سأتكلم اليوم عن أشباح دخانية تعيش بيننا
عن مسوخ آدمية
عن دخاااااااااااان
ليس موضوعي عن قصة مرعبة
بقدر ما هو عن قصة محزنة مؤلمة
نبدأ الموضوع ؟
طيب .. صلوا على النبي
كم من مرة سرت في الطرقات
أنظر إلى شباب
أستجدي منهم إسلام أو عروبة أو أي قيمة شرقية
تدل على هوية واضحة
و لكنني أعود كظمآن
أبحث في عيونهم
أتابع قسمات وجوههم الشرقية
لعلني أجد شيئا
يدل على هوية إسلامية عربية أصبحت وللأسف بعبع يخشاه الجميع
ويتجنبه الجميع
نعم !!
إنها الحقيقة
فهذا يخاف أن يرتدي البنطلون زي ما البشر الطبيعيين بيلبسوه
عشان صحابه ميضحكوش عليه
و هذة تخاف أن ترتدي الحجاب
أصلها زي القمر و عايزة تتجوز
ووصل بنا الحال إلى تجنب الصلاه
علشان محدش يقول عليا شيخ
في الحقيقة كل منهم يمتلك سببا أو حجة
و لكن كل هذه الحجج هي عبارة عن ستائر يخفون بها الحقيقة
حقيقة ميولهم و رغباتهم في
البعد عن كل ما هو مسلم أو عربي
خشية وصمة التخلف و الرجعية
خليك كول يا مان ..
خليكي روشة طحن..
خليك مهيبر كيك ..
خليكي مزة سوبر..
نصائح يسديها الشباب إلى بعضهم البعض
يسدون بها كل منفذ قد يؤدي إلى دخول نسائم تحمل قيم إسلامية قويمة أو عربية شرقية إلى شخوصهم
فهم يريدون أن يكونوا أمريكيين أو إنجليز أو أوروبيين
كل واحد فيهم بيحلم إنه يكون
جيم كاري أو أكون أو ديفيد مارتن أو ماريا أو أي حد
أي حد
بس مايكونش معرب أو ممسلم
إلنهارده كنت رايح مشوار
و طبعا قررت أركب تاكسي
وقفت واحد و ياريتني ما وقفته
عندما ركبت لقيته شاب وسيم شكله طيب و صغير في السن
يعني في بداية العشرينات
كان مشغل أغاني
بس أغاني أجنبية إنجليزية
من ضمنهم أغنية كان إسمها
No One Wanna To See Us Together
و دار بيننا الحوار ده
أنا: حلوة الأغنية ؟!
الشاب السائق: آه حلوة
أنا: إسمها إيه الأغنية دي ؟!
الشاب السائق: معرفش
أنا: طيب مين المغني ؟!
الشاب السائق: معرفش
أنا: طيب إنت فاهم حاجة من الأغنية ؟!
الشاب السائق: لأ
أنا: طيب مشغلها لييييييييييييييييييه ؟!
الشاب السائق: يعني إنت إللي فاهم !!
أنا: أنا دارس للغة الإنجليزية و الحمد لله وفاهم كل كلمة
بس إنت إللي إتضحك عليك و أكيييييد مش فاهم ..
تعرف إن الأغنية دي موضوعها الأساسي تحريض صريح على الزنا ؟!
الشاب السائق: أعوذ بالله يا كابتن أنت مكمبر الموضوع
تلاقي الواد بيحب البت بس هو قليل أدب شوية
و الوااااااااااااااااقع أن
هؤلاء الشباب
إللي لابسين سلسلة على شكل جمجمة (صفة من صفات عبدة الشيطان) و فاتحين القميص ع البحري
و إللي مسقط بنطلونه تحت ركبته
و إللي عامل شعرة سابايكي و للا حالق حلقة عرف الديك
و أصدقاء الهاندفري إللي بيسمعوا أغاني أجنبية طول اليوم عمال على بطال و هم مش فاهمين منها ولا كلمة و منها أغاني تنافي القيم و التقاليد اللإسلامية
و إللي لابسة لبس ديق جدا جدا لدرجة إن لبسها قرب يتقطع من عليها و جرة وراها شباب الجامعة
.........
كل هؤلاء الشباب هم في الواقع هااااااااااااربين من الهوية الإسلامية العربية
التي هي من وجهة نظرهم هوية رجعية متخلفة
كل هؤلاء الشباب بحثوا عن شخصيات أخرى خير شخصياتهم و أقنعة تخفي الوجه العربي الإسلامي
و أرادوا إستبدال هويتهم المنبوذة تلك
بهوية جديدة متأجنبة
فأصبحوا
دخان .. أشباح .. مسوخ
أصبحو دخان يتلاعب به الريح
يسوقة كيفما شاء و حيثما شاء
أصبحوا أشباح بلا هوية و بلا شخصية
أصبحوا مسخ مخيييييييييف بقايا عقل و حطام فكر
طيب إييييييييييييه السبب ؟!
من وجهة نظري
السبب يكمن في ثلاث نقاط
أولا
غياب دورالموجه و المراقب و القدوة الطيبة
إذ أن أغلب الآباء فقدوا دور الموجه
و أصبحوا راضين بالوضع و كأن لاحول لهم و لا قوة
أصبحوا مجرد مصدر للقوت
و اقتصر دورهم على إجتلاب المال و عدم السؤال مجرد السؤال عن أوجه إنفاقه
بل و إزداد الأمر سوءا عندما فقد الأب دور المراقب
فأصبح لا يعلم شئ عن أبناءه
و كذلك غياب دور القدوة الصالحة
فأغلب الشباب اليوم أصبحوا يتخذون الفنانين قدوات
ينقلون عنهم أفكارهم و آراءهم و أسلوب حياتهم
حتى العري نقلوه عن الفنانين و الفنانات
ثانيا
فقدان الإنتماء
و هو نوعان
1- فقدان الإنتماء للوطن
و يحدث ذلك نتيجة المعاناه التي يلقاها الشاب في وطنه
فيتمنى لو كان أجنبيا
و يرتدي عباءة المتأجنب
2- فقدان الإنتماء للدين
و تلك هي الطامة الكبرى
و يتولد ذلك عن تشويه صورة الدين و العلماء و الشيوخ الأفاضل في أعين الشباب
ذلك الدور الذي لعبته و للأسف الكثير من الأجهزة الإعلامية في الكثير من البلدان الإسلامية
فخلقوا بعبع إتباع السنة
و بعبع الحجاب
فأصبح الشاب يخاف أن يمس الدين أو أن يقترب منه
ثالثا
البحث عن الحرية
و هي طبيعة بشرية
و لكن كثير من شبابنا لا يعرفون مفهوم الحرية الصحيح
فإنبهروا بإنحلال الغرب المغلف بشعارات الحرية
و خدعوا بكلام شياطين مثقفين
صوروا لهم الدين و القيم و الأخلاق
في صورة قيود تحد من حركتهم و تطمث شبابهم
و في الختام
أنني على ثقة من أنه ليس له داعي أن أذكركم بأهمية الشباب في حياة المجتمعات و الأوطان
و لكنني سأفتح طاقة أمل لكل شاب
فعلاج تلك المشكلة في يدي و يدك
و أول خطوة على الطريق الصحيح
هي ترك الطريق الخطأ عن إقتناع
فإن تمسكنا بديننا و قيمنا و مبادءنا
و حافظنا عليها من عبث الشياطين
فإننا في أول الطريق إلى حل كل مشااااااااااكلنا
مما راقي لي
