نتسامى على جراحنا محاولين الفرار منها الى عالم اكثر شفافية
عالم يتحملنا بكل خيبتنا وانكسارنا ظانين اننا نتجاوز كثيرا من الازمات التى تهوى فى دروبنا لانهايات لها الا الصبر0
فى حياتنا تجارب كثيرة سعيدة واخرى مريرة
بعضنا يتمكن من تجاوزها او التعامل معها
وبعضنا يخفق فى الشعور بها لذا نراه مصدوما فى كل شئ
وغير قادرعلى تغيير مساره الى الافضل
حتى السعادة لا يتمكن من تعاطيها لانه فقط مجبور على الحزن والالم والفزع
ولاننا ندور حول انفسنا
ونقلق باستمرار فاننا نمارس مالذ وطاب
من الجلد المفضى الى الاحباط على الذات
حيث نرمى بخيباتنا على الظروف والزمن والوقت
كأننا غرباء او ضيوف مؤقتين على الهامش
وعندما ترهقنا الظروف والمتاعب وضغوط هذا الزمن القاسى
لا نملك الا الفرار الى اى بقعة من مكان او اثر او عقل اخر نظنة قادرا على احتوائنا
انفاجأ به يبحث عن ملاذ او احتواء او زمن اخر يكون اكثر هدوءا ووداعة
ما ابشعنا ذات ضعف او ذات جبن او ذات انانية
حتى عندالالم نلوذ بخيباتنا والتواءتنا النفسية المزمنة
وفى النهاية ذات الخيبة تاخذنا الى دواليبها المهترئة الصدئة
التى تلوك اوجاعنا على وقع خطى رتيبة هى ذاتها فى حاجة الى قوة دفع
نفقدها او نجهلها بغباء او بذكاء غير مرئى لسوانا
هى الايام اذن نقطة ضعفنا ومصدر قلقنا الجاثم على ارواحنا
كحطم متقد الاحداث يجعل من الليل ساحة للحرب بين الواقع والخيال
هى صور تتراءى لنا تحمل كثيرا من التحولات والرسائل
التى نعجز عن تحملها او التعاطى معها
بشكل مختلف عن سمات هذا العصر الملون
نعم نحن ضعفاء وعاجزون بل ربما مشلولو الارادة لاننا السلعة الارخصفى سوق الحياة
الضاجة بالانانية
والصادمة بحب بعضنا لذاته حتى يكاد يقضى على من سواه
يالها من حالة مريرة لاتقوى على الصمود الا قليلا
ولان الجروح قصاص فان قصاصك اشد قسوة من الجرح الغائرذاته
ولان الايام محطمة الانتصار الطويلة فانها قاسية جدا ومؤلمة حد تفتيت اوصال الروح اربا وعلى الرغم من اننا تعودنا كل هذه المخاطر النفسية الا اننا ساعة ضيق نفقد مقدرتنا الحديدية تلك ونعود بشرا بكل الجينات التى نحملها وتحملنا على الانكسار
كل هذه الضغوط التى تحاصرنا من كل جانب
كل هذه الحالات والتحولات التى تقتضى حياتنا اى السبل تأخذنا خارجها الى حيث الهواء النقى الى حيث نتنفس بعيدا عن اشكالات لا حد لها
وصدمات لا طاقة لنا على تحملها
ان الحياة تعج بالمواقف الانسانية التى تقتات على مشاعرنا
اكثر مما تمنحنا فرصة لابتسامة
فالى متى يقهر الانسان الانسان؟
والى متى ستبقى ابتسامتنا وقفا على لحظة؟
ومتى تعانق اروحنا اول فرصة للسعادة تاخذنا بعيدا جدا عن عالم يتكالب على نهش اروحنا ودواخلنا بلا هوادة؟
هل فعلا هو منطق العصر؟
ام حقد الانسان على اخية الانسان ؟
ام هى ضريبة التحول من مجتمعات انسانية الى كتل اسمنتية تصعد طولا وعرضا على خيباتنا؟