بعض من أهداف سورة الفاتحة
اشتملت سورة الفاتحة على كل معاني القرآن، حيث اشتملت على العقيدة والعبادة ومنهاج الحياة
* العقيدة: الاعتقاد بالله عز وجل والإيمان الخالص والمطلق به وهذا يتضح في آيات الثناء ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.
* العبادة المنافية للشرك الأكبر والشرك الأصغر: عبادة الله وحده دون الإشراك معه أي إله آخر، وطلب العون في كل أمورنا من الله وحده عز وجل، وهذا يظهر في آية الخطاب ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
* منهاج الحياة: حيث نحدد لأنفسنا الطريق السليم، الصراط المستقيم، دين الإسلام، مخرجين أنفسنا من دائرة اليهود المغضوب عليهم وأمثالهم، ودائرة النصارى الضالين وأمثالهم، وهذا يتجلى في آيات الدعاء ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
* وقد خصصت هذه السورة بشكل أساسي لما يلي من الأمور:-
* لحمد الله وتمجيده والثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العليا.
* لتذكرنا باليمعاد وهو يوم الدين أو يوم القيامة.
* لإرشاد العباد أن عليهم سؤال الله والتضرع إليه، والتبرئ من حولهم وقوتهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
* لإخلاص العبادة لله وحده وتوحيده بالألوهية تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريك أو نظير أو مماثل.
* لتعليم العباد لأن يسالوا الله الهداية إلى الصراط المستقيم وهو الدين القيم، وتثبيتهم عليه حتى يقضي لهم بذلك إلى جواز وعبور الصرط يوم القيامة، المفضي والمؤدي بهم إلى جنات النعيم، في جوار النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
* كما وأشتملت السورة على الترغيب في الأعمال الصالحة لينقلبوا وليكونوا مع أهلها يوم القيامة، وأشتملت على التحذير من مسالك الباطل لئلا يُحشروا مع ساليكيها يوم القيامة وهم المغضوب عليهم والضالين.
* تذكرنا أنه علينا مرافقة ومصاحبة الصالحين، والابتعاد عن مصاحبة ومرافقة صحبة السوء ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
* وعلينا أن نتذكر في كل مرة نمر بها بكلمة تدل على اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفات الله العظيمة ﴿الله * الرحمن * الرحيم * رب العالمين * مالك يوم الدين﴾ عظمة هذا الاسم، وعظمة هذه الصفة، فنتفكر بها.
وعلينا أن نتذكر أن الإسلام هو دين جماعة وليس دين أفراد، فحتى في صلاتك المنفردة، وفي قراءتك للفاتحة لوحدك، فإنك تستخدم كلمات سورة الفاتحة التي تدل على الجماعة ﴿العالمين، * نعبد * نستعين * إهدنا * عليهم * الضالين﴾، فأنت تدعو لك ولباقي المسلمين، وقد جاء في صحيح البخاري [467] حدثنا خلاد بن يحيى قال حدثنا سفيان عن أبي بردة بن عبد الله بن أبي بردة عن جده عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ﴿إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه﴾.
