بومدين وناصر وروسيا والجزائر .. "مقال مستفز" ممنوع الدخول !
بومدين هو اسم زعيم جزائري راحل وناصر هو كناية لإمبراطور مصري شهيد اسمه جمال عبدالناصر وروسيا هي اسم لدولة كبيرة وقفت ضد الظلم أما الجزائر فهي موطن المليون شهيد و محور الكلمات القادمة , هكذا أعرفكم على الشطر الأول من عنوان هذا المقال أما الشطر الثاني فمن أراد منكم معرفة مغزاه وهدفه فليتبعني في السطور التالية .
البداية كانت في عام 1956 عندما كثفت المقاومة الجزائرية من نشاطها لإجلاء الإحتلال الفرنسي عن أراضيها , وهي المقاومة التي استمرت لمدة 132 عاماً من الكفاح والتحدي والإصرار والعزيمة من جميع طوائف الشعب الجزائري , وكان وقتها الإحتلال الإنجليزي يبسط يديه على شمال وادي النيل في أرض مصر .
وعلى الرغم من الصعاب والمعاناة من إحتلال الإنجليز الغاشم حاول الشعب المصري أن ينقذ إخوته في الإسلام وأشقائه في العروبة في دولة المليون شهيد من الإحتلال الفرنسي بإمدادهم بالمساعدات التي مرت عبر الأراضي الليبية الشقيقة وعبر البحر المتوسط إلى الجزائر منبع الرجال والمحاربين .
ولم يكن وقتها الإحتلال الإنجليزي هو العائق الأكبر أمام المصريين الذي رغبوا في مساعدة إخوتهم في الجزائر إلا أن الظروف الإقتصادية الضحلة آنذاك كانت تمنع حتى مساعدة المصريين لأنفسهم , ولكن بقرار من البطل المصري الشهيد جمال عبدالناصر كان يخصم من راتب جميع موظفي الدولة المصرية جزءاً يذهب لصالح إخوانهم في الجزائر الذين كانوا يعانون نفس معاناتهم من الإحتلال الفرنسي , وكان هذا بإرادة ورضاء المصريين وليس فرضاً عليهم .
مهلاً .. إن الحديث ليس سياسي على الإطلاق وإنما نحن نتكلم عن علاقة بين توأمين شقيقين دمرها ما يسمى بالرياضة وكرة القدم وكأس العالم , بالله عليكم عندما نذكر الزعيم عبدالناصر والمناضل بومدين ودولة مصر ودولة الجزائر بعد كلمات .. كرة القدم وكأس العالم , ألم نرى أن الكفة غير متساوية تماماً وأن أصولنا وعراقتنا أهم من المونديال ؟ ألم نرى أننا كدنا أن نضيع أنفسنا والتاريخ العريق الذي صنعناه معاً بسبب أشياء تافهة مقارنة بما صنعناه سوياً من قبل ؟
مساعدات مصر للجزائر أثناء الإحتلال الفرنسي لها ليست مناً وليست شفقة وإنما هي واجب وفرض فعندما يرى الأخ أخوه يعاني ويتألم فمن الطبيعي أن يمد له يد العون لينقذه وهو ما فعلته الجزائر مع مصر أثناء العدوان الثلاثي على وادي النيل في 1956 عندما علمت فرنسا بتدخل مصر للوقوف بجوار الجزائر ضدها فتحالفت مع إنجلترا وتكالبت معهما الدولة الصهيونية ليعتدوا جميعاً على أرض مصر دون أي مسبقات .
ظهر وقتها معدن الجزائر وزعيمها الراحل بومدين الذي ذهب سريعاً لروسيا وهي أحد أكبر دول العالم من الناحية الحربية والإستراتيجية في ذلك الوقت وسخر كل أموال الدولة الجزائرية لها في مقابل أن تمد مصر بأحدث الأسلحة وبأي كمية يطلبها المصريين , وبالفعل وصل المدّ الجزائري من روسيا وتمكنت مصر من مضاعفة قوتها ضد العدوان الثلاثي .
هل هناك أكثر من ذلك يا جماهير الكرة والرياضة وكأس العالم في مصر والجزائر ؟ الأن هل عرفتم أن أباءكم وجدودكم صنعوا التاريخ معاً وضربوا أروع الأمثلة في المؤاخاة وضحى كل منهم من أجل رفعة وسمعة وعلو شأن الأخر , وقاتل كل منهم امن أجل حرية واستقلال الأخر , الجزائر ومصر ليس عنوان مباراة فاصلة من أجل تحديد متأهل لكأس العالم على الإطلاق , فمصر والجزائر عنوان للقوة والرجولة والشهامة وعنواناً واضحاً للمؤاخاة والعروبة والإسلام والتاريخ المُشرف .
تخيل عزيزي القاريء أنه بعد عظمة هذا التاريخ وبعد تضحية الكبار والزعماء من أجلنا نرى الأن جزائريين يحرقون بيوت المصريين في بلادهم ومصريين يضربون مناصري الجزائر في وطنهم ولماذا ؟ ليست الإجابة لأن هناك حرباً سياسية وفتنة قامت بين البلدين ولكن الإجابة هي لأن منتخبي البلدين يتنافسا من أجل ماذا ؟ من أجل أن يمثل أحدهما العرب في نهائيات كأس العالم في السنة القادمة .
انتبهو ياسادة .. انتبهو يا إخوتي وياأشقائي في الجزائر وياأهلي في مصر لسنا أعداءاً كي نفعل هذا مع بعضنا البعض , علاقتنا أكبر من ذلك بكثير دمائنا واحدة وتاريخنا واحد وعروبتنا واحدة فكيف تفرقنا مجرد مباراة في كرة القدم لتحديد منتخب بلد يمثل الأخر وباقي العرب في مونديال كأس العالم .
قد يكون مقالي هذا مستفزاً لبعض المتعصبين لبلادهم في منافسات كرة القدم في البلدين ولهذا منعتهم من الدخول حتى لا يساهموا في إشعال الفتنة , أما إذا دخل أحدهم وقرأ كل ما كتب في هذه الصفحة فيجب أن يعيد حساباته ويساهم في عودة الروح الطيبة بين الشقيقين وفي عودة ذكريات التوأمة بين التوأمين الأحرار مصر والجزائر .
