~~~~~ كلمـــــــــــــة واحـــــــــــدة ~~~~~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو آخر يوم لها معه ... فهى لن تحتمل هذه القسوة منه ... خمس سنوات مرت عليهما معا منذ أن تعرفا ببعضهما ... لم يعاملها يوما بهذه الطريقة السيئة ... يتجاهلها طوال النهار ثم يتشاجر معها ويعلو صوته ... كل هذا بسبب خطأ تافه ... وهى لن تصالحه ... لم تعتذر ولن تعتذر عما فعلت ... فهو خطأ صغير ... لماذا يثور هكذا ..
تعلم أن لديه بعض المشكلات فى عمله ... ولكن هذا لا يعنى أن يفعل ذلك ... هى تعلم أيضا ان هذه المشكلات خطيرة ... ولكن ذلك ليس عذرا له ... لن تسامحه ... سترحل وتترك له المنزل ليتعلم كيف يتعامل معها ...
انها تجهز حقيبتها الآن ... وتجمع اشيائها المهمة ... وسترسل باحدهم لياتى بباقى اشيائها عندما تعود لمنزل والديها ...
وقعت عينيها على صندوق صدفة فى جانب دولابها وهى تجمع ملابسها ... انه صندوق ذكرياتهما معا ... صندوق يحمل لحظات الحب بينهما من اول يوم فى قصتهما ... جلست على طرف السرير وفتحت الصندوق ...
وفى تلك الاثناء شريط من الذكريات يمر امام عينيها ... ابتسمت رغما عنها عندما وقعت محتوياته ... هذه الوردة الذابلة ... اول ورده اعطاها اياها يوم صارحها بحبه لها وهم مازالوا فى الجامعة ... يومها اخبرها انه يحاول ان يخفى حبه منذ ما يقرب من عام ولكنه اليوم قرر مصالحتها ... تذكرت ذلك اليوم بكل تفاصيله ...
نظرت مرة اخرى بداخل الصندوق ... هذه السلسلة الفضية التى احضرها لها ... منقوش عليها الاحرف الاولى من اسميهمـا ... كانت فى البداية لا تخلعها ابدا ... بعض اللعب الصغيرة والقلوب والميداليات هى محتويات هذا الصندوق ... كروت معايدة ... أظرف كثيرة تحوى رسائله فى الفترة التى سافرها ...
اتسعت الابتسامة على وجهها عندما رأت ذلك الظرف اللبنى بشكله المميز ... فتحته وأخذت تنظر الى الرسالة بداخله ... كانت الرسالة التى صالحها بها عندما غضبت منه ... لم تكن ترد على مكالماته ... ولم تعط له الفرصة لمقابلتها حتى اضطر الى هذه الخدعة الظريفة ... كتب جواب يفسر لها الامر ويشرح لها موقفه ( فهى لم تترك له لمجال ليفعل ) ... وجعل احدى زميلاتها تضعه فى حقيبتها وعندما عادت الى المنزل وجدته وقرأته ... وتصالحا بعدها ...
نظرت الى الاشياء بداخل الصندوق ... كثير من هذه الاشياء كانت هدايا منه لمصالحتها ... فقد كانت كثيرا ما تغضب بدون اسباب واضحة او لاسباب تافهة وكان دائما ما يتحملها ويصالحها ... لم يغضب يوما منها عندما كانت تغضب او تتشاجر معه فقط لان هناك ما يعكر مزاجها ويشغل بالها ... ودائما ما كان يمتص غضبها ويصالحها ويعتذر عن الشئ التافه الذى اغضبها ...
وعندما وصلت الى هذا الحد من الذكريات ... شعرت بــخجل شديد من نفسها ...
لقد كان دائما هو الصبور المتحمل ... وكانت هى دائما أنانية ... هو بطبيعته شخصية هادئة ومتحملة ولذلك لم يعلو صوته يوما ... دائما يمتص غضبها ويهدئها لانه يحبها ... يحبها اكثر من نفسه ...
والآن فى الوقت الذى يشعر فيه هو ببعض الضيق والغضب ... هى لا تستطيع ان تتحمله ... لا تستطيع ان تحتمل منه انه ولأول مرة لم يكن متسامحا ولم يمتص غضبها ... ليس لشئ الا لانه يعانى من مشاكل ... يالها من انانية !!!
خرجت من غرفتها ... وجدته يجلس فى الصالة يضع رأسه بين يديه ... عندما شعر بخروجها رفع رأسه ... ونظر اليها بعينين تحملا كل الحزن ...
نظر اليها وسألها " هل سترحلين الآن ؟؟؟ "
لم تجب عليه بكلمة ... ولكنها فقط اتجهت نحوه ... حتى وصلت الى مكان جلوسه ... جلست بجانبه ... وقبلت يديه ... وهمست فى اذنه بكلمة واحدة فقط ...
ولكن حملت كل ما بداخلها من مشاعر وكل ما تريد قوله ...
فقط قالت له ...
~~~~~~~
" ســـــــــــــــــــــامحنــــــــــــــــــــــى "
مما راق لي :)
