اصرار علي الامساك به
فقفز بين اصابعي ولفها حول وسطه ونظر الي بتحسر وقال "اكتب بس اعرف ان ده اخر لقاء بينا انا مش هعيش بعد اليوم انا هخلي حبري ينزف لحد مموت "
فنظرت اليه فرايت الجديه في عينيه
فأمسك به وكتبت "الي السيد المحترم الذي نهب اموال مصر وبدأت اكتب مصائبه التي كانت كقطرات مياه في بحر وكتبت اليه خطاب ان يراعي ضميره في حق هذه البلد التي كانت له السكن والاهل ووهبت له الحياه ............الي اخر الموضوع" وانتهي المقال وكتبت في النهايه
التوقيع
قلم حر يأبي الانكسار
فوثب القلم في الهواء فرحا مما كتبت
وذهبت بالموضوع الي رئيس التحرير الذي لم يضطلع عليه عندم رأي العنوان سيادة المسؤال المحترم فلان
فأمر بنشره علي الفور وفي اليوم التالي ذهبت الي المجله فوجدت المجله علي قدم وساق فان المسؤال قرأ المجله وقد اراد الانتقام من صاحب المقال فاذا بافيال من الناس تنهال علي ضرب ولم يرحمني رئيس التحير ايضا بل صرخ في وسط ضراختي انت مرفود مرفود وبعد ان انتهي الافيال من الضرب القوني خارج الجريده جسدي يزرف دم من كل منطقه في جسدي
فاذا بي وانا ملقي علي الارض فاذا بالقلم يغني الارض لو عطشانه نرويها بدمانا وقد كان ملقي بجانبي وهو مكسور نصفين فأمسكت به ونظرت اليه ونظر الي وضحكنا في شكل هزلي حتي لقطنا انفاسنا الاخيره وقد فارقنا الحياه