ساعات ونفترق.. هي مجرد ساعات أخرى ويصبح كل منا في مكان بعيدا عن الآخر.. تبعد خطواتنا، وتحول بيننا المسافات، وعلى شاطيء البحر تقفين.. ربما تتذكرين بعض أوقاتنا، ربما تنكسر صورتي مع أمواج البحر القادمة إليك من بعيد.. ربما تلقين بهمومك وخواطرك وسط مياهه.. ربما تبوحين له بأسرارك وتدفن في أعماقه للأبد.. ربما تمتد يدك لمياه البحر، تنساب من بين أصابعك وتسقط أشعة الشمس فوقها.. ولا يبقى منها شيئا.. وتكرري: تمتد يدك للمياه، تنساب من بين اصابعك ولا يبقى منها شيئا.. في هذه اللحظة سوف تكتشفين سرا يخفى على الجميع.. سوف تدركين ان المياة تنساب من بين أصابعك وتسقط على الأرض، أو تتبخر مع أشعة الشمس ولا يبقى منها لا صورتي او همومك وخواطرك او حتى اسرارك.. فقط سيبقى كل ذلك في قلبك.. ربما تشعرين للحظات او أيام أو سنوات أنه تبخر مع أمواج البحر.. ولكنه باق حتى وإن تحولت الأرض كلها إلى نهر.
والآن.. قبل أن ترحلي.. أصارحك.. كنت وحيدا بدونك، كنت حزينا قبل أن اقترب منك.. كان الوقت يمضي بطيئا مزعجا، لا أمل في حياة ولا طريق.. اقتربت ولم أكن أعلم أنني سأعود لنفس الطريق مجددا.. ساعات وتبتعدي.. ساعات وتذهبي الى الشاطيء، اذكري اسمي هناك، ألقي به وسط أمواج البحر، دعيه ينساب من بين اصابعك، ويتبخر مع أشعة الشمس.. وعند الغروب انظري الى الشمس واحرقي صورتي مع اخر اشعتها.. واحكي للبحر حكايتي في ساعة غروب وارحلي. او عودي الي مرة ثانية، ولكن بقلب جديد.
صديقتي.. قبل أن ترحلي.. أعترف أن احساس رقيق لمس قلبي، شعور غاب عني لسنوات.. منذ اللحظات الأولى لدخولك الى عالمي.. وها أنا الآن أقول الحق.. لن اخجل أمامه أو يكسرني ضعف أو هزيمة.. فقط أتمنى عودتك بسرعة قبل أن ترحل عني روحي للأبد