بأناملها الرقيقة بدأت تكتب مأساتها فى سطور قليلة تحمل من الالم والمرار مالا يستطيع احدنا تحمله:
"سيزورنى هذا الملاك يوما"-(كان ذلك هو عنوان قصتها) وتابعت:
* فى يوم من الايام وقفت معى" دانه"فى النافذة وأخذت ترسم بأصابعها على زجاج النافذة قلوبا واسهما وحروفا لاتينية كنت قد علمتها اياها 00كانت "دانه "جميلة ومرحة00كانت أجمل شىء فى حياتى00بل كانت هى كل حياتى وكنا وقتها فى فصل الشتاء وأمطرت السماء فقالت لى: "ماما اود ان انزل الى الفناء لنلعب ونشاهد المطر فأخذتها ونزلنا نلعب انا وهى تحت المطر وابتلت ملابسنا وكانت سعيدة ورقصنا أنا ودانه على أنغام موسيقى المطروأخذنا نضحك بطريقة هستيرية حتى قالت لى: ماما 00لماذا لا نذهب فى نزهة بالسيارة؟ -فطاوعتها على الرغم من ان ابى لن يوافق على خروجنا بالسيارة فى هذا الجو الخطيروانا لا أستطيع ان ارفض لها طلبا 00
واحضرت مفاتيح السيارة من البيت وأجلست دانه الى جوارى وتحركنا بالسيارة00كانت دانه فى غاية السعادة ونحن فى الطريق ظلت تحدثنى وتضحك وتمد يدها باتجاه "مساحات السيارة" وهى تتابع حركتها فى ابعاد المياه عن زجاج السيارة محاولة الامساك بهاوفجأة!!سمعت صراخ "دانه "ولم أشعر بشىء بعدها00
بعد سلعات من الحادث افقت فوجدتنى على سرير فى المستشفى فنظرت حولى وسألت عن دانه00اين هى؟00فقالوا لى انها بخير الا اننى لم اصدقهم وطلبت منهم ان يأخذونى اليها فأخبرونى بالحقيقة!!توفت دانه قبل وصولها للمستشفى 00صرخت ورحت فى غيبوبة وأصبت بانهيار عصبى وخضعت فترة للعلاج00
فى البيت اضع صور دانه واشيائها امامى واتذكرها -دانه حبيبتى 00اعلم انى سأراها فى يوم من الأيام00نعم سأراها فأرواح الاطفال تأتى الى امهاتهم فى شكل طائر ملائكى00سيزورنى هذا الملاك يوما0*
هذا ما هو الا جزء من حياة الراحلة الغالية طيف عابر كتبت عنه بنفسها منذ فترة وما دعانى لمحاولة اعادة كتابة قصتها الا قناعتى بأن الموتى لايزالون معنا وترفرف ارواحهم حولنا وكما قالت طيف عابر رحمها الله: سيزورنى هذا الملاك يوما