أولا : معنى التوبة :
قال الشيخ صالح السدلان في كتابه التوبة إلى الله ( ص 7 ) : التوبة بفتح التاء وسكون الواو مأخوذة من ( توب ) ، التاء والواو والباء واحدة تدل على الرجوع ، يقال تاب إذا رجع عن ذنبه ، والتوبة هي الرجوع إلى الله عز وجل بحل عقدة الإصرار عن القلب ثم القيام بكل حقوق الرب سبحانه ، والتوب والتوبة معناهما واحد والمراد : ترك الذنب على أجمل الوجوه وهو أبلغ وجوه الاعتذار 0
وفي الشرع : ترك الذنب مخافة الله واستشعار قبحه ، وندم على المعصية من حيث هي معصية ، والعزيمة على ألا يعود إليها إذا قدر عليها ، وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة ، وقال في ( ص 11 ) : وتأتي التوبة في القرآن بمعنى الندم والتجاوز والرجوع عن الشيء 0
ثانيا شروط التوبة :
للتوبة شروط نجملها فيما يلي :
1- إخلاص التوبة لله عز وجل
2- الإقلاع عن المعصية
3- الندم على ما مضى منه في الماضي
4- العزم الجازم على عدم معاودة الذنب
5- عدم الإصرار على المعصية
6- التوبة تكون باللسان والقلب والعمل الصالح
7- الاستمرار في التوبة
8- أن تكون التوبة في زمن القبول ، أي قبل الموت أو طلوع الشمس من مغربها ( راجع كتاب التوبة إلى الله للشيخ صالح السدلان ص 21 )
9- إرجاع الحقوق إلى أهلها أو طلب البراءة منهم
10- استشعار قبح الذنب وضرره
11- المبادرة إلى التوبة وعدم التسويف فيها ( راجع كتاب أريد أن أتوب للشيخ محمد المنجد ص 10، وكيف أتوب ص 11 ، ورياض الصالحين ص 37 )
ثالثا فوائد وفضائل التوبة :
من عصى الله ثم ندم وتاب توبة نصوحا أدرك فوائد وفضائل التوبة ومنها :
1- التوبة تمحو الذنوب ، بدليل قول المصطفى r ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) ( صحيح الجامع للألباني برقم 3008 )
2- التوبة سبب في تحويل السيئات إلى حسنات ، لقوله تعالى (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) (الفرقان 70 / 71)
3- التوبة تطهر القلب ، قال النبيr ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإن هو نزع واستغفر وتاب صُقِلَ قلبه ، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه ، وهو الران الذي ذكر الله تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14)( صحيح الجامع للألباني برقم 1670 )
4- التوبة سبب في الحياة الهادئة المطمئنة
5- التوبة سبب في سعة الرزق والقوة
6- التوبة سبب في الفلاح في الدنيا والآخرة ، لقوله تعالى ( فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) (القصص:67)( راجع كتاب كيف أتوب ص 16- 17 بتصرف ) 0
7- يقول الدكتور صالح السدلان في كتابه التوبة إلى الله ص 14- 15 - 16 بتصرف : والتائب من ذنبه محل رعاية الله وأهل لحفظه ورحمته ، يغدق عليه من بركاته ويمتعه بسعة الرزق ورغد العيش في الدنيا ، وينعم عليه بالثواب العظيم والنعيم المقيم في الآخرة ، قال تعالى ( أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (آل عمران:136)، ثم إن الاستغفار مع الإقلاع عن الذنوب سبب للخصب والنماء وكثرة النسل وزيادة العزة والمنعة ، قال تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح10/11/12)، ففي الإيمان رحمة بالعباد ، وفي الاستغفار بركات الدين والدنيا 00000 ( إلى أن قال ) 00000 فما أعظم بركات الاستغفار والإنابة إلى الله ، بهما تُستنزل الرحمات ، وتُبارك الأرزاق ، وتكثر الخيرات ، ويعطي الله الأموال والبنين ، ويغفر الذنب ، ويمنح القوة والسداد والرشاد ، والله عفو غفور تواب ، يقبل التوب ويغفر الذنب ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار فضلا منه و إحسانا ، فينبغي للعاقل أن يشتغل بطاعة ربه ولا يغفل طرفة عين عن مراقبته والخوف منه 00000 0