الشــــيــــــعــــــــــ ـــــــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيعة
كان مقتل الحسين نقطة البداية لمذهب الشيعة؛ إذ ظهرت حركة التوّابين الذين خرجوا يعلنون ندمهم على تخلِّيهم عن الحسين رضي الله عنه، وتركه يواجه جيش عبيد الله بن زياد والي الأمويين على العراق حتى قُتل.
وقد بدأ التشيع بتفضيل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على جميع الصحابة، ثم افترقت الشيعة إلى فرق كثيرة لكلٍّ منها أفكاره وعقائده، ولكن أبرز أفكار الشيعة تتلخص في اعتبار الإمامة من أصول الدين، والقول بوراثة الإمامة، وسبّ ولعن الصحابة وخاصةً الشيخين وعثمان، واعتبار عموم الصحابة متواطئين على سلب عليٍّ رضي الله عنه حقه، والقول بعصمة الأئمة، والإيمان بالتقية (هي أن يُظهِر الشيعي غير ما يؤمن به من عقائد إذا خاف على نفسه)، واعتبارها أصلاً من أصول الدين. وقد ظهر من الشيعة فرق كثيرة على مدار التاريخ الإسلامي، ثم اختفى أغلبها في دروب التاريخ كالكيسانية والسبئية، وبقي البعض الآخر كالزيدية والإمامية الاثني عشرية والإمامية الإسماعيلية.
ظلَّ الشيعة في البحث عن إقامة دولة خاصة بهم، حتى تمكَّن عبيد الله المهدي الخليفة الشيعي الأول من إقامة الدولة الشيعية العبيدية الملقَّبة بالفاطمية في المغرب العربي، ثم امتد حكمها إلى مصر وبعض بلاد الشام.
بعد سقوط الدولة العبيدية بمصر توارى الشيعة من التاريخ فترة حتى تمكّن الشاه إسماعيل الصفوي من إقامة دولة الشيعة الصفويين في إيران السُّنية، ومن ثَمَّ اصطدم بالدولة العثمانية السنية، فجَرَت صراعات وحروب متعددة بين الصفويين والعثمانيين انتهت بانتصار العثمانيين، غير أنها أرهقت الدولة العثمانية، وأضعفت من قدراتها أمام خصومها وأعداء الإسلام الأوربيين كثيرًا.
بعد انطفاء جذوة الحميَّة الدينية للمذهب الشيعي في إيران ظلَّت الأوضاع هادئة هناك، حتى ظهرت حركة الخوميني الذي دعا لإقامة نظام ولاية الفقيه نيابة عن الإمام الغائب، وتمكّن بالفعل من إشعال الثورة سنة 1979م، وطرد الشاه، وإقامة نظام ولاية الفقيه.
غفر الله لسما وعفا عنها ورحماها وأدخلها الجنة